الفصل الحادي عشر

9.9K 262 19
                                    

أصبح فارس يذهب الي الشركه بإستمرار وفي يوم وهو عائد الى البيت كان يقود السيارة وهو ينظر أمامه بتركيز شديد وعندما اصبح في طريق سريع خالي من السيارات شعر بسيارتين تلاحقانه فزاد في السرعة لتسرع السيارات خلفه بقوة وفي لمح البصر
اخرجوا المسدسات وانهال الرصاص من حوله كالمطر
حاول فارس بشتى الطرق الهرب منهم ولكنهم كانوا يطلقون الرصاص عليه ويخربون سيارته شعر فارس انها النهاية ولن يستطيع الهرب منهم وسيسقط صريع احدى الرصاصات ولكن في لحظه انطلقت السيارات سريعا مبتعده عنه وكأنهم كانوا يوصلون رسالة ما ثم تركوه هاربين...... اوقف فارس السيارة على جانب الطريق وظل يأخذ انفاسه بصعوبة فكان يشعر إن قلبه سيتوقف من الفزع... بعد دقائق كانت انتظمت أنفاسه واستطاع السيطرة على اعصابه بعد الهجوم الغير متوقع الذي حدث له فقام بتشغيل السيارة مرة آخرى وانطلق عائداً الى الفيلا
بعد ساعتين
كان فارس يجلس في بهو الفيلا الخاصة بهم يضع رأسه بين كفية مازال لا يصدق ما حدث له فقد كان على وشك الموت
فتح أسر الباب ودخل يدندن بمرح ولكن جعد حاجبيه وهو يرى فارس جالس ببهو الفيلا ويظهر على وجهه الغضب الشديد اقترب منه قائلاً بتساؤل: انت قاعد كدا ليه
تطلع فارس إليه بغضب شديد ثم قام واقترب منه وفى لمح البصر سدد له لكمه قوية في وجهه ترنح أسر على أثرها وصرخ بعنف: اه... يا غبي... انت اتجننت
أومأ فارس برأسه إيجاباً قائلاً: ايوا اتجننت... وهقتلك يا أسر
ثم وجه لكمه اخرى إليه ولكن صدها أسر هذه المرة واشتبكوا بلأيدي يضربون بعضهم بعنف شديد لهث أسر بقوة وصرخ وهو يحمي نفسه من ضربات فارس المتتالية فقد كان فاقد للسيطرة على ذاته وهو يضرب أسر بغل شديد: انا عاوز افهم انت بتعمل كدا ليه
نظر له فارس بغضب والألم ينضح من عينيه: انت هتعملهم عليا.... بقا انت مش عارف انت عملت اي...
انت أجرت بلطجية عشان يقتلوني
اتسعت عين أسر بقوة وصرخ بصدمة: امتى دا... والله العظيم ما حصل
هتف فارس بقوة وسدد له لكمة في وجهه: انت كداب
تأوه أسر بقوة ووضع يده على فكه الذي لم يعد يشعر به من الألم وصرخ وهو يطبق على ملابس فارس يهزه بعنف: انت غبي.. بقولك مش انا... والله العظيم ما عملت حاجه ولا عمري فكرت اعمل حاجه زي كدا... انا هستفيد اي لما اموتك
ابعد فارس يده عنه وهز رأسه بعنف وهو يشعر ان العالم يدور به: اومال مين... مين له مصلحه يعمل حاجه زي دي... انا مليش أعداء
نظر له أسر بحزن وهتف بألم: وطالما ملكش اعداء يبقا أسر هو اللي عملها
بلع فارس ريقه بصعوبة والألم في صوت أسر يشعر به فى قلبه ولكنه هتف مبررا: انا... انا.. انا فكرت انك
قاطعه أسر بقوة معاتباً: فكرت إن ممكن اقتلك... انا عمري ما اعملها يا فارس... حتى لو انت حاولت تقلتني قبل كدا... بس انا عمري ما اعملها
صرخ فارس وهو يضربه في كتفه بعنف: انت لسه مصدق الكلام دا.... انا محاولتش اقتلك والله ما عملتها.... يعني هبقا عاوز اخلص منك وانا اللي انقذك يا غبي... انا اللي انقذتك يا أسر.... وانا اللي اتشوهت ومستقبلي أدمر بسببك
تنفس أسر بعمق وابعد يده عنه بحده قائلاً: مبقاش ليه لازمه الكلام دا.....خلاص خلصت
ثم نظر له بحزن أوجع قلبه والأسوار تزداد بينهم كل يوم عن سابقه وكأنهم لم يكونوا يوماً الصورة وعكسها
.................................
بعد مرور شهر
كانت فيلا السعدني تصدح بالأنوار والحديقة مزينة في أبهى صورة من أجل زفاف مراد وچومانا كان المعازيم يملؤن الحديقه الكل سعيد وترتسم على وجههم علامات الفرح فمراد محبوب من الجميع ولديه الكثير من الاصدقاء من جميع الجنسيات والكل قد حضر من أجل مجاملته ومشاركته فرحته
دخل فارس الى الفيلا وهو يشعر بالتوتر الشديد فمنذ وقت طويل لم يحضر أي من حفلات الزفاف كان يشعر ان الجميع يحدق به وذلك من أجل مظهره المختلف والتشوه في وجهه قبض على يده بقوة حتى أبيضت مفاصله فلولا حبه لمراد والصداقة التى تربطهم ببعضهم البعض لم يكن ليعرض نفسه لهذا الموقف الثقيل على قلبه يعلم انه سيتعرض للكثير من التنمر والكلمات الثقيله على قلبه ولكنه سيتحمل ذلك من أجل صديقه وكى يشاركه فرحته بحفل زفافه..... نظر فارس حوله يبحث عن أحد يعرفه ولكن تسارعت دقات قلبه وتثاقلت أنفاسه وهو يراها تتهادى في مشيتها كأجمل شئ في الوجود طارت جميع الأفكار من رأسه وهو ينظر إليها ببهوت شديد
كان الجميع يتطلع في هذه الفاتنة بفستانها الرائع وشعرها الأسود الطويل الذي يصل إلى آخر ظهرها
تفاجأ الجميع حينما اقتربت من هذا الشاب المشوه ووقفت تنظر إليه بفرح شديد
ابتسم فارس بإتساع وقال بممازحة كى يتغلب على توتره وارتباكه : أحمر تاني
ابتسمت تالين برقة وتذكرت حينما رأته أول مره في حفل عيد ميلاد فريدة وكانت ترتدي فستان أحمر ناري وقالت نافيه: لا مش أحمر دا نبيتي
هز فارس رأسه بلا معنى وقال بلامبالاه: ما علينا هو نفس اللون
قهقت تالين وهى تعلم إن الرجال لا يفرقون كثيراً بين الألوان وتدرجاتها وقالت: انا فرحانة اوي إنك جيت
رد فارس بكبرياء وهو يمسح ذرة تراب وهمية علي كتفه: اعمل ايه مراد مأكد عليا اني لازم أحضر واستطرد بتأفف: وعشان اخلص من زنك انتي وفريدة
رفعت تالين شعرها عن وجهها وهي تبتسم بنعومة أطاحت بعقله وقالت: طب كويس إن الزن بتاعنا جه بفايدة
أومأ فارس برأسه وصمت..... تطلعت تالين حولها ثم عضت على شفتيها وسألته بخجل وهى تنظر إلي الأرض: ما قولتليش إيه رأيك في الفستان
بلع فارس ريقة وهو ينظر إليها بنظره شمتلها من رأسها حتى أخمص قدميها كانت ترتدي فستان من النيذ بدون اكمام محكم التفاصيل على جسدها ويصل الى كاحلها وحذاء عالي الكعبين وتركت شعرها على ظهرها طويل كستار من الحرير
اما وجهها كان حكاية آخرى بعيونها السوداء الواسعة
المرسومة بدقة وأحمر شفاه بلون الفستان سرح فارس في تفاصيلها وهو يشعر إن دقات قلبه تتعالى بشدة غير قادر على وصف ما يراه من جمال ثم تمتم بصوت متحشرج: زي القمر
أحمرت تالين بشدة وغمغمت بخبث: الفستان
هز فارس رأسه بنفي وقال: لا انتي
ابتسمت تالين بفرحة وهى تبعد عينيها عنه وتنظر للاشئ وقلبها يكاد يطير من الفرحة فما قاله فارس الآن يعد إنجاز كبير بعد البرود المحيط به
تنحنح فارس وحاول ان يخرج من الحالة التى احاطت بهم وكَم المشاعر التى اندلعت من حيث لا يدري وقال: اومال فريدة فين مش شايفها
ردت تالين بهدوء عكس الصخب بداخلها: جوا فى الفيلا مع چومانا ومليكة... انا طلعت الأول عشان اقابلك
أومأ فارس برأسه إيجاباً وقال وهو ينظر الي نقطه بعينها: مراد واقف هناك اهوو..... تعالى نسلم عليه
هزت تالين رأسها وذهبت خلفه الي حيث يقف مراد
اقترب فارس منه وعانقه بمحبة: مبروك يا عمنا... خلاص هتدخل القفص برجليك
قهقه مراد وهى يربت على كتفه بأخوة ومحبة صادقة: الله يبارك فيك يا اخوياا.... ايوا اخيراً وعقبال ما تعملها انت كمان
ضحك فارس ونفى برأسه بشدة: لا انا لا... مش ناوي خالص اعملها
ضحك مراد وغمز له وقال بلهجة العارف: بكرا نشوف محدش بيعرف يهرب....أسألني انا
ابتسم فارس بيأس فوجه مراد كلامه لتالين قائلاً: صاحبتك هتطلع امتى بقا انا زهقت
ردت تالين: كلها عشر دقايق وتخرج.... هى خلصت اصلا
بعد دقائق
صدحت النغمات الغربية وخرجت چومانا تتأبط يد والدها وخلفها تسير كلا من فريدة وتالين ومليكة
وقف مراد يستقبلها بتأثر والعشق ينضح من جميع خلجاته وعيونه تلمع بالدموع وهو لا يصدق انه اخيراً يتزوج من حبيبة عمره من حاول لسنين طويلة
ان يقنعها به وبوجوده وحبه الشديد لها فرغم انها خطبت له منذ زمان إلا انه كان يشعر انها ستأتي في لحظه ما وتفسخ ارتباطها به وتتبعد عنه وقد كان يشعر ان قلبه سيغادر جسده إذا حدث ما توقعه ولكن الله كان رحيما به وأحبته كما احبها وكان للحادث الذي حدث له الفضل في ذلك.
اقترب منها وسلم على عمه ثم وقف أمامها وهو يتطلع الي بهائها وجمالها الشديد في فستان العرس الذي كان ينسدل علي جسدها بنعومة تشبهها كان عاري الكتفين بكم صغير شفاف ومحكم علي جسدها ويبدأ بإتساع طفيف من عند الركبتين بحذاء متوسط الطول وشعرها الأصفر القصير يحيط وجهها جميل القسمات وتضع تاج صغير علي رأسها تتعلق به طرحتها الطويلة التي تجرها خلف ظهرها..... أمسك مراد يديها وقبلهما بنعومة ورقة جعلت خضروايها تلمعان ببريق خاطف ثم ضمها الي صدره بقوة حبه وعشقه لها
بعد ثواني ابتعد عنها ومد يده لها لتتأبط ذراعه ويذهبان الي المكان المخصص لهم والجميع من حولهم يصفق بسعادة وفرحة شديدة من اجلهم
..................................
على جانب آخر
كانت تقف تتأمل اخوها وعروسة بسعادة غامرة والدموع تملئ عيونها وهى ترى اخوها بهذه السعادة فلا يهمها احد سواه فليس لها غيره بعد وفاة والديها وهي صغيرة تولى مراد تربيتها واصبح لها الأب والأم والأخ والصديق....... أقترب منها بإبتسامة واسعة لا يصدق انه رأها مرة أخرى فقد اعتقد انها صدفة خاطفة ولن تظهر في حياته مرة ثانية هتف أسر بسعادة: ازيك.... عاملة ايه
نظرت له مليكة بغرابة ولا تعرف مين يكون وكيف يتحدث إليها هكذا فهتفت بتردد وهي تشير بسبابتها الى نفسها: هو انت تعرفني
ابتسم أسر بحرج وشعر أنه اندفع بطريقة حديثه إليها فقال مبرراً: انتي مش فكراني.... انا اللي وصلتك للمستشفى يوم ما كنتي راجعه من السفر
عضت مليكة على شفتيها وضربت رأسها بيدها وأردفت بإبتسامة واسعة: انت السواق
جحظت عين أسر وشعر إن دلو من الماء البارد قد سقط على رأسه ونظر الى ملابسه هل يبدى علي مظهره انه سائق ثم هتف بغضب وإستهجان: سواق!!! ... انا المهندس أسر عمران
وضعت مليكة يدها علي شفتيها وهى تشعر انها قد لبخت في الكلام كعادتها فأردفت مبرره: سوري... انا في اليوم دا كنت متوتره وخايفه ع مراد فمكنتش مركزه ولما شوفت العربية فكرت إن اونكل ممدوح بعتلي السواق عشان يوصلني... سوري جدا انا شكلي ركبت عربيتك بالغلط صح
أومأ أسر برأسه إيجاباً وهو يستشعر حرجها الشديد مما حدث فقال بإبتسامة: خلاص ولا يهمك محصلش حاجه.... انا قدرت إنك منهارة يومها فوصلتك من غير ما اقول حاجه
اتسعت إبتسامة مليكة وهى تدرك كم انه وسيم بشدة بجانب رُقيه الشديد فقالت وهى ترفع شعرها عن وجهها برقة: مرسي جدا ليك انك قدرت موقفي...
وفرصه سعيدة إني اتعرفت على شخص جنتل مان زيك
غمر أسر بعينه وهتف بخبث: الشرف ليا... بس انا متعرفتش
ضحكت مليكة بخفة ومدت يدها قائلة بفخر ورقي متأصل في شخصيتها: مليكة السعدني
ثم أشارت على العريس الذي يراقص عروستة بمهارة قائله: اخت مراد
.....................................

وقفت فريدة في ركن بعيد تتأفف بغضب شديد وتسب بدخلها فأين سقط هذ القرط اللعين انحنت تبحث على الأرض ثم نفخت بضيق وهى خائفه على فستانها كى لا يصبه شئ ويخرب اليوم اكثر فيكفي القرط الذي سقط دون ان تنتبه له.... رأها بهذا الشكل
فأقترب منها قائلا بإبتسامة واسعة: فريدة
انتبهت فريدة ونظرت له ثم أصابها الإرداك فهتفت وهى تتذكر زميل دراستها: أيهم
ابتسم أيهم وهو يملي عينيه بجمالها الذي لم يره له شبيه من قبل وقال: عاش من شافك يا فيري
ابتسمت فريدة بخجل وقالت مجادلة: يعني انت اللي حد بيشوفك
ضحك أيهم وهز رأسه قائلا: عندك حق في دا فعلا... اخبارك ايه
ابتسمت فريدة برقة وقالت: بخير الحمدلله
ابتسم أيهم وسأل: كنتي بدوري على ايه
تذكرت فريدة ونفخت بضيق قائله: الحَلق بتاعي وقع ومش عارفه راح فين
أومأ أيهم بتفهم وقال بمبادرة: طب خليكي مكانك انا هدورلك عليه
ثم انحنى على الأرض يبحث عنه وهو يسلط ضوء كشاف الهاتف حتى يرى بوضوح وظل يبحث لعدة لدقائق ثم هتف بمرح : وأخيراً لقيته
ثم رفع يده لها بقرط صغير أسود على شكل مربع ويحيط بحوافه خرزات فضية صغيرة اخدته فريدة بسعادة وهي تشكره بشدة ثم حاولت تركيبه في أذنها فلم تستطيع..... اقترب منها أيهم وقال: تسمحيلي اساعدك
عضت فريدة على شفتيها بخجل ثم اعطته القرط فاقترب منها كى يعلقه لها... ولكن شعر بيد أحدهم تدفعه بعيداً عنها وهو يهتف بغضب شديد: ابعد ايدك
كان سيف يتابعهم من البداية بغضب وغيرة شديدة وعندما اقترب أيهم منها شعر بالنار تشب في جسده ثم اندفع اليهم ولولا بقيه عقل متبقية لديه لنهال عليه بالضرب
نظر له أيهم بعدم فهم وهتف: في حاجه يا كابتن
احمرت عين سيف وخبطه على كتفه بعنف وقال: انا مش كابتن...... وبعد كدا ما تقربش من حاجه ما تخصكش
نظر أيهم بتساؤل لفريدة التى تتابع ما يحدث بذهول
عندما لاحظ سيف نظاراته ابعد وجهه عنها بحده
ثم جر فريدة خلفه كى يبتعدوا عنه وهو ينظر لأيهم بتهديد
كادت فريدة ان تسقط على وجهها وهو يجرها خلفه فهتفت بغضب: انت اتجننت يا سيف...... سيب ايدي
وقف ونظر إليها بغضب فسحبت يدها من يده بعنف وصرخت بهياج : انت ازاي تسمح لنفسك تشدني بالطريقة دي... انت اتجننت
نظر لها سيف بعنف وهو يتميز غيظاً وقال: مين اللي انتي كنتي واقفه معاه دا وازاي تسمحي له يقرب منك بالشكل دا
كتفت فريدة يدها حول صدرها وردت ببرود: وانت مالك
صرخ سيف بعنف: فريدة متجنننيش
ضحكت فريدة بإستهزاء وقالت: والله انت مالكش اي حق انك تسألني ولا تدخل في حاجه تخصني....وعموما الكلام دا تقوله لخطيبتك مش ليا
جز سيف على أسنانه بعنف وقال: فريدة انا
قاطعته فريدة وعينيها تلتمع بالدموع وقالت بصوت متحشرج: انا مش عاوزه اسمع اي حاجه منك ولا اشوفك حتى... وكفاية اوي اللي انت عملته.... كفايه اوي يا سيف
وقف سيف ينظر إليها بعجز وقلبه يتألم بشدة ويأنبه عما فعله بهم...... القت عليه فريدة نظرة أخيرة مليئه بكل المشاعر التي كانت له يوماً ثم تركته وغادرت متجهه مره آخرى الي أيهم كي تعتذر له وتقف بجانبه
.....................................

رواية أحببتُ مشوهًا بقلمي أمنية أشرفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن