واحدٌ وعشرون: رهاب مرتفعات، ويأس.

472 61 27
                                    


_

٢ أبــــريـــل ٢٠٢٤
_

كان الوقت يمضي بسرعة بينما نجرب كل ما استطعنا من الألعاب الممتعة، بداية من الأفعوانية نهاية بمنزل الأشباح، كان الأمر ممتعًا كوني لا أهاب المرتفعات، إلا أن إلدرين لم يكن بخير تمامًا...

«هل أنتَ بخير؟ هل تستطيع شرب الماء؟» وضعت يدي على كتفه أربت عليه بينما أمد باليد الأخرى قارورة ماء باردة، كان إلدرين شاحبًا لا يكاد يقف على قدميه بعد كل هذه الألعاب، و يشعر بالغثيان.

«أنا بخير تقريبًا، أحتاج فقط لقليلٍ من الراحة.» نطق بصوت منخفض بينما يتكئ بظهره على الكرسي و رأسه للسماء، محاولا إلتقاط أكبر قدر من الهواء المنعش ليبدد عنه آثار الدوار الذي يشعر به.

«لا بأس، لنبقى هنا حتى تتحسن.» نطقتُ مواسية و وقفت أحدق فيه بأسى، هو لم يخبرني أنه يمتلك رهاب مرتفعات، صحيحٌ أنني من اقترح فكرة مدينة الألعاب إلا أنني كنتُ لأقوم بتغيير رغبتي لو علمتُ أن هذا سيحدث!

تنهدت بأسى قبل أن ألتقط حقيبتي القابعة بجانبه و أبتعد قائلة: «سأذهب لإحضار شيء من المتجر، لن اتأخر.» لم يكن منه سوى أن همهم بإرهاق دون أن يرفع رأسه.

دخلت لمحل البقالة بينما أحاول تذكر ما يحبه إلدرين من وجبات سريعة، في الواقع لم أكن أرى إلدرين يتناول السكريات، ليس بسبب مرضه، بل لأنه لا يحبها.

لم استطع تذكر سوى مشروبه المفضل مع كيس مقرمشات رأيته بحوزته مرة واحد، ثم قمت بشراء عدة أشياء اخرى ربما يستطيع تناولها، ثم خرجت من المكان قاصدةً العودة إليه.

لكن ما لم اتوقعه فور وصولي.. هو أن هناك فتاة تجلس بجانبه بينما تحاول جذب انتباهه بأحاديثها التي بدت سخيفة حتى دون سماعها، أعني... ألا ترى أن الفتى مريض و متعب؟ هل هي عمياء؟

تقدمت بملامح منزعجة منهما، و كل ما أسمعه هو صوت قهقهاتها الغنِجة، بينما إلدرين يقعد حاجبيه و لايزال على ذات جلسته السابقة، تحمحمت فور أن وقفت أمامها، مما جعلها ترفع رأسها لتنظر إلي.

ما الأمر مع رسمة الحواجب الغريبة هذه؟

«عذرًا، هذا مكاني، هل يمكنكِ الإبتعاد؟، بالإضافة إلى كونك تزعجين الفتى المتعب هنا، إنه يشعر بالدوار.» بدى من ملامح وجهها المستنكرة أن طريقة كلامي لم تعجبها، و نظرت بيني و بين إلدرين الذي إرتفعت ابتسامة واهنة على شفتيه.

و كانت سوف تقوم بالرد، معترضة بالطبع على ما أقوله. إلا أن هاتفها استقبل إتصالا شغلها عنا و جعلها تبتعد.

جلست بجانب إلدرين على الكرسي أقلد طريقة جلوسه بينما أنظر للسماء، متنهدة بتعب. مما جعله يقهقه على حالتي تلك. عمّ الهدوء للحظات طويلة بيننا، و رغم ضوضاء مدينة الألعاب إلا أننا لم نركز سوى بصوت تراقص أغصان الشجر مع نسيم الليل الذي يصبح باردًا مع تأخر الوقت.

كاثرين || Cathren حيث تعيش القصص. اكتشف الآن