26/4/2024

14 2 0
                                    

السلام عليكَ يا صاحبي
‏مساء العودة لمكان تعرفه
بيت تألفه
أرضٌ تشتاق وقع قدميك
وجدرانٌ تعرف ملمسها يديك
و أماكن تحفظ رائحتك..
وزمان كان لك ويعود إليك..
مساء الطمأنينة يا صديقي
تسألني: ما أروعُ إحساسٍ في الحُبِّ؟
فأقولُ لكَ: الأمان!
أن تشعرَ أن أحدهم ممسك بقلبكَ لا بيدكَ!

الأمان هو أن تمنحَ أحدهم القدرة على تدميرك
وكلكَ يقين بأنه لن يرميكَ و لو بوردة!
وأنه مهما حدث بينكما فسيبقى يخشى عليكَ من أن تجرحكَ نسمة!
وأنه رغم كل المعارك الضارية التي قد تنشأ بينكما فإنكَ لن تهون عنده!

الأمان هو أن تأخذ أحدهم إلى أعمق نقطةٍ فيك
فتصبحَ مكشوفاً أمامه كصفحةٍ في كتاب
وأنتَ واثقٌ تمامًا أنه سيحفظ سرَّكَ كما يحفظُ عينيه!

الأمان هو أن تُطلع أحدهم على نقاط ضعفكَ
و تخلعُ عنكَ هذا الدرع السميك الذي تحيطُ به نفسكَ كي لا تصيبكَ الحياة في مقتلٍ
و كلكَ إيمانٌ به أنه لن يضغطَ على نقطة ضعفكَ
و لن يضع إصبعه على موضع جرحكَ
و أن هشاشتكَ كلها ستبقى قوية بستره لكَ!

الأمانُ هو أن تبوحَ لأحدهم و أنتَ لا تخشى يومًا لان يستخدم هذا البوح ضدَّكَ!
و أن تعطيه يدكَ و كلكَ يقين بأنه لن يُفلتها!
و أن تتحدَّثَ معه و كأنَّكَ تتحدثُ مع نفسكَ،
فلا تُرهق نفسكَ بجهد التبرير، ولا تتكلف عناء الشَّرح
لأنكَ تعرفُ أنه سيفهمُكَ بطريقة صحيحة
و أنه لو خانكَ تعبيركَ فلن يخونكَ فهمه لكَ
و أنكَ لو أفسدتَ مفرداتكَ سيصلحُ هو نِيَّته!
و أن تبكي على كتفه دون أن تتحرجَ من ضعفكَ!
و أن تأوي إلى صدره منكسرًا
و كل شيءٍ فيكَ يعلمُ أنه سيرممكَ!
و أن تعيشَ مشاعركَ كما هي،
تضجرُ...
و تغضبُ...
و تغار....
و تنطوي...
و أنتَ تعرفُ أنه سيحبكَ بكل أحوالكَ
يا صديقي أُردت أن أتحدث معك كثيرًا
ولكن الكلام يخذلني..
تحياتي
                                                  Washy

إلى صديقي المجهول (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن