29/6/2023

43 9 7
                                    

مرحبا ... ياصديقي

  أعرفُ جيداً كيف يُخنق المرء من ذهنِه
‏كيف تصيرُ الأفكار حبلاً حول الأعناق في لحظة
‏كيف يغدو الصُداع مقبرة للطمأنينة
لا عليك ياصديقي
لم تعد حبات المسكن تجدي نفعا 
فالصداع في قلبي هذه المرة

هل تعرف ما يحدث معك ؟!
لا شيء....
أنت فقط تتوقف ..
في منتصف الشارع .. أو في منتصف حياتك ..
تتوقف عن الهروب ..أو عن التقدم ..
تجد نفسك واقفاً مثل ساعة عاطلة ..
مستسلماً  كما يفعل غريق وسط الماء ..
لم يعد لديك فضول لتسمع نكاتاً جديدة ..
أو أحزاناً قديمة..
هذا هو الاكتفاء الذاتي الذي استطعت أن توفره لنفسك..
أنت  ..
أو ما بقي منك ..
تبدأ من جديد في المشي ..
لكن هذه المرة .. تمشي بطريقةٍ مختلفة ..
ربما للأسوء .. لكنك أصبحت أخف .. 
أصبحت تمشي مثل شخصٍ سعيد ...
ربما لأنك غيرت طريقك تماماً ..
اصبحت تمشي وأنت ترمي الأشياء إلى خارجك كأنك سفينة مثقوبة من كل الجوانب وتحاول النجاة بنفسها ..
ترمي الأشياء التي لا تحتاجها ..
الأشياء الثقيلة ..
والأشخاص الثقيلون ..
والمشاعر والذكريات  الثقيلة ..
ترمي كل شيءٍ قد يقتلك دون أن يدري  ..
هذه الأشياء التي كانت تثقل كاهلك ..
وتغرقك يوماً بعد يوم ..
أنت فقط لا تريد أن تغرق ..
أنت فقط تريد النجاة ..
لذلك تعود إلى نقطة البداية ..
تعود متعباً إلى الفِراش ..
وإلى الفَراش التي تشبه أحلامك التي كنت تطاردها وأنت تعلم جيدا أنك لن تمسكها ..
أنت في النهاية ..
تعود للبداية دائماً..
وكأنك تضع  جمرة في يدك وتدعي بإنها مكعب ثلج...

انا حزينة لأجلك
                                                      Washy   

إلى صديقي المجهول (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن