26/4/2024

14 2 0
                                    

مرحبا يا صديقي ...
هل تذكرني ؟
‏الحياةُ لا تؤلم
لكنها الذاكرة
شوكةٌ في الرأسِ والقلب
‏نوبة فزعٍ كبيرة على طبق أبيض
‏الذاكرةُ مطبخ الروح
‏ونحن جوعى يا صديق
‏جوعى لمذاق واحد لا يخدش القلب
‏جوعى..وخياراتنا واسعة
‏واسعة حد لا جدو لها
انظر إلى تلكَ الأحزان
التي تراقبني من بعيد
كل تلكَ الأحزان تنتظر وتترقب
متى سأكون وحيدة ليتم اغتيالي
بعد ليلة طويلة قررت أن أكتب..
قررت  أن اكتب إلى مالانهاية..
أن أخرج ذلك الطوفان من صدري ..
أن أبوح كما لم أبوح من قبل عن هذه الحكايه..  كما لوكانت هذه حروفي الأخيرة في عالم الكتابة..  ربما سأعتزل قلمي بعد هذه الرواية ..
وربما تكون بداية النهاية... 
سأعترف...
سأبوح ....
سأقول مالم يقوله قلمي منذُ البداية..
سأحكي وجعي ..
وكبرياء الجرحي .. 
وذاك الخنجر المطعون في صدري ..
سأري الجميع تلك الندب في قلبي.. 
سأحدثكم عن عنفوان قهري ..
عن تلك العقد من صغري ..
سأكشف عن ستار دمعي..
سأقول كل شئ ولن يقف أمامي أي شيء  سأتحدث نعم سأتحدث...
لما لا أتحدث!
ماذا قلت ؟
نعم ...نعم
ربما يوما آخر..
أو ربما لن يكون هناك يوما آخر..
إنها مجرد خزعبلات لامعنى لها..
وإن تحدثت من سيقرأ من سيكترث!؟
سيقرأها الجميع كما سابقاتها سيمتدحني البعض والبعض سينتقد..
وسيرى البعض نفسه مابين السطور والبعض الآخر سيصفني بالمريضة النفسية...
معك حق ..
فلماذا أتحدث..!؟
ماذا سأجد إن تحدثت..!؟
وماذا إن بكت معي بعض العيون تأثراً
وطبطبت على كتفي...
بعض الكفوف !؟
ماذا سأستفيد..  ؟؟
ماذا بعد ذلك!؟
في نهاية بوحي الذي كالعادة لم يكتمل
قررت ألا أقرر أن أبوح مرة أخرى..
قررت الكتمان اكثر ..
والصمت أكثر وأكثر ..
وأن أكون الكف التي تطبطب علي كل مره..
سأبتسم من أجل الجميع.....!!
فأنا مازلت أعيش في أيامي القديمة
لا أستطيع الوصول إلى هذا اليوم
حديثي قديم...
أحلامي قديمة
شرودي وخيالي يعود للماضي
وخطواتي بالكاد تتقدم إلى الأمام
هل تعلم معنى أن تعتزل العالم
لأنكَ وجدت نفسكَ بين الأسطر
بين جدارن غرفتك
بين لحن أغنية حزينة !؟
هل تعلم معنى أن تكتب بدموعكَ ألمًا !؟
هل تعلم معنى أن ترى كل شيء يسقط في قائمة الذكريات السوداء !
هل تعلم معنى أن كل شيء أحببته أصبح مجرد احلام بعيدة !
هل تعلم معنى أن تسمع أكذوبات الآخرين
وتضحكَ أمامهم وأنت تعرف الحقيقة كاملة !
هل تعرف هذا ؟؟؟
هل ضربت يومًا على صدرك حزنًا قهرًا
وصرخت من هذا العالم السخيف بكل قوتك حتى خارت قواك ..
وعندما مات بداخلكَ الكثير
ولم تقم عزاءً ولم تكرم أحزانكَ بالدفن
بل إن كلمة تقال لكَ تنبشُ قبور كآبتكَ
وأنتَ تتألم بصمت ولا شيء تجيده سواء الصمت والضحك
وكأن الدنيا كلها ماتت ولا توجد لديك رغبة لإحياءها 
لم أتمنى الانتصار على أحد..
تعلمت منذ زمن طويل ...
أن الانتصار الحقيقي ألا نؤذي مشاعر من نحب
تحياتي
                                                    Washy

إلى صديقي المجهول (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن