الظلام الدامس ... السكون ... الهواء الرطب ... الرائحة الطيبة ... دقات القلب السريعة التى تستطيع سماعها ... قطعة النور التى بيدى ... نفس الحلم ونفس كل شىْ ، لا اعلم هل هذه هى المرة المائة ام الالف ام المليار التى احلم فيها بنفس الحلم ، ها هى ... نعم هى ... اترها ؟ ... وانا ايضا اراها ... نعم هذه هى ، الجمال الذاب ، الرائحة العظيمة ، انها اجمل من الجمال ذاته ، اجمل من القمر ، انها ملاك ، انها مريم ، لا يمكن وصفها ، انها الاجمل على الاطلاق ، هى اجمل من اى شىء وكل شىء
اراها نعم .. لهذا انا اصبحت حى الان ، اريد عناقها او لمسها على الاقل ، ماذا لا استطيع الحراك ، قدماى عجزتان ، احاول اقسم لك لكن دون جدوى ، ماذا .. انها تتلاشى ... لا ليس مجددا ، ارجوكى ، اصرح لكن لا وجود لصوت ... هاهى اخفت ومعها رئحتها ونورها وكل شىْ واخذت قلبى وروحى مجددا ، واصبحت ميت
هذا الصوت نعم اعرفه جيدا ، ورائحتها ، ونورها ، هناك شىْ يتحرك بداخلى عندما اسمع صوتها ليس بارادتى ، وانا لا انجذب من الاساس لكن شىء غريب يحدث ، ارؤف بى فانا لم المس امراه قط ، اسمعه مرة اخرىاتى من خلفى نعم انه ثانى صوت بعد مريم الذى اعرف تفريقه لو فى قلب اصوات العالم كلها ، يقترب ... انها فى ظهرى ، نعم انها قريبه جدا
ستنطق بجملتها التى اعرفها ، انها تقولها الان ،اتسمعها ؟ ... وانا اسمعها جيدا ، ها هى تقول " انا من سأجعلك سعيدا مادمتَ حي " ........
صحوت ام مازلت نعم صحوت ، العطش يقتلونى ، يالهى انها الساعة الرابعة والنصف ولم يأذن الفجر بعد ، اتمطر نعم اتحس اننا فى مشهد سنمائى متكرر لا نحن ليس كذالك نحن فى الحقيقة او لا من يعلم.. ، نعم اننا فى الشتاء ،حيث البرد الشديد الذى يكسر عظامك دون رحمة ، لكنى احب الشتاء ، افضلها عن الصيف انها الفصل المفضل لدى
يجب ان اقوم اتوضأ استعداداً للفجر ، حسناً ساقوم
ان اليوم يمر مثل كل يمر اخرج من الصلاة احضر الافطار و هو عبارة عن القهوة السوداء الغامقة بدون السكر - اظن انى افرط فى شربها على ما اظن - الفول وبعض اللبن والبقصماط وجبنه ولانشون واى شىْ فى الثلاجة صالح للاكل وثلاث ارغفة خبز بلدى لاتنسهم ، اتظننى ثمين لا ليس كذالك فانا رياضى وامتلك فورمة الساحل الجذابه ، اراك تضحك ، انا فرح لذالك ، اسمع من يقول لم اضحك وانى لا اضُحك ، فالحمير لا تضحك عندما ترى وجه الشياطين ، لا اقصد الاهانه ، خذ هنا لا تضجر ، انى امزح لا داعى لتغضب لنعود
ان اليوم يمر كما اى يوم ، اعيش فى شقتى المكونه من ثلاث غرفة ومطبخ وحمام ، و غرفة النوم المتناثر بها الملابس ، الاطباق والكواب الملقاه على ارضيه - قاعة الاستقبال - الصالة ، المطبخ العفن ، نعم انها حقا شقة قذرة ، لكنى منظم جدا انا لا اكذب ، لكن منذ موتى - موت مريم - وانا ليس لدى اى طاقة لعمل شىْ ، ولا اريد اى شى بتاتا ، انى اعيش وانتظر الموت اريده حقا ولا استطيع تنفيذه بنفسى لا استطيع
يا الهى انه هذا الصوت الذى اكره لا لا نحن لا نحلم الان انا اقصد صوت الهاتف ،انا اكره بشده لا يأتى من ورائه اى خير ، ايجب ان ارد ام لا ، انه رقم غير معروف ، لن ارد ...، الو .. لقد فعلتها انا حقا قذر وساندم ، لكن هوسى بالمجهول والفضول اكبر منى
اسلام عليكم
وعليكم السلام ، من معى
انا احمد فكرى ، ضابط امن دولة
اسف لقد نسيت ان اعرف بماذا اعمل انا ضابط شرطة بل بالاحرى انا نقيب ، نعم قد يكون سنى صغير لكنى مجتهد ، فانا ابلغ من العمر خمس وعشرون سنه ، لقد ادخلونى المدرسة مبكرا عن الطبيعى ، اعتقد ان عيد ميلادى اقترب ، لا اتذكر فانا ميت فى الحقيقة قد احي لبضع لحظات فى الاحلام عندما ارها لنعد:
اهلا
اخبارك
الحمدالله ، ماذا تريد – لا تستعجب يصديقى القراء فانا لا اطيق نفسى حتى –
هل انا ايقظتك من النوم ؟
لا
ما الساعة الان انها السادسة ونصف ...
الحمدلله ، حسنا لا اريد ازعاجك اكثر لكن هل تعرف احد باسم رفعت سيد او الغول
لا لا اعرفه ، لماذا
انه يريد مقابلتك ، ولا يريد الكلام الا معك ، فلذالك ستشرفنا اليوم
يالوقاحته انا متعب اليوم حقا لكن لا مفر اذا ساقبل ام لا ، حسنا لا
حسنا سأتى
سامحنى فقلت لك من قبل الهوس بالمجهول والفضول لدى اكبر منى ، اذن ساهب اليوم لمعرفه المجهول.....
