company anniversary II

899 49 35
                                    


إِنّ حُبّ الذَّاتِ يُعَدّ فَضِيلَةً يَجِبُ أَنْ يَتَمَتّعَ بِهَا الْفَرْدُ شَرْطٌ أَلَّا تَتَحَوّلَ إِلَى أَنَانِيّةٍ، إِذْ يَجِبُ عَلَى كُلّ إِنْسَانٍ أَنْ يَسْعَى إِلَى تَحْقِيقِ التّوَازُنِ فَالسّعْيُ إِلَى إِرْضَاءِ النّفْسِ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ الْأَنَانِيّةِ الْإِيجَابِيّةِ أَوْ مَا يُعْرَفُ بِحُبّ الذَّاتِ.

وَلَكِنّ الْأَنَانِيّةَ بِمَعْنَاهَا الشَّائِعِ عَادَةً مَا يَتِمّ اسْتِخْدَامُهَا فِي الْإِطَارِ السَّلْبِيّ، خُصُوصًاً عِنْدَ الْحَدَثِ عَنْ الْحُبّ وَالْعَلَاقَاتِ الْعَاطِفِيّةِ. مَا هِيَ الْأَنَانِيَّةُ فِي الْحُبّ؟

أُحِبّ إِيرِينْ ذَاتَهُ لِدَرَجَةِ الْغُرُورِ لِدَرَجَةِ أَنَّهُ ضَمِنَ وُجُودَهَا فِي حَيَاتِهِ .

لَا يُفَرّقُ إِيرِينْ الْأَنَانِيُّ فِي الْعَلَاقَةِ الْعَاطِفِيّةِ مِيكَاسَا مَا بَيْنَ حُبّ الذَّاتِ وَالْأَنَانِيّةِ، فَأَصْبَحَ أَقْرَبَ إِلَى الْغُرُورِ وَمَا إِلَى ذَلِكَ .

إِيرِينْ الشّخْصُ الْمَغْرُورُ لَا يُحِبّ إِلَّا ذَاتَهُ وَلَا يُبْدّي أَيّ شَيْءٍ عَلَى مَصْلَحَتِهِ الْخَاصَّةِ؛ حَتّى لَوْ كَانَ الْأَمْرُ يَتَعَلّقُ بِمِيكَاسًا فَإِنّهُ غَالِبًاً مَا يَخْتَارُ نَفْسَهُ وَرَاحَتَهُ وَ مَصْلَحَتَهُ الْخَاصَّةَ .

مِنْ الْمَعْرُوفِ أَنّ الْعَلَاقَةَ الْعَاطِفِيّةَ تَتَطَلّبُ التَّضْحِيَةَ فِي بَعْضِ الْأُمُورِ لِكَيْ تَسِيرَ فِي الطّرِيقِ الصّحِيحِ، إِلَّا أَنّ الْأَنَانِيّةَ فِي الْحُبّ تَحُولُ دُونَ نَجَاحِ الْعَلَاقَةِ بِسَبَبِ عَدَمِ الْقُدْرَةِ عَلَى التَّضْحِيَةِ فِي سَبِيلِ مِيكَاسَا حَتّى فِي أَبْسَطِ الْأُمُورِ.

بِغَضِّ النَّظَرِ انْهُ لَا يُحِبُّ زَوْجَتَهُ وَ بِالرَّغْمِ مِنْ انْ مَارِيَا تَفْعَلُ الِامْرَ نَفْسَهُ تَقَابَلَ عَدَدٌ مِنْ الرِّجَالِ ، إِلَّا انَّهُ لَمْ يُقَرِّرْ بَعْدُ ، الْمَنْصِبُ مُهِمٌّ جِدًّا لَهُ كَوْنُهُ الرَّئِيسَ التَّنْفِيذِيَّ لِأَكْبَرِ شَرِكَةٍ بِالْعَالَمِ يَجْعَلُهُ لَا يَرَى الْأُمُورَ بِوُضُوحٍ، لَا يَعْلَمُ بِتَصَرُّفَاتِهِ هَذِهِ انَّهُ قَدْ يَخْسَرُ حُبَّ حَيَاتِهِ ، مَهْلًا هَلْ هِيَ حَقًّا حُبُّ حَيَاتِهِ الْوَحِيدُ ؟ امْ انْهَا مُجَرَّدُ نَزْوَةٍ مِنْ نَزَوَاتِهِ .

نَزْوَةٌ لَا لَيْسَتْ نَزْوَةً

النَّزْوَةُ لَا تَخْتَلِفُ عَنْ الْحُبِّ، لَا سِيَّمَا فِي الْمَرَاحِلِ الْأُولَى، حَيْثُ يَشْعُرُ الشَّخْصُ بِانْتِشَاءٍ وَسَعَادَةٍ بَالِغَيْنِ، يَجْعَلَانِكَ تَطِيرُ مِنْ الْفَرَحِ، وَكَأَنَّكَ مَالِكُ الدُّنْيَا بَيْنَ يَدَيْكَ، وَتُحِسُّ بِكُلِّ مَا هُوَ مِنْ حَوْلِكَ وَكَأَنَّكَ وَلَدْتَ لِلتَّوِّ، فَتَتَصَالَحُ مَعَ نَفْسِكَ وَمَعَ الْآخَرِينَ وَتَعُودُ تُحِبُّ كُلَّ مَا هُوَ حَوْلُكَ، وَتَرَى الْعَالَمَ مِنْ مِنْظَارٍ آخَرَ. كَمَا وَانَ النَّزْوَةُ تُسَاعِدُ عَلَى اعَادَةِ احْيَاءِ الشَّبَابِ وَحُبِّ الْحَيَاةِ مِنْ جَدِيدٍ ، فَإِيرِيْنِ طَالَمَا اعْتَادَ عَلَيْهَا مُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ ، مُنْذُ الْمَدْرَسِهِ الِابْتِدَائِيَّةِ وَ الْمُتَوَسِّطَةِ وَ الثَّانَوِيَّةِ وَ حَتَّى الْجَامِعِيَّةُ..

Mistress حيث تعيش القصص. اكتشف الآن