_٢٠٢٣.١٠.٥
_«أنا… لا أعلم إن كنت مستعدة للبوح بذلك.» نطقت، لانت ملامح إلدرين للحظة قبل أن يعود لجديته قائلا: «الوقت كله ملكك، كاتي. أي وقت تشعرين فيه أن عليكِ إخراج ما في جوفك فستجدينني هنا.»
حلّ بعد ذلك صمتٌ دام أكثر من عشر دقائق، فقط صوت الريح التي تصطدم بزجاج النافذة فترتد على أدبارها هو ما يسمع هنا.
كنت أفكر، كيف يمكنني حقًا التعامل مع كل هذا؟ ألا يمكنني و لو لمرة واحدة أن أحل مشكلة ما من حياتي؟ كبداية… إلدرين الذي يجلس أمامي الآن.
لطالما إلدرين كان شخصًا يفهمني، وقف بجانبي و ساعدني، تصرف معي بلطف و رأى لحظات ضعفي. صحيح أنه لم يخبرني الحقيقة، لكن لا أستطيع التغاضي عن كل ما فعله لي بسبب هذا.
تنهدت، لربما لا بأس بإخباره بجزء بييترو؟ فهذا كل ما طلبه بعد كل شيء.
لكن إن أخبرته أنني تركت رسالة كره بسبب انتقالنا، فسيسأل عن سبب انتقالنا… و هذا يعني أن أسرد له ما حدث في الحادث، و التطرق إلى ماضيّ الخاص، ثم سيعرف بأمر امراضي التي لم اتخلص منها، و بأمر أشقائي ذوي الخلايا العقلية الناقصة.
هل سينظر إليّ باستنقاص إذا أخبرته بذلك؟ هل ستتغير نظرة إلدرين عني؟ سيراني كفتاة مجنونة تحتاج إلى علاج نفسي، و سيستنتج أن ما أمر به من هلوسات ليس إلا اعراضًا لأمراضي النفسية.
هل لا بأس بذلك؟..
«إلدرين.» ندهت بصوت منخفض، و نظر إليّ المقصود بترقب و انصات. «إن أخبرتكَ، فهل ستتغير نظرتكَ حولي؟» راقبت الاتساع الطفيف في عينيه، لقد كان مصدومًا.
«إن كان هذا ما يجعلكِ تمتنعين عن مصارحتي بما يقلقكِ فعليكِ أن تعلمي أنني لا اقوم بالحكم على الشخص من ماضيه أبدًا. و خاصةً أنتِ كاتي.» أغلقت عيني، و أخذتُ نفسًا عميقًا أغوص في الذكريات مسترجعة كل ما حدث في تلك السنة.
«منذ أن ولدتُ كنتُ أعاني من امراض نفسية، الإكتئاب المزمن و إضطراب الشخصية الحدية، و عدة أمراض اخرى تابعة لهذين المرضين، فكنتُ عالة على عائلتي، و اعتقدت أن هذا هو سبب عدم تقبلهم لي، إلى أن اكتشفت أنه لم يكن السبب الوحيد.. بل لأنني لست شقيقتهم من الأم، فكانت زوجة أبي تعاملني بقسوة جرحتني لأنني كنت أعتبرها والدتي، و بينما أشقائي عاملوني بالمثل و اعتقدت أن ذلك بسبب كوني فتاة.» إرتجف جسدي لتذكر تصرفاتهم الوحشية و طريقة معاملتهم لي.
«تعرفت عليكم يا رفاق، و شعرت بالسعادة لوجود أشخاص يهتمون بي و يحبونني.. حتى و إن كانوا يتصنعون ذلك، فعلى الأقل هناك من يحسن معاملتي. و كان أقربكم إليّ هو بييترو، كما نعلم جميعًا.» تنهدت بألم لسيرة بييترو، فلازلت لم اتخطى صدمته بعد.
أنت تقرأ
كاثرين || Cathren
Romanceأيمكن إصلاح أخطاء الماضي؟ أيمكن للأخطاء أن تمحى؟ و للجروح أن تشفى؟ و للماضي أن ينسى؟ ما كانت كاثرين تكافح من أجله، حان الوقت لرؤية نتائجه. المسامحة و المضي قدمًا، أم العيش في ندم أبدي؟ [دراما - عاطفة] بَدَأت: ٢٠٢٢/٦/٢٧ إنْتَهَت:... جميع الحقوق م...