الفصل التاسع عشر

40 4 0
                                    


شعر ستيفن أنها تغرق في تفكيرها الخاص فقال يخرجها منه قائلًا:
"كارلا... لم أعني بكلامي أبدًا أنك أساس كُل مُصاب يحدث لمن هم حولك، لكنني أردتكِ أن تتوخي الحذر لأنني رأيتك مندفعةً للغاية."
لم تُجبه كارلا... بل نظرت إليه بصمتٍ فتابع حديثه وهو يأخذ بيدها ويجلسها فوق الأريكة بعطف:
"لا تتعجلي في اتخاذ القرار، ربما..."
قاطعته قائلةً:
"سأتوقف!"
تنهد ستيفن وقال:
"لم أقصد ابدًا أن تتوقفي، إذا أردتي الاستمرار سأكون بجانبك."
هزَّت كارلا رأسها برفضٍ وقالت:
"لا، لأجل من أهتم بهم سأتوقف."
ثم طأطأت رأسها حزنًا وقالت:
"سأتخلى عن الأمر."
كاد ستيفن أن يتحدث لكن صوت هاتفها هو من قاطعه هذه المرة.
أجابت كارلا على الاتصال الذي لم تكن تعلم أنه سيكون سببًا في تغيير المسار التي كانت قد قررته للتو!
أنهت اتصالها وهي تهم بالخروج، فسألها ستيفن:
"ما الأمر؟"
قالت تسرد عليه ما قيل لها منذ ثوانٍ معدودة، فقال:
"من الأفضل أن تذهبي، ولكن..."
نظرت له كارلا تترقب ما سيقوله، فقال بهدوء:
"ربما يكون هذا أفضل خيار تتخذينه بعد ما حدث، لا تتعجلي الرفض!"
أومأت كارلا برأسها وخرجت من المنزل فتحدث مجددًا:
"لم ينتهي حديثنا بعد."
وقبل أن تنطلق بسيارتها قالت تؤيده:
"لا تقلق... سأزورك مجددًا."
غادرت كارلا وبقي ستيفن واقفًا حيث هو، عقله ينبهه أن الكثير سوف يحدث...
وأن ما تم دفنه... لن يظل موَاريًا بعد الآن.

دخلت كارلا إلى الغرفة حيث أرشدتها الممرضة، فقابلها بيتر والغضب يأكل رأسه وقال يصيح بوجهها:
"لقد جُن جنونها تمامًا!"
توقفت كارلا لبرهةٍ تنظر إلى عينيه الغاضبتين...
لا تريد أن تتحدث معه أبدًا حتى تتجاوز ما قاله لها.
أما بيتر... حين رآها عازفةً عن مخاطبته،
تنظر إليه بعينيها دون إجابةٍ عوضًا عن ذلك...
تذكر ما قاله لها...
خفق قلبه بندمٍ،
وانفرجت شفتاه... يريد أن يحثها على الحديث معه!
بينما تابعت هي انفراجة شفتيه بلهفةٍ لم تُدركها عن نفسها قبلًا...
إلا أنه حين أطبقهما مجددًا...
جرَّت نظراتها جرًا، تبعدهما عن عينيه... وتنظر إلى ماريا بيأس!

وعلى الجانب الآخر،
كانت ماريا تتابع الصمت بينهما، لم يخف عليها كيف تنظر إليه صديقتها، ولم تغفل عن نظرة اليأس التي انسكبت من عينيها سكبًا حين نظرت إليها...
وعندما استشعرت رغبة كارلا التي بثتها إياها في كسر هذا الصمت لم تتردد حين قالت بهدوء:
"أعتقد أن ما فعلته ليس ضربًا من الجنون بل هو عين العقل!"
استفاق كلاهما بعد ما قالته ماريا وعاد إلى بيتر ضيقه فصاح معترضًا:
"بل ضربٌ من الجنون... كيف لي لك أن تقرري بنفسك بأنك من ستصطحب ألبيرت للعلاج بالخارج!"
أجابت ماريا بملل وقد سئمت من صراخه عليها منذ أعلمه الأطباء بنقل ألبيرت كونه وصيه:
"لقد سمعت الطبيب...  يجب أن يحصل على الرعاية العاجلة."
ثم أردفت تنقل بصرها بينه وبين كارلا:
"وكما أرى... إن تُرك الأمر لكما فلن تقوما باتخاذ أي قرار في الوقت الحالي!"
زجرها بيتر بعينيه فقلبت عينيها بلا مبالاة، فنظر إلى كارلا التي كانت مطأطئة الرأس تفكر فيما قد قررته ماريا بمفردها، وفيما قاله له ستيفن سابقًا، كانت تتساءل:
ماذا لو أنها لم تكن مضطرة للتوقف؟
فرحيل ماريا مع ألبيرت سيبعدهم بلا شكٍ عن نطاق الخطر الذي يحيط بها...
لابد أن هذا ما قصده ستيفن حين أخبرها ألا تتعجل الرفض.
رفعت رأسها لتراهما ينظران إليها بترقب، فقالت:
"أنا... لا أظن بأنها فكرة سيئة."
ابتسمت ماريا بينما ازداد بيتر ضيقًا لكنها تابعت بهدوء:
"لن تتدبر أمورك جيدًا إذا ذهبت أنت معه أو حتى أنا لكن ماريا على العكس منا، فقد كانت تعيش بالخارج لفترةٍ طويلة... ستتأكد من تلقيه العلاج الأفضل."
عقد بيتر ذراعيه أمام صدره يفكر فيما قالتاه، لم يكن مقتنعًا تمامًا... لكن حالة ألبيرت تقلقه، وهو يعلم جيدًا أن ماريا لن تُفرط به، لكنه قلقٌ من عدم مرافقته، كما أنه يريد أن يكون مطلعًا على حاله ويرى تقدمه بأم عينيه.
تنهد بقلة حيلة، يخاف أن يحسب ألبيرت عندما يستيقظ أنه تخلى عنه، أو لم يرغب في مرافقته...كانت مخاوفه تستعرُ بداخله، فاتخذ قراره على مضض... فليتحسن صديقه أولًا وبعد ذلك سيصلح الأمور بينهما.
قال بهدوء:
"حسنًا... فليكن ما أردتم."
ثم أردف بحدة:
"لكنني أحملكما مسؤوليته، وإن أصابه أي شيء... تأكدا من أنني لن أترككما وشأنكما أبدًا!"
صمتتا فغادر الغرفة كي ينهي جميع متطلبات سفر ألبيرت مع ماريا.
نظرت كارلا إلى ماريا وقالت:
"هل أنت بخير؟"
أومأت برأسها وقالت:
"بأفضل حال... وكيف أنت؟"
ابتلعت كارلا غصةً وقد قررت أن تكتم عنها ما حدث، فلا داعي لإثقالها بما يحدث من الآن فصاعدًا إن كانت تبغي إبعادها عن الخطر حقًا.
ابتسمت كارلا وقالت:
"بحالٍ أفضل!"
لاحظت ماريا ما بصديقتها فقالت:
"أمازلتي غاضبةً مني؟"
هزت كارلا رأسها نفيًا ثم قالت:
"لا... أدركُ لما قمتي بما قمتي به، وكنت غاضبةً عليكِ لا منكِ."
ثم نظرت إليها بقلق وهي تستعيد مجددًا كلمات بيتر:
"لا تتعرضي للأذى مجددًا لأجلي.... لا أريد أن أكون السبب في أذيتكِ مطلقًا."
اقتربت منها ماريا وهي تبادل نظرات صديقتها القلقة بنظراتٍ مطمئنةٍ غير مترددة ثم قالت وهي تربتُ على كتفها:
"لا تلقي لي بالًا... فلتكوني بخير وحسب."

دخل بيتر الغرفة وهو يعبث بهاتفه ويقول:
"أصبح كل شيءٍ جاهزًا، متى تريدين أن تسافرا؟ لا أعتقد أنكما تستطيعان اللحاق بطائرة الساعة العاشرة فما زلتي لم تتجهزي بعد... صحيح؟"
حمحمت ماريا وقالت تصحح ما قاله:
"لا سنلحق بها، كما أنني... قمت بحجز التذاكر بالفعل!"
رفع رأسه ببطء وقال بعدم استيعاب:
"ماذا؟"
تحركت ماريا تخرج من الغرفة وهي تقول:
"سأعلم الأطباء كي يقوموا بإعداد ألبيرت للسفر."
حاولت كارلا إخفاء ابتسامتها جاهدةً، فهي تعلم أن صديقتها قد شعرت أن بيتر أحزنها ولهذا تعامله بجفاءٍ حتى دون الحاجة أن تقص عليها كارلا ما حدث.
لمحها بيتر فشعر بقلبه يخفق مجددًا لمرأى ابتسامتها فاقترب منها بتردد وناداها بحنو شديد كأنه يعتذر لها:
"كارلا..."
انتبهت جميع حواسها ونظرت إليه دون إرادتها...
كأنما كان قلبها ينتظر سماع صوته،
كما لو أن نفسها تعلم أنه يحمل ترياق شقائها وعنائها المتراكم لسنين...
أنه يحمل بين ضلوعه ما سيبدد ألم الفراق،
وما سيداوي الجراح والندوب ويبدلها ورودًا وأزهارًا.
أما هو،
يود لو أنه يقبل كفيها اعتذارًا عما بدر منه...
لو يأخذها من يديها يُريحها بين جنباته،
لو يمسح عن قلبها الألم الذي تسبب به وما لم يتسبب به،
نظر لها وعينيه المحبتان تقطران أسفًا وندمًا على ما قاله...
وحين أحسّ انتباهتها ورأى نظراتها...
قال بصوتٍ أجشٍ:
"أنا أعتذر."
قلص المسافات بينهما حين لم تُبد أي استجابة له...
نظراتها تبثُ في نفسه الشجاعة على الاقتراب منها،
ويعلم جيدًا أنها ما إن تفتح فمها ستنبذه،
ستصنع جدرانًا وأبراجًا شاهقة تمنعه عنها...
ظلّت كارلا تحدق به ثم قالت بهمس:
"كان معك حق!"
كاد أن يتحدث مجددًا لولا أن طرقت إحدى الممرضات باب الغرفة تخبرهم أن ألبيرت قد تم تجهيزه وهو على وشك مغادرة المشفى إلى حيث الطائرة التي ستقلع به.
خرجت كارلا من الغرفة أولًا، بينما وقف بيتر في مكانه يزفر بضيق،
لا يعلم إن كانت بتلك الكلمات قد سامحته أم لا،
لعن نفسه على غبائه... فلقد كان على وشك التقرب منها،
لكنه أبعد نفسه بنفسه عنها!
خرج من الغرفة هو الآخر وتوجه إلى حيث يقفون جميعًا، ألقى نظرة على ماريا التي تمسك بيد كارلا تطمئنها وترتبت عليها ثم دخل إلى سيارة الإسعاف التي وضع بها ألبيرت.
جلس إلى جواره، ينظر إلى جسده الموصول بالأجهزة وعينيه المغلقتين...
شعر بقلبه يؤلمه، فمد يده يتلمس طريقه إلى كف صديقه، وما إن أمسك بها حتى ترقرقت الدموع في عينيه...
ها هو يترك جانبه ويدعه بمفرده،
ساوره الشكُ لوهلة... أكان ألبيرت سيقوم بالمثل؟
تنهيدتان خرجتا إحداهما تنم عن قلقٍ والأخرى عن الراحة عندما وقف كلاهما إلى جوار بعضهما يلوحان للسيارة التي انطلقت مبتعدةً تحمل الصديق الوحيد لكل منهما.
همت كارلا بالمغادرة لكن بيتر أوقفها قائلًا:
"أريد أن نتحدث قليلًا..."
