ولهت عليك
مضى وقت طويل...
توقعت أنني لن أكتب لك مرة اخرى
وخانتني دموعي ..
لن يتغير ياصديقي
لن يتغير العالم ولا أنا يمكنني أن اتغير عن كوني المشوهة الوحيدة البائسة التعيسة و الغير كافية لنفسها وللأخرين
لا شيء يتغير و لا أدري سبب تمسكنا بهذا الألم الوحشي
قد لا يقتصر الإيجاز على اللغة فقط فبعض الحزن قد يوجز لك تاريخًا من الزيف
وبعض الدروس قد تختصر لك عمرًا من التساؤل؟
أنت تتفق معي في هذا !
جيد جدا هناك توافق ما هنا وهناك
عليك أن تدرك جيدًا ..
أن لكُلِّ مرحلة في حياتك إستقلالية منفردة عن غيرها
ونمطًا معيشيًا مغايرًا لما سبق
فلا تُبرهن أفعالك لإرضاء أحد..
ولا تُربّت على قلب من هجرك طوعًا ولو عاد حاملًا السبعين عذر
يكفيك أنّك خضت صراعًا ضاريًا لتحرير مساحاتك الروحية من هيمنة الألم
ويكفيك أيضًا أنك كنت ولا زلت وستبقى في معيّة الله ..
ماذا تريدني ان أقول. ؟!
ماذا أقول؟
إن جميع الناس يفعلون ذلك!!
إن الناس يزدهون بأمراضهم
وأنا أزدهي بأمراضي أكثر من أي إنسان آخر .. أعترف بذلك
على أنني مقتنعة اقتناعاً جازماً بأن زيادة الوعي ليس وحدها مرضاً بل بإن كل وعي مرض ..
لا يمكنك يا صديقي ..
دحض الحزن باللامبالاة أو بالتجاهل والتغاضي عن مسبباته
ولا يمكنك أن تعول على نفسك أو أن تواسيها بمقارنة حياتك بحياة الآخرين
التي هي أشدُ قساوة وبؤس
ولا يمكنك إقناع الفرح بالمكوث لِليلةٍ واحدة حتى وإنْ إستطعت ذلك . .
جسدك المُنهك سيرفض فلربما عليك الإمتثال للأمر الواقع..
السعادة كذبةٌ كبيرة روّجها البشر منذ القِدم لكي يكون لديهم سبب للعيش
ماذا.؟؟
كيف كانت ؟؟
نعم ...كانت كذلك
كانت ليلة من الليالي التي تود أن يخبرك أحدهم بلطف شديد ...
أنه يحبك يفتقدك ويراك جميلًا
فتنتهي بكل ما فيها في لحظتها ويذهب عقلك في نوم عميق
كانت ليلة تتمنى فيها أن ينتبه أحدهم لألمك كأن الكون وقف قليلًا لأجلك فنصبح على خير
بكل تلك البساطة
أظن أن أحد احتياجاتنا الجوهريّة هي احتياجنا أن نُفتقد أن تمثل غيبتنا فارقًا!
تتلون الروح بلون أفكارها..
توافقني ؟؟
لا مزيد من الأسئلة ..
أترك الأسئلة محشورة في صدري أخاف من أجوبة أعرفها
أعلمُ أن هذا غريباً
أن يصبحُ المَرء معتاداً على حزنه لدرجة أنه لا يشعر بأي شيء..
الشرح في هذا الأمر معقد..
قال : دوستو يفسكي
غاية الغايات يا سادتي أن لا يفعل المرء شيئا البتة إن القعود عن الفعل والخلود إلى التأمل مفضلان على أي شيء آخر
نعم أحببت هذا ... أنا ايضاً
سعدت بالحديث معك يا صديقي
تحياتي
Washy
