تسعة عشر: منعطفات جيدة و صداع سيء.

1.1K 103 83
                                    


_

٢٠٢٣.١١.٩
_


لقد راودني سؤال اليوم، و هو: من أين يحضر كارم ماله الكثير هذا؟ ثم ماذا كان يعمل و أين؟ الكثير من الأسئلة التي تحتاج إجابة شافية قبل أن أتهمه بالسرقة، لأن مئة ألف ليست بالعدد الهيّن أبدًا.

هل ربما أسأله؟ لا أعلم.

لقد قام بإرسال ما يقارب السبعين ألفًا منذ يوم رأينا بعضنا، رغم أنه قال أنه سيكتفي بخمسين، أمر مضحك.

«على ماذا تضحكين؟» سألت فرونيكا، و قد كانت تعدل احمر شفاهها فاقع اللون في المرآة. «لا تتحدثي معي، لازلت منزعجة منكِ.» تمتمتُ بغضب، و قلبت عيني عندما ارتدت الإبتسامة المستفزة شفتها.

«هيا كاث، ليس الأمر و كأن الخيار كان بين يدي، في الواقع لقد كان الجزر بين يدي.» ألقت دعابتها السمِجة نية في تلطيف الجو و جعلي أضحك، إلا أن ذلك زادني عبوسًا.

«حسنًا هي دعابة تافهة لا عليكِ، المغزى الأساسي هو أنني– أو أننا بطريقة أكثر شمولة، لم يكن لدينا الخيار في ذلك، لقد أجمع الكل على عدم جرحكِ و إخباركِ الحقيقة المرة التي ستجعل حالتكِ تنتكس، كان ذلك من أجل مصلحتك، صدقيني لقد درسنا الأمر لأكثر من أسبوعين، و في النهاية قامت كاساندرا بإخبارك.» اغلقت أحمر شفاهها تضعه في حقيبتها، ثم نظرت في عيني مباشرة.

«نحن نحبكِ و نقدركِ، و لا نريد أن نراكِ حزينة أو مجروحة، كنا نحاول جعل الأمر يبدو طبيعيًا، إلا أن بييترو قد تعدى حدوده عدة مرات فلم يكن منا إلا أن نحذركِ منه بطريقة غير مباشرة. صدقيني، كان المتضرر الأكبر من هذا هو إلدرين، حيث كان يحاول بشتى الطرق إيجاد حل لا يتسبب في كسر قلبك، لقد أجهد نفسه و عقله في حمل ذلك الهم، لكن في النهاية يبدو أنه فشل.» شعرت بالضيق يكتسح صدري بقوة، فقط بذكر إلدرين كل مشاعري تهتز.

«لكِ الحق في الغضب فلا أحد يلومكِ، لكن أيضًا يمكنكِ ترك ذلك جانبًا و التعاون معنا على ردعه، و ذلك الخيار الأفضل. سيتم هرس كبريائه عندما يكتشف أن إلدرين إستعاد ما كان يخصه من البداية و لربما يصاب بالجنون أخيرًا و يفقد عقله ثم يتم نقله لمستشفى مجانين،سيكون ذلك يوم سعادتي و سأحتفل كل سنة بتاريخ أخذه لا محالة.» قهقهت فرونيكا بطريقة مجنونة، اعتقد انها من تحتاج مستشفى المجانين أكثر الآن.

تنهدت بحسرة أراقب الطلاب الداخلين و الخارجين من الكافيتيريا، لحسن حظي -أو حظ بييترو- أننا لم نرى بعضنا اليوم، فربما كنا سنكون في صحيفة الجامعة في مقال بعنوان: "شوهَت وجه خليلها السابق بسبب أنه كاذب مختل."

أتساءل حقيقة عن ردة فعلي عندما تتصادف طرقنا، هل سأصرخ في وجهه؟ أتجاهله؟ أصفعه؟ أم أترك الأمر للبقية؟ الأمر صعب و أنا لا أقوم بتخيل ذلك حتى.

كاثرين || Cathren حيث تعيش القصص. اكتشف الآن