الفصل الخامس

10.9K 259 13
                                    

خرج عمران من شروده على اقتراب شاب منه يرتدي حلة سوداء أنيقة تدل على ذوقه العالى وسيم ويضع نظارات طبية على عينيه يبدو حديث الثراء فهو كعمران يعرف من تربى على الثراء ومن هو دخيل عليه ابتسم الشاب إبتسامة واسعة ومد يده يعرفه بنفسه قائلا : فادي فؤاد فخر الدين
نظر عمران الى يده الممدودة ببرود حتى ظن فادي انه لن يصافحه ولكن عمران خيب ظنه وهو يصافحة
بتعالي
ابتسم فادي وقال: سعيد جدا يا عمران بيه إني شوفت حضرتك النهارده... صدقني انا مكنتش اعرف أبداً إن الصفقه تخص حضرتك.. لو كنت اعرف كنت انسحبت اكيد
هز عمران رأسه بتفهم وقال: انا مقدر حماس الشباب اللي زيك فعشان كدا سيبتك تفرح بيها... لأن اكيد صفقه زي دي مش هتأثر علينا ولا على شركتنا... اما هضيف ليك كتير
ظل فادي محافظ على إبتسامته حتى لا يتأثر من كلامه وأردف: اكيد طبعا يا عمران بيه... احنا كلنا بنتعلم الشغل من حضرتك
نظر عمران أمامه ولم يعقب حتى اقترب مراد السعدني يقول بتملق: عمران باشا وانا اقول الدنيا منوره ليه
ابتسم عمران إبتسامة بارده وهو يصافحه فهو لا يحبه أبداً وكان والده اكبر منافس لعمران
مد فادي يده لمراد يسلم عليه وهو يعرفه بنفسه: فادي فؤاد فخر الدين
هلل مراد بتفاجأ وقال:اوووه شركة FMS... صدقني كان نفسي اتعرف عليك من زمان... عاجبني جدا طموحك وشغلك
ابتسم فادي إبتسامة واسعه وهتف: شرف ليا يا مراد باشا... اكيد هيبقا لينا تعامل مع بعض
ابتسم مراد وهز رأسه بتأكيد ثم قال موجه كلامه لعمران بتساؤل: اومال فين أسر مش شايفه يعني
رد عمران ببرود وهو يكظم غيظه من ولده المستهتر على حد قوله: عنده شغل مهم معرفش يأجله.... واعتذر عن الحضور
هتف مراد بإستهزاء: اها احنا مقدرين طبعا مشاغل أسر باشا اللي ما بتنتهيش
ثم غمز لفادي بعينه وانفجروا سويا بالضحك
..............................

بعد عدة ايام
دخلت تالين بوابة فيلا عمران وبدل من ان تدخل الفيلا لترى فريده.... ذهبت الي الحديقة الخلفية
رأته كعادته يجلس على الإرجوحه بإسترخاء جعلها تمعن النظر فيه وفي وسامته..... لا تعرف لما تراه وسيم الى هذا الحد وكأنها لم ترى رجالا من قبل
وكيف ترى تشوهه ميزة وليس عيب تراه مميز به وكأنه تجميل لملامحه وليس تشوه يقضي عن نصف وجهه بشكل غريب...جاءها صوت فارس يقول بسخرية : هتفضلى واقفه عندك كتير
ابتسمت تالين واقتربت تجلس بجانبه وقالت: نفسى اعرف بتحس ازاي ان حد دخل مكانك من غير ما تشوفه
اعتدل فارس وقال : ودني حساسه للأصوات.. دابة النمله بسمعها
ضحكت تالين لا تصدق وجود هذا الكائن احيانا تشعر انه من وحى خيالها وانه غير موجود على الحقيقة فهى لا تراه يخرج من الفيلا أبداً وهى من تأتى إليه
وحتى حين يذهب للركض يغطي وجهه حتى لا يراه احد
هتفت تالين فجاءه: فارس هو انت ليه مش بتخرج
... او بتقابل صحابك... او تروح الساحل مثلا او تتمشي بما انك لسه نازل مصر قريب و بعد سفر طويل
تنحنح فارس وقال بشرود : انا مبحبش الخروج... وكمان معنديش اصحاب فهخرج مع مين
ابتسمت تالين وقالت بحماس: نخرج سوا انا وانت
هوديك مكان حلو جدا
نظر لها فارس بتساؤل وقال بحزن: وانتي عادي تخرجي معايا
هزت تالين رأسها وقالت: مش فاهمه... يعني اي
تنفس فارس بعمق وقال : قصدي انتي شايفه شكلى كويس... مش شايفه إن شكلي غريب... وقال الكلمه التي يكرهها ببطء.... انا وشي مشوه
شعرت تالين بوخز في قلبها بسبب نطقه لهذه الكلمه ولكن لم تظهر شفقتها عليه وهي تقول: انا مش شايفه ان فيه اي مشكله... وحتى لو مشوه زي ما بتقول فأنا شايفه ان شكلك مميز بيه... وصدقني شكلك حلو جدا... ويا فارس انا مش مصدقه ابدا إن دي نظرتك لنفسك
رد فارس بحرج: انا اكيد عارف نفسي كويس... بس انا عارف الناس هنا بيفكروا ازاي... ومحبش اتعرض واعرضك للحرج والتنمر وكلام الناس... هنا الناس دايما عينيها على المختلف... وهيشوفوا شكلي غريب
هزت تالين رأسها بتفهم وقالت: انا عارفه دا كويس.. بس انا مش فارق معايا كلام حد ولا بيشغلني... وصدقني المكان اللي هنروحه مختلف تماما ومش هيعرضك لأي حرج
شعر فارس بثقل الفكره على قلبه فهو لم يخرج من الفيلا منذ فتره بعيده فقال: تالين متزعليش مني
.... بس انا مش حابب الفتره دي ممكن بعد كدا افكر
زمت تالين شفتيها ببؤس وصمتت.... ثم قالت بعد برهة بحرج: ممكن أسألك سؤال
نظر لها فارس بجدية وقال: سؤال اي
قالت تالين بفضول: هو انت ازاي حصلك التشوه دا... وليه انت معملتش تجميل لوشك... اعتقد العمليات دي سهلة جدا دلوقتي وكمان انت كنت عايش برا
ارتسمت ملامح الحزن على وجه فارس وأجاب بشرود: سؤالك الاول مش هعرف اجاوبك عليه دلوقتي... بس ممكن يجي وقت واحكيلك اللي حصل.. بس بالنسبه ل معملتش تجميل ليه... ف دا عشان التشوه دا غالي عليا... كشفلي حقيقة كل النااس اللي حواليا وخلاني محطش ثقتي في اي حد بسهولة... وكمان خلاني اعيد حساباتي من اول وجديد...و...وكشفلي إن مفيش حد بيحبني وإن اللي كنت فاكره نصي التاني طلع بيكرهني وبيحقد عليا
ولمعت عينيه بالدموع فقام وذهب الي جناحه سريعا وتركها تحدق في أثره بحزن وقلب يود الي يذهب اليه ويمحوا عنه كل أحزانه
...............................

رواية أحببتُ مشوهًا بقلمي أمنية أشرفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن