السّلامُ عليكَ يا صاحبي،
كتبت لك رسالة ...
لم تتسلمها في بريدك .. حتى الآن...
تفضل بالاستلام مشكوراً- إلى صديقي الغائب الحاضر
البعيد للحد الذي يستعصي عليه سؤالي عن حالي
القريب للحد الذي يجعل هذه الكلمات تمرّ أمام عينيه الآن..
أفتقدك
أحياناً يعزُّ علينا أن الأمر قد جاء ممن يعزُّ علينا!
فالموجع ليس الضربة وإنما يد مَنْ!
والجارح ليس الكلمة وإنما من فم مَنْ!
والموقف ليس قاتلاً إلى هذه الدرجة،
ولكن الإنسان يتأذى بقدر العشم!
ولا أرجو سوى أن أتعافى بشكلٍ كامل من كل ما مرّني من سوء
أن تُمحى الأيام السيئة من ذاكرتي تمامًا
وأن أُعوض بأيامٍ لا أجد بها حزنًا ولا ضيق
أن أُجبر فيها كثيرًا كأنني لم أنكسر أبدًا
كل يوم يبدأ اليوم ثم يمضي
وتمضي معه أيام
وأنا لا زلت أملك نفس الشعور
نفس الكلام ..
أريدُ أن أتكلم وأمضي كما تمضي الحياة
لكِنني عالقة
قد لا أعرف العالم بشكله الحقيقي الذي يتطلب القسوة
جُل ما أعرفه أننا نحتاج أن نُقاوم بالرحمة
ألا نجعل الآخرين يبكون فوق بكائهم
أتمنى أن يصادف طريقي أشياء حقيقية صادقة
أستطيع لمسها دون أن يرتجف قلبي قلقًا منها أو خوفًا من فواتها
وألا أحتاج أن ألتفت كل ثانية حتى اطمئن فقط
كان علي ان استمع لك حين قلت لي
"لا تحبي شخصًا لا يعرف كيف يتباهى بكِ
ما أخطر أن تشعر بعاديّتك وأن تشعر بعدم وجود قيمة أو ثمن لوجودك
ستقتلك كل تلك المرات التي أعطيت فيها فرصة أخرى
بالرغم من أنه كان يجب عليك أن تنهي كل شيء
مهما كنتِ ذكية سيقودك قلبكِ للتهور أحياناً"
نعم صدقت ..
لقد كنت أتجنب الكثرة دومًا بكل أشكالها
في الكلام والمعرفة
والصداقات
مضيت حياتي كلها وأنا أعرف حدودي أحميها جيدًا ولا أتخطاها
أقدس جميع أخطائي التي جعلت لي عقلًا واعيًا إلى هذا الحد...وجسدا بلا قلب
قلت ستتعلمي ...
تتَعلمين الفرق الواهِي بين الإِمساك بيد وبين تكبيل روح
وتتعلَّمي أنَّ الحب لا يعني الإِتكاء
وأنَّ الصحبة لا تعني الأَمان
وتبدأين بالتعلم أنَّ القُبل لا تعني اتفاقات مُبرمَة
وأنَّ الهَدايا ليست وعودًا
وتبدأين بتقبُل هزائِمك مع رأس مرفوع وعينين مفتوحتين
بِسموِّ إمرأة وليس بحزن طفلة
تتعلمين بناء كُلّ دُروبك على يومك الحاضر لأنَّ أرضَ الغد غير جديرة بالثِقة
بعد فترة ستتعلمين أيضاً أنَّ حتى أشعة الشَّمسِ تَحرق إذا بالغت في الاِقتراب
لِذا تقومين بزرعِ حديقتك في أماكن ظليلة
ولا تكشفين روح الطفلة بداخلك إلا لأشخاصك المفضّلين
وتُزيّنين روحِك بدلًا مِن انتظار شَخص ما ليحضر لك الزهور
و تتعلمين أنَّ بمقدورَك حقًا الاِحتمال
أنَّكِ حقًا قويّة وأنك تطوين قيمتَك بداخِلك وتتَعلمي وتتَعلمي....
مع كلّ وَداعٍ تتَعلمي
حسناً لقد كنت صادقاً ياصديقي
الحياة علّمتني دروساً كثيرة
ولكنني لم أفهم شيئاً.
لأنني لازلت أريدهتحياتي
Washy