نظرت له كأنها أدركت للتو أنها لم تتخلص من جميع أعبائها، فمازال عليها أن تبقي بيتر هو الأخر بعيدًا عن الخطر، وكي تقوم بذلك فعليها أن تحتفظ بمسافةٍ بينهما قدر الإمكان، ولكن... أستستطيع؟
لم تدري بما يجب أن تجيبه،
لا تريده أن يبدأ في الاعتذار مجددًا، فهذا سيجعله أكثر تمسكًا برفقتها...
كادت تبتسم لهذا الخاطر لكنها قالت:
"لا يوجد شيء لنتحدث حياله!"
استدارت مغادرةً تهرب من نظرات عدم الاقتناع أو الاستسلام التي تظهر بوضوح على وجهه، أما بيتر فتبعها على الفور قائلًا بإصرار:
"بل يوجد!"
قدع عليها الطريق يقف أمامها قائلًا بندم حقيقي:
"كارلا أنا حقًا أعتذر، لم أقصد أبدًا أن أتفوه بما قلت، كما أنه كان من السخيف حقًا أن أحملكِ وزر ما حدث لألبيرت... أنا أعتذر، ليس أي مما حدث خطأك، أنا أعني ذلك فعلًا."
ومرة أخرى... لم تدري بما تجيبه، فقام بتفسير صمتها على أنه غضب وحزن فتابع بحزن:
"لا أعتقد أنني مهما قلت سأمحو فداحة ما قلت..."
كانت كارلا تستمع له بحرص، لكنه حين عاد للاعتذار من البداية مسحت فوق شعرها بعصبيةٍ ثم لم تتحمل وقاطعته على الفور:
"بحق السماء فلتتوقف!!"
توقف بيتر كما قالت فقالت:
"لا بأس، قلت لك مسبقًا أنك كنت محقًا، حسنًا... جزئيًا فقط، لكن لا داعي لكل هذا الاعتذار!"
سألها بترقب:
"أسامحتني؟"
أمعنت كارلا النظر إلى وجهه لبرهةٍ ثم أومأت برأسها بهدوء وهي ترتب ما ستقوله بعد، بينما كان هو يقف بقلقٍ وترقب ينتظر ما ستنطق به، ويرجو... أن تكون إجابتها صريحةً وصادقة.
أومأت كارلا برأسها وقالت:
"أجل."
اتسعت ابتسامته فشعرت بوخزةٍ ندمٍ وهي تقطع عليه سعادته قائلته:
"ولكن... سيكون من الأفضل أن يمضي كلٌ منَّا في طريقه من بعد الآن، فلم يعد هناك ما يجمعنا بعد كل شيء!"
تجمد وجه بيتر، كلوح جليدٍ لا مشاعر به...
أما قلبه... فكان على العكس تمامًا، مشتعلًا ومضطربًا بشدة!
حاولت أن تتجنب نظراته المتسائلة، لكنها فشلت...
شيءٌ ما...
شيءٌ ما بعمقٍ عينيه يجذب عينيها إليه!
استفهام؟
غضب؟
أم... لومٌ وعتاب؟!
لا تدري، لكنها لا تستطيعُ الإفلات...
وهذا بالتحديد ما يجعلها مضطربةً هي الأخرى!
فلا هذه بعادتها...
ولا هذه بتصرفاتٍ تجيدها...
ولا بمشاعرٍ قد ترغب بوجودها الآن على وجه التحديد.
حاولت التحدث لكنه سبقها بعد أن كان يتأمل كل سكناتها وحركاتها...
فلقد رأى يديها التي رفعتهما لتعيد خصلات شعرها للخلف...
وحركة حدقتي عينيها التي تخبره بوضوحٍ أنها تكذب!
أنها لا تقصدُ ما قالته...
وأنها لا تريد إبعاده عنها.
سأل بهدوء:
"أهذا ما تريدينه؟"
باغتها هذا السؤال...
فأجابت بتوتر حاولت جاهدةً أن تخفيه:
"أجل!"
لم يُضف أي شيء على ما قالته وغادر من أمامها بهدوء شديد!
تجمدت كارلا في مكانها لبرهةٍ وهي تراه يحرك سيارته مبتعدًا دون أن يسأل عن أي شيء، فقد كانت تتوقع منه الإصرار ولو قليلًا على البقاء بجوارها أو التمسك بها...
استدارت هي الأخرى وغادرت بسيارتها تقصد منزلها وهي تشعر بقليلٍ من الغضب، ولكن سرعان ما أنَّبها عقلها على ذلك...
فكيف لها أن تغضب وهي من أن أرادت رحيله؟
لكنها وجدت نبضةً خافتةً تهمس...
فقط لو أنه...
لو أنه ظل كما عهدته،
لكانت أذعنت له هي الأخرى دون جدال!
وعاد الغضب يزحف إليها من جديدٍ فضربت المقود بقبضة يدها وقالت:
"حسنًا... فليكن!"
قاربت شمس الظهيرة على بلوغ أوجها حين كادت كارلا تصل إلى حيث تسكن وقد التقطت عيناها إحداهن من بعيد...
وسرعان ما توقفت فجأة حين تبينت هيأتها، لكنها استأنفت الحركة بسيارتها عندما لوحت لها آنا بيدها، تأملت كارلا ابتسامتها بهدوء... فلا زالت لم تتأكد بعد مما سمعته، ولا مما تشعر به.
خرجت من السيارة ورسمت ابتسامةً صغيرةً على وجهها وقالت:
"آنا!"
حيتها آنا كالعادة وقالت:
"لم أستطع إيجادك في أي مكان لذا قررت الانتظار هنا حتى تعودي."
أومأت كارلا برأسها بتفهم وصعدت إلى شقتها برفقة آنا.
ما إن دخلت حتى ارتمت فوق الأريكة بتعبٍ فسألت آنا:
"هل أنت بخير؟"
نظرت لها كارلا وقد مر بعقلها خاطرٌ فاعتدلت فجأة ثم...
"آنا... لقد قررت ألا أنتقم!"
قالتها وهي تراقب بحرصٍ تأثيرها على وجه آنا، لكن... لا شيء!
قالت آنا بهدوء:
"ولماذا؟"
قضبت كارلا حاجبيها بعدم فهمٍ وقالت:
"أقصد لماذا قمت بتغيير رأيك؟ فلقد كنت تبدين سابقًا أنك لن يثنيكِ أي أحدٍ عما عزمتِ عليه."
صمتت كارلا فنهضت آنا من مجلسها وقالت وهي تتوجه إلى الباب:
"فلتحظي بقسطٍ من الراحة، فيبدو أنك متعبة للغاية!"
ثم كادت أن تخرج لولا أنها التفتت مرةً أخرى تحدث كارلا:
"هل بأي فرصة... قد أخبركِ السيد الأكبر بأي شيء؟"
اتسعت حدقتا كارلا بريبة،
فالهالة التي تحيط بآنا تبدو مخيفة ومختلفة، رغم أنها... تبتسم!
هزت كارلا رأسها بنفيٍ وقالت بابتسامةٍ جاهدت لترسمها:
"لا!"
ثوانٍ مرت قبل أن تتسع ابتسامة آنا وهي تقول:
"فهمت."
ثم تستدير راحلةً وتغلق الباب خلفها، تاركةً كارلا تشعر بكل نواقيس الخطر تدق حول رأسها بقوة.
ارتمت على الأريكة وقد امتلأ رأسها بالأفكار وفاض حتى لم تعد تتحمله،
شعرت بألم شديد يغزو رأسها، فألقت به إلى الوسادة وتمتمت:
"لماذا سألت عن جدي؟"
"هل ظنت أنه من قام بتغيير رأيي؟"
"ولكن... كيف له أن يفعل؟"
تنهدت بتعبٍ شديد ثم تساءلت بهمس:
"أشعر أنني قد أغفلت أمرًا ما، ولكن... ما هو؟"
أغلقت عينيها ووقعت على الفورِ في نومٍ عميق، غافلة عن تلك التي لازالت تقف أسفل البناية تنظر إلى شقتها بغموض.
****

قلبٌ دامٍ (رواية مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن