كانت تالين تتابع الحوار الدائر بين فارس وبعض رجال بملل شديد فمنذ ان جاءوا وهم يتحدثون عن الصفقات والمناقصات حتى سئمت منهم
فهمست بجوار أذن فارس قائلة: كفايه كلام في الشغل بقا يا فارس انا زهقت
أومأ فارس برأسه إيجابًا ثم أستاذن وتحرك معاها وهو يقول بهمس مرح غامزاً بأحدى عينيه : تعالي نقف في مكان لوحدنا
ابتسمت تالين وتنفست بعمق قائلة براحة : اخيرا انا زهقت اوي
ابتسم فارس وأردف بشقاوة : آسفين يا تالين هانم... حالا هضيعلك الزهق
ضحكت تالين برقة ضحكة أضاءت وجهها بأكمله فضاع فارس مع ضحكتها وهو يغرق فيها
في نفس اللحظة كانت هناك فتاة تسير مقابلهم ولم ينتبه لها فارس فأصطدم بها بقوة... تفاجأ فارس وابتعد عنها سريعا وقال بحرج: انا آسف... انا
قطع فارس حديثة حينما رفعت الفتاة رأسها ونظرت له بغير تصديق ثم هتفت بصدمة: فارس
لم يكن فارس أقل منها صدمة وهو يراها بعد كل هذه السنين... تأملتهم تالين بعدم فهم وقد شعرت بشئ غريب بينهم ثم تفحصت الفتاة بدقة كانت ترتدي فستان قصير للغاية يصل الي ركبتيها بصعوبة عاري الكتفين ويحدد جمال جسدها الرشيق شعرها بني متوسط الطول وملامحها هادئة ليست شديدة الجمال ولكنها تمتلك جاذبية خاصة تخصها وحدها مما جعل النار تشب في جسد تالين وهى ترى عينيها البنية تتأمل فارس بشوق...... فأقتربت منه بشدة حتى التصقت به ولفت يدها حول يده ثم تخللت اصابعها أصابعة... تفاجأ فارس بحركتها تلك ولكنه ابتسم وشدد من ضغط يده علي يدها... تكلمت الفتاة مرة آخرى بعد ان خرجت من صدمتها بسبب هذه المفاجأة غير المتوقعة بالمرة فلم يأتي ببالها انها قد تراه يوما بعد ما حدث بينهما: فارس... انا مش مصدقة عنيا
ابتسم فارس ابتسامة ملتوية ولم يرد عليها... فهمهمت تالين بضيق وهو تعض على شفتيها: يارب يجيلك عمى ألوان يا بعيدة... طلعتلي منين دي
استطردت الفتاة قائلة: انا مبسوطة اوي... إني شوفتك
نظر لها فارس بلامبالة وقال بلباقة: ميرسي يا سالي.. انا كمان مبسوط اني شوفتك
ضمت تالين قبضتها تكتم غيظها وهمست: شكلنا فتحنا حفلة انبساط ولا ايه
سمع فارس همسها فسألها بإبتسامة: بتقولي حاجه
هزت تالين رأسها بنفى وهتفت بإبتسامة صفراء: لاء ولا اي حاجه... بس رجلي وجعتني من الواقفة تعبت
أومأ فارس وقال بجدية كي يتخلص من هذه الصدفة غير المريحة بالنسبة له: انا كمان تعبت.... الواقفة متعبة فعلا
تابعت سالي همسهم بغيظ وقالت: فارس ع فكرة في مجموعة كبيرة جداً من صحابنا موجودين في الحفلة... وهيفرحوا جدا لما يشوفوك
بلع فارس الغصة في حلقة حينما تذكر اصدقاءه القدامى الذين لم يرى أحد منهم بعد تعرضه للحادث وهروبهم منه وكأنهم يأنفون رؤيته ولكنه قال بلباقة:
مره تانية إن شاء الله... لأن تالين تعبت وعاوزين نمشي
نظرت سالي لتالين وقد أدركت وجودها اخيراً ومدت يدها تصافحها قائلة: هاي... انا سالي
صافحتها تالين ببرود وقالت بجدية وثقة: هاي... وانا تالين السيوفي
ثم رفعت عينها تجاه فارس وأكملت: خطيبة فارس
ابتسم فارس بتفاجأ ولكنه أومأ مؤكداً فأتسعت عين سالي وهتفت بصدمة : انت خطبت... خطيبتك بجد
هز فارس رأسه بإبتسامة واسعة وقال: ايوا
تمتمت سالي بتساؤل ودهشة: ازاي
جزت تالين على أسنانها بغيظ وهتفت: يعني اي ازاي يا حبيبتي.... بيقولك ايوا خطيبتي انتي اي مشكلتك بقا
غلت الدماء في عروق سالي بغيظ وقالت موجهة حديثها لفارس بحزن مصطنع: انا مش مصدقة ابدا يا فارس إنك نستني وكملت حياتك
رفع فارس حاجبية بدهشة ورد بسخرية: نعم.....خلي الكلام دا لحد غيرك... انتي اتجوزتي بعد ما سبنا بعض بشهرين
شعرت تالين بالنار تشتعل في صدرها حينما تأكدت من شكها ان تلك السالي كانت على علاقة به
تلعثمت سالي وقالت تداري حرجها: ايوا بس.. انا
رفع فارس كف يدة وقاطعها قائلا: ملوش لازمه الكلام دا.. حوار وخلص من زمان.. فرصة سعيدة يا سالي.. يلا يا تالين
ثم جر تالين خلفه دون أي كلمة آخرى.. دبدبت سالي في الأرض بحنق فنظرت تالين إليها بإبتسامة ساخرة وأدارت وجهها كي تكمل طريقها ويدها بين يد فارس
ظلت سالي تنظر اليهم بضيق حتى اختفوا من امام ناظريها ثم ابتسمت إبتسامة باهتة وهي تتذكر ما خسرته في الماضي بسبب غباءها الشديد.
أنت تقرأ
رواية أحببتُ مشوهًا بقلمي أمنية أشرف
Romanceمشوهًا نعم ظالماً هو ام مظلوم ما إن تراه ستجن به ولكن هل ستحصل عليه ام لا مغرور أناني ظالم ام تائه لا يعرف ماذا يريد تحبه ويحبها هل ستكون له ام القدر سيفصل بينهم.