كان يدور في غرفته كأسد حبيس يكاد ينفجر من كثرة الضغوطات التي يتعرض لها ماذا يريدون منه بعد.... لقد ترك لهم كل شئ... عمله...مكتبه.. حياته اصبح كشبح لا وجود له وذلك من اجل ان تُخلى الساحة لتوأمه الأناني الذي لا يحب سوى نفسه وفقط... ولكن لا سيهد المعبد على رؤوسهم جميعا لقد طفح الكيل الى هنا وكفى...زفر بعنف واخرج هاتفه من جيب سترته طلب شخص ما وانتظر حتى رد الطرف الآخر ليعاجله قائلا: كل اللي اتفقنا عليه يتنفذ انا خلاص مش هبقى ع حد
قهقه الطرف الآخر مجيباً: ما قولنا كدا من الاول
سبه فارس بغيظ وقال: مش عاوز رغي في الفاضي
نفذ الكلام وبس
أومأ الطرف الآخر كأنه يراه وهتف: بكرا هتسمع احلى اخبار..... سلام
اغلق الهاتف وتنفس بعمق يحاول تهدأت نفسه
ويعود لسكونه لكى يستطيع التخطيط من جديد ولكن يبدو انهم لن يسمحوا له بذلك فقد طرق الباب ودخل أسر ينظر له ببرود ثم رمي أوراق الرسم بجانبه قائلا: التصميمات دي عاوزه تتعدل
نظر له فارس شزرا وقال بدهشه : تتعدل...من امتى وانا حد بيعدل على الرسم بتاعي... لما تبقا تعرف تصمم زيه ابقا تعالى اتكلم
غلت الدماء في رأس أسر ونظر له نظره بها الكثير من الغضب والحزن والوجع والخذلان والقليل من الثقه بالنفس وهتف بحده : انت اكتر واحد عارف اني اقدر اصمم زيه واحسن منه ألف مره
ضحك فارس بسخريه وأردف: طب ما ترسم وتصمم انت وتريحني... وتسيبوني في حالي بقا
نظر له أسر بقلة حيله وهتف بحقد : للاسف مش بأيدي احنا ماشين تبع أوامر عمران بيه...حسب ما يقول فارس يصمم يبقا فارس هو اللي يصمم وينفذ ويمسك الشركه ويبقا الكل في الكل وأسر ملوش وجود وبعد كدا تتقلب الآيه وأسر اللي ينفذ ويمسك الشركه بس لازم بصمة فارس تبقا موجوده ما هو فارس الاصل حتى وهو مشوه ومنبوذ
كان فارس يتابعه بحزن ووجع ولكن كلمته الأخيرة شقت قلب فارس الى نصفين... أيعيره توأمه.... ويصفه بالمشوه والمنبوذ... الى هذه الدرجه وصلت علاقتهم ببعضهم البعض لقد كانا يتقاسمان كل شئ الحزن والفرح... الملابس والأحذية....حتي الدراسة كانا يدرسان في نفس المجال ويحلمان نفس الاحلام كانا كروح واحدة في جسدين..... قام فارس من مكانه بعنف
ورمي الأوراق على صدر أسر وهو يصرخ بغضب وهياج : اطلع برا... مش عاوز اشوف وشك تاني اطلع برا
نظر لها أسر بكره ولملم الأوراق وخرج وصفع باب الجناح خلفه بعنف
وقف فارس تائه يتألم بشده لا يصدق أبداً ما وصل إليه
.............
وقفت أمام بوابة الحديقة الخلفيه تزفر بعنف وتعيد الإتصال بفارس مراراً وتكراراً حتى رد أخيرا بعنف صائحاً: ايه في ايه
هتفت فريده بتلجلج : فارس انا وصلت... وواقفه قدام البوابه
تنفس فارس بعمق يهدئ من روعه وقال: تمام انا جيلك حالا
بعد قليل فتح فارس البوابة وقال: اتأخرتي كدا ليه
نظرت فريده في ساعتها بغيظ: هو فين اللي أتأخرت دا... الساعه لسه تسعه
هز فارس رأسه وهو يقول: تمام يلا قدامي وبلاش لماضه
نظرت له فريده بتدقيق وقالت: انت كويس حاسه ان فيك حاجه متغيره
رسم فارس ابتسامة حزينه ع شفتيه وأجاب: مفيش حاجه ويلا قدامي بقا عشان ندخل
سارت فريده خلفه وهمست: بابا وصل ولا لسه
نفي فارس برأسه وقال: لا خرج و لسه مجاش
حمدت الله فى سرها وسألت : وأسر
أجاب فارس بضيق: تقريبا في الجناح بتاعه
هزت فريده رأسها وسارت خلفه تدخل من السلالم الخلفية الخاصة بجناح فارس المطل على حديقته المفضلة
دخلت الجناح وزفرت براحه وقالت: الحمدلله وصلت من غير ما حد يعرف انا كنت فين
نظر لها فارس بغموض وقال بجدية : بس خلي بالك دي أخر مره هخليكي تعملي حاجه من ورا بابا
هتفت فريده بغيظ : فارس
تكلم فارس بتعقل: فريده انتي اختي وصاحبتي... بس مينفعش اللي بيحصل دا... قصتك انتي وسيف صعبه وتكاد تكون مستحيله... ومش هتفضلى تعلقي قلبك ع الفاضي
أومأت فريده برأسها ايجاباً تعرف كل ما يقوله ولكن ماذا تفعل في قلبها العنيد الذي لم يختار سوى سيف عدو والدها اللدود
قالت فريده تغير الحوار: انا عاوزه اروح اوضتي.. راقب لي الطريق يا فارس معلش
زفر فارس وفتح باب جناحه يراقب لها الطريق الى غرفتها ثم أشار إليها كي تأتي خلفه وظل يراقب الطريق حتى وصلت الى غرفتها بسلام
....................
أنت تقرأ
رواية أحببتُ مشوهًا بقلمي أمنية أشرف
Romanceمشوهًا نعم ظالماً هو ام مظلوم ما إن تراه ستجن به ولكن هل ستحصل عليه ام لا مغرور أناني ظالم ام تائه لا يعرف ماذا يريد تحبه ويحبها هل ستكون له ام القدر سيفصل بينهم.