الموت هو الحقيقية الوحيدة الكاملة التى يعترف بها كل انواع الكائنات الحية....
الساعة الثامنه ، انتهيت من كل اشغالى اليوم الدراسة الصلاة كل شئ ، كل شئ جقا ، ارتدرى ملابسى ، اسلم على فادى ورامى ، والان اتجه للحفل مع مريم ..
الساعة التاسعة الا ربع، الان نحن فى الحفل ، الموسيقى الصاغبة ،الفيلا فاحشة الثراء ، هنا يتجمع الاثرياء ولا مكان لنا ...
اخيرا .. قد وجدت رفعت ...
كان معه انسه جميلة حسناء وقد عرفنا بها ، واتضح ان اسمها داليا...
قال انه يحبها كثيرا ، وينوى الزواج منها ان شاء الرحمن
جلسا مريم وداليا مع بعضهم البعض ، وانا ورفعت جلسنا نحكى فى امور الرياضة والسياسية ..الخ ، ونشرب القهوة اتضح ان ذوقه مثلى ..
حقا الوقت يمر بسرعة ،شارف الحفل على الانتهاء ....
انهى الحفل اخيرا ، هناك رجل كبير السن ، كرجال الاعمال الذين تراهم بالتلفاز ، مقبل الينا - بالتأكيد هو والد رفعت - القى السلام وعرفه رفعت بى وبامر السيارة وقد قال الكلمات التى نجامل بها البعض مثل خد ما تريد ولا تحمل هماً كهذا ...
الاربعة نحن ذهبنا لنختر العربة ..
المال ؟ .. اراك تسأل عنه ، نعم خالى اعطانى بعض المساعدة وانا ساكمل الباقى وايضا رفعت خفض من سعرها خمسة وعرون بالمئة..
كنت قد تارك الامر لمريم من الاسس ان تختر لى ، ولانها تعرف ذوقى ، اختارت لى عربة ، احب هذه العربة لانها من اختيارها وليس لانها جميلة ، لكن ايض قوة دعنى اوصفها سوداء ، سريعة تصل لمائتان وعشرون كيلومتر فى الساعة ، قوية ومتينه ، تشبه مرسيدس موديل الف وتسعمائة وواحد وتسعون لكنها ليس مثلها بالضبط هناك اختلافات وانها العلامة السوقية - الماركة مرسيدس وانا - عربتى - ليس كذال صديقى ولن افصح عن العلامة السوقية لاسباب دعاية ...
اامللت ؟؟ ... لا اظن ذالك لان يوجد ممل صحيح ؟ ... لكن نصيحة مني ابقْ ، لنعد للمهم ...
اليوم المشؤوم
الان االساعة الثامنة مساء ..
نعم قد كبرت واصبحت فى الرابعة والعشرون ..
ونعم مريم الان فى الثانية والثلاثون ، ونعم قرر نا الزواج ..
ونعم رفعت و داليا سيتزوجون معنا ايضا..
و اهلها لم يكونوا راضينا عنى كلياً بسبب العمر ، لكن اسطتعت ان اقنعهم ..
اعرفت ؟ ... ههه يرجل لا شئ يظل سرا فى هذه الايام ، نعم لن نقيم زفاف سوف نسافر للتنزة ..
اسمعك تسأل عن رفعت ، نعم وكذالك رفعت نفس الشئ سنسافر مع بعضنا البعض ...
قد مر اربعة اعوام مع بعضا البعض واصبحنا اكثر صداقة وحب ..
وكذالك مريم ، يالهى انهم ست سنوات ، لكنهم الافضل على الاطلاق ، لقد بقيت ست سنوات على قد الحياة ، لكن هل سأظل ؟ .... بالطبع لا .. وانت تعرف ذالك فانا الان فى عداد الموتى ..
نقف انا ورفعت اما عمارة ستة وخمسون فى شارع الطارق ، انها عمارة داليا التى تسكن بها ، ننتظر كلهما - مريم وداليا - فهم معا بعضهم البعض ، يرتبان الحقائب للسفر ...
نعم ان غدا سنسافر ، لكن غريزتى تقول ان هناك شئ مريب ...
العربة الواقفة هناك على اول الشارع منذ فترة .. هناك شئ...
اتصلت بها هاتفيا بها لاستعجلها ..وياليتنى لم استعجلها .. ياليتنى
مريم تنزل بمفردها الان اراها نعم ، اتراها ؟...
داليا تتصل برفعت هاتفيا وتخبره بان يصعد ...
يستأذنى فاسمح له ، الا هو فى الطابق الاول ومريم ايضا ..
يصعد رفعت فيجد ... داليا مهدد بسكين على رقبتها يمسكها رجل ملثم بزي كاملا قطعة واحدة لونه رمادي القاتم لا يظهر سوى فمه..
انظر خلفك ياحمق .. هذا ما كنت اقوله ول كنت اراه وما انا الا الاحمق ...
يمسكه ثلاث - كانوا يلبسون نفس اللباس - ، وبالرغم انه قوى البنية لم يستطع الافلات ...
صدق من قال " وقت البص يعمى البصر " ...
الدماء مثل النافورة ...، الصراخ ...
لقد ذبحوها يصديقى نعم لقد فعلوها الاقذار الشياطين الغيلان ، تخيل الموقف معى انت ممسك من قبل ثلاث وامامك اعز الناس يذبح كدجاج ، الدماء تسيل كالمياه ، يضحكون نعم يضحكون بهستريا ، ومن ثم يضربونك رصاصةً فى كتفك تصيبك بنزيف حاد ...
النهايه تقترب ... نعم اشعر ...
امر الطريق ذاهبا لمريم ، وها هنا اجد جبل يضربنى ويقذفنى بشدة بعيدا ، العظام تكسرت ، الدماء تسيل ، لم استطع الا ان ارى .. اقسم لك انى لم استطع فعل شئ .. لمن كان بوسعى صحيح انت صادق لا اكذبك انا المذنب المتسبب فى هذا ...
هناك على السلم ... نعم رجلان نفس اللباس نعم يمسكان مريم ، لم استطيع التحرك ، لكنى احول ، ازحف على بطنى ، لكنى امشى مثل السحلفاء ...
الموت يتوقف عنده الزمن لا تستطيع فعل شئ سوى المشاهدة ...
لكنى كنت استطيع... !
رجلا يمسكها بسكين ورجلا معه مسدسا ..
توقف القلب ، الموت نعم لقد موت قبل ان تموت هى بمشهادتى لذالك ...
رذاذ الدماء تناثر هنا وهناك ..
نعم لقد ذبحوها مثل البهيمة ...
القلب توقف اقسم لك ان قلبى توقف هنا ...
يتركها فتلقى على الارضية ، صوت الرصاص يدوى نعم اتسمعه ؟...
الرجل الثانى يعطى لرجل السكين المسدس ،فيضربها ست رصاصات بلا رحمة تمزق اشلائها ...
والان حان الدفن لقلبى ، ان وضع الاقدام فوق الوجه تعتبر اهانة كبرى لا يتسامح فيها الا كل ضعيف هاون ديوث ...
نعم وضع قدمه فوق وجهها وينظر لى ويضحك ...
اتعرف ليتنى ما استعجلتها ، ليتنى صعدت ، ليتنى مت مكانها ، ليتنى لم اولد وارى هذا المشهد بعينى ...
........................
لماذا هى ...
اهناك سبب ام ماذا ، يجب ان يوجد ، وسيتضح ...
نعم احيتى وتركتنى دون اتعلمنى كيف اتنفس ..
اخذتنى بيدها من بين الانام ومشيت بي ومشيت ثم تركتنى كالطفل يبكى فى زحام الموتى ...
انها كانت عالمى ، كانت كل شئ ...
لكنى السبب لولي ما ماتت بهذه الطريقة ..
انا السبب ، اتعلم تالله انى اكره نفسى اكثر من اى شئ....
وداعا لان انا ميت الان وما ترونه هو شبح سيكمل معكم ....
الاعتقاد الخاطئ
مرت ستة شهور منذ مماتى ، و اعتقد انى قد تمت ثمانون فى المئة من عافيتى ..
تسأل ما هو جارى الان
ان رفعت قد جن وهو الان فى مشفى الامراض العقلية ، فقد ما راه يقفد الوعى وليس يجن ..
انا ؟... انا مت - ادم - يصديقى الا تذكر .. لكن شبحى - العنقاء - حي هو الان لم يخرج من بيته طيلة الستة اشهر ، لم يرى النور منذ ذالك ، لديه اكتئاب حاد ، اصبح هزول الملامح ، ولا يتكلم حتى ظنه الاطباء انه قد صمَ لكن اطمأنوا بعد الفحوصات ، الا انه قد مكث فى المشفى بعش الايام وقد تصل للاسابيع والشهور لا اذكر ....
اصبحت بشخية جديدة تمام اصبحت العنقاء وادمقد مات مع مريم ...
وكذالك اصيبت بارتجاج برأسى مما اصابنى بضعف فى الذاكرة لكنى سيتحسن بالتأكيد ، ناهيك عن بعض الكسور التاركة حتى الان لاثارها ، ولم اذكرها فى حديثنا الاول لانى لا احب تذكر مثل هذه الاشياء ..
كان يزونى رامى من حين لاخر ومعه لوازم الحياة من اكل و ماء .. الخ ، كنت ارغم على عدم اصدار صوت ولا اشعال مصباح ، كنت اعيش فى الظلام الكاحل ...
حتى زرانى خالى وهو قعيد فى منزلى ليدخل يجد كل ما وصفته لكم من ظلام و الجلوس وحيدا .... الخ ، لم يرد اشعال المصباح لكنه لم يشعله لاجلى ثم سألنى
وماذا بعد
............
تكلم
...........
انا والدى
............
تكلم يبنى
اتعلم عندما ماتت انا مت - لاول مرة اتكلم منذ ستة اشهر -
لا تقل هذا - وهو يبكى -
انا السبب فى مماتها ، يابى انا السبب ...
يبكى ويبكى ... يطبطب على رأسى ويقول
لولا انك منن تريد ان تكون وحيدا لجلست معك
.....
وداعا
تركنى هو ورامى وحيدا فى الشقة .. الم اخبرك ؟ ... يارجل اعذرنى رجاءاً
نعم هى شقتى التى اشتريتها لاتزوج من مريم بها وهى من اختر الاوان وكل ما فيها ، ان فى هذه الشقة رائحتها...
كلب اتراه ؟ ... حسنا لقد جلبه رامى يأنسنى فى وحدتى ... هو قوى ووسيم وضخم واسود اللون وبه بقعة من البياض عن انفه
لقد مر اسبوع على ذالك ... الهاتف مغلق طول الوقت ... لا يمكن الاتصال بى ... حتى من يدق جرس الباب ...
الساعة السابعة ، هناك شئ ابيض عند الباب اتراه ؟ ... انه جواب ... جلبه الكلب لى ... اافتح ام لا ، انت تعلم الاجابة
فتحته لاجد لاشطاظ غضب وكان ما فيه " اتريدهم ؟ اذن فلتذهب لمقهى الليلى الغُل فى شارع الفُتَى "....
كنت قد محتفظ بلياقتى حت ذالك الوقت ، ليس بكامل الصحة لكن سيأدى الغرض ...
حان الوقت ، اخرج العدة من الصندوق والذلى اقسمت انى لن استخدمها الا لاجلها...
البذلة السوداء الثقيلة المضادة للرصاص وبها اماكن للسكين ولحزائن المسدس كثيرة ، المسدس الخفيف الصلب هو يتسع لثلاث وعشرون رصاصة ذات التسع مليمترات ، وسكينان متوسطا الحجم حاميان جدا ...
ارتديت كل هذا واخذت خمس خزائن للرصاص ، ادرت العربة ، وقد اشغلت الهتاف ،اتحرك الان ...
اتذكر فمه الغريب ، ان اسنانه مكسورة بشكل انتظامى بمعنى ان السنه الموجوده بالفك الاعلى تقابلها سنه ليست موجودة وكذالك بالفكل الاسفل حتى نهاية الفم والبنيه الكبيرة..
الساعة التاسعة ، الان امام المقى المراد..
ادخل لهناك الموسيقى الصاغبة ، الرائحة النتينه ، الرقص الهيستيري ..
اجلس على الحانه ، يسألنى النادل هل اشرب شئ ، اجاوبه بالرفض ...
هناك رأيت ذالك الفتى - على رياض - ينظر لى وهو جالس هنالك على طاولة بجانبه فتاه ....
هناك فتاه تشاور لى باصبعها من بعيد ، اتجاهلها ...
الوقت يمر ويمر ، لم المح احدا مثل ما اتذكر...
هنالك الفتاه هى نفسها مره اخرى واتجاهل ... حتى اتت الى عن قرب ثلاث امتار و ابتسمت و وضعت اصبعها على اسنانها ..
اختفت اين هى .. لا اراها حتى عندما وقفت
هاهى هناك اسرع اسرع ، دخلت هذه الغرفة .. فادخل ورائها ....لا اجد فيها لا الظلام الدامس ... السكون ...
ومن ثم الهواء الرطب ... الرائحة الطيبة ... دقات القلب السريعة التى تستطيع سماعها ... ، اهى هذه ام احلم ... نعم هى ... اترها ؟ ... وانا ايضا اراها ... نعم هذه هى ، الجمال الذاب ، الرائحة العظيمة ، انها اجمل من الجمال ذاته ، اجمل من القمر ، انها ملاك ، انها مريم ، لا يمكن وصفها ، انها الاجمل على الاطلاق ، هى اجمل من اى شىء وكل شىء
اراها نعم .. وهى فى صحة تامه لهذا انا اصبحت حى الان ، اريد عناقها او لمسها على الاقل ، لم ارها منذ ستة اشهر ، ماذا لا استطيع الحراك ، قدماى عجزتان ، احاول اقسم لك لكن دون جدوى ، ماذا .. انها تتلاشى ... لا ليس مجددا ، ارجوكى ، اصرح لكن لا وجود لصوت ... هاهى اخفت ومعها رئحتها ونورها وكل شىْ واخذت قلبى وروحى مجددا ، واصبحت ميتا بلا قلب
هناك صوت اتسمعه ؟ ، انها سيدة ، ورائحة ايضا ، ونوراً يزداد اكثر فاكثر ، هناك شىْ يتحرك بداخلى عندما سمعت هذا الصوت ليس بارادتى ، وانا لا انجذب من الاساس لكن شىء غريب يحدث ، ااتى من خلفى ، يقترب ... انها فى ظهرى ، التفت فارى تلك الفتاه نعم
هى ، ساوصفها
بيضاء ، عيناها واسعتان لونهما احمر اللهيب لماع ، شعرها احمر ايضا ، انها طويلة وجميلة
تنطق وتقول...
ليس هو ؟
من؟
هو؟
ماذا تقصدين ؟
ستفهم فيما بعد؟
استطيع ان اجعلك ان تنساها ، دع نفسك لى
..... - انظر فى دهشه -
انا من سأجعلك سعيدا مادمتَ حي
.... لا
اذن اخرج ولن ادعك ...
فجأة اجد نفسى خارج الغرفة ولا وجود لها من الاساس ..
الهتاف يرن ، اكره حقا ...
مرحبا
مرحبا ، انا الرائد ولى الدين علاء
اذن ؟
اردت ان اخبرك ان تم القبض على القاتل ....
عرفت غيما بعد انه اعترف على نفسه ومعه المسدس والسكين وعليه بصماته ، وانه قتل جميع معاونيه ...
لانهم كانوا سيغدرون به ... لكن تساءلت لماذا اعترف على نفسه اذن ؟
لكن الشرطة ارادت ان تغلق القضية سريعا ...
وعرفت انه مختلف شكلا تماما عما اتذكر ذالك الرجل لكن قلت انه قد يكون خيل لى كل ذالك ولا تنسى الاصدام الكبير الذى قد يكون سبب لى بعض الارتجاج ....
لكن الان يتضح كل شئ ... وانت ايضا قد فهمت الان...
تذكرت كل شئ اما الصندوق الان عدنا للنقطة ذاتها ، الدموع تسيل ، لكن وتالله لاجعلهم يترجون الموت قبل رؤيتى .... ساجعلهم يرتعبون مني ..
اخرج الصندوق وقد كسرت القفل وافتحه بعد اربعة اشهر من اخر مرة ...
ذهبت لشقتى به ، ارتدى ، اجهز العدة وقد اخذت خمس خزانه من الخزائن الرصاص - لا تنسى ما قد يحدث هناك يجب اخذ الاحتياط - و السكين لا تنسى ...
الكلب يعوى ، أأخذه ام لا ، ساخده ، انه يحبنى لكن لا اعلم لما ...
اركب العربة ، اديرها اتحرك ، اتجه للمقهى ...
على قدر حبى لكى سيكون الانتقاء ياعالمى ....
انا العنقاء ، والعنقاء لا تموت يأميرتى ....
اقسم لك انى ساخذ بحقك ...
الان سابدأ فى لحن رثائك يمريم ........
YOU ARE READING
العنقاء ( تم تعديلها )
General Fictionأُولَةْ القصص من سلسلة إِمْرَا ************************ * كل ما يتمناه المرء لا يدركه * ************************