سبعة عشر: الحقيقة وراء كل شيء.

951 90 67
                                    


_

٢٠٢٣.١٠.٣
_

الجو في الخارج كان هادئًا، الشمس ساطعة و الرياح الخريفية تهب تراقص الأشجار لتصدر صوت الخشخشة المحبب لقلوب الكثيرين.

اجلس على كرسي المطعم، أحدق بما في خارج النافذة الزجاجية العملاقة في واجهة المطعم إلى عجوز جالسة على أحد الكراسي تضع يدًا على خدها و تنظر إلى الشارع بشرود، كانت تبدو مهمومة.

هل يمكن أن يصبح حالي كحالها و لن اتخلص من المشاكل المصاحبة لي حتى بعد مرور سنوات عديدة؟

تنهدت بتعب أنظر إلى كاساندرا التي لا تزال تحدق في قائمة الطعام بتفكير و حيرة، لا يمكن أن يستغرق الأمر اكثر من دقيقة حتى، لما هي بهذه الحيرة؟

«حسنًا إذًا، سآخذ شطيرة لحم بالجبنة و كأس عصير تفاح بارد.» قامت اخيرًا بتقديم طلبها إلى النادل الذي يبدو عليه الملل من الوقوف و انتظارها طوال ذلك الوقت.

«أي شي آخر آنساتي؟» نفت كلتينا قبل أن يرحل الآخر. اعتدلت كاسندرا في جلستها تنظر لي بجدية، ذلك جعلني أشعر بالتوتر مما ستقوله تاليًا، أنا سأصاب بفوبيا اللقاءات قريبًا بسبب هذا الكم الهائل من التوتر و الصدمات.

«كيف كانت سنواتك بعد مغادرتنا، كاثرين؟» سألت مفتتحة المحادثة بسؤال موفق في جعلي أتمنى أنني لم اوفاق على هذا. «جيدة.» اجبت بإختصار أشبك أصابع يدي معًا، إلا أنني لم أبعد حدقتيّ عن خاصتها.

عمّ الصمت لدقائق، قبل أن تنطق: «ما رأيكِ بأن أقص عليكِ قصة؟» إرتفع حاجبيّ باستنكار، إلا أنني اومأت أتطلع إلى ما ستقوله.

«إذًا كبداية، كان هناك مجموعة من الأصدقاء يتسكعون معًا، حتى إنضمت إليهم فتاة أخرى و كانت لطيفة و هادئة، إلا أنها سببت مشاكل صغيرة في هذه المجموعة.» بلعت ريقي و شددت أصابعي معًا.

هي بالتأكيد تقصدني.

«في تلك المجموعة كان هناك صديقين، كان الجميع يعلم بصداقتهما الحميمة، إلا أنهم لم يعرفوا ما يحدث خلف الكواليس، حتى أصدقائهم من المجموعة. بدأت المشاكل حين وقع أحدهما في حبها، و بسبب كون الآخر مهووس بالتملك و الإنتصار قرر اللعب بالنار.» تصنمت أحدق في ملامح وجهها اللامبالية بينما تقص القصة التي… جعلتني أبتلع لساني عاجزة عن قول شيء.

«الفتى الآخر لربما كان مريضًا نفسيًا، لا اعلم. كل ما أعلمه أنه مختل، ذهب إلى الفتاة و جعلها تتعلق به، أحبته، ضمها إلى مجموعة أصدقائه، و بدأ يحتك بها أمام الآخر الذي كان يشتعل غّلاً من الداخل. لكن الأمر لم يتوقف هنا، فالفتى الواقع بالحب قرر اللعب بقذارة كما يفعل الآخر، فقد طفح كيله من كل تلك التصرفات. أتعلمين ما فعل؟» سألت و نفيت ببطء، الدماء جفت في أوردتي، و لحظات متفرقة من الماضي ظهرت في ذهني.

كاثرين || Cathren حيث تعيش القصص. اكتشف الآن