الفصل الأول:

740 26 5
                                    

ذات يوم، في ليلةٍ ممطرة وباردة...، قضيتها كلها وأنا أُحاول الصراخ بكل ما أوتيتُ من قوة، لكن شعرتُ أنني عاجزة عن ذالك، فصوتي لا يكاد يخرج من حلقي، وانفاسي كانت ضيقة....، كانت عيناي مغرقة بدموع باردة دون وجود بكاء أو نواحٍ حتى، كانت اطرافي منملة وعاجزة عن حمل جسمي لدرجة ارغمتني على السقوط أرضاً...
تلك الليلة، لن انساها ما حييت، كانت كما يُقال عادة عن الأحلام السعيدة المسترسلة التي تأخذ صاحبها ذهابا وبعيدا جدا إلى حيث يشاء، سعيداً غانماً ثملاً بالعديد من الآمال والمسرات، وسُرعان ما تتحول فجأة وعلى غفلة منه إلى كابوسٍ أبدي، حزين، تعيس، مليء بالخيبات والآلام. كذالك كانت تلك الليلة..

كنت فتاة في ربيع العشرينات من عمري. ولدت في الثلاثين من شهر يوليو، لا أذكر في أي عامٍ بالضبط. توفيت أمي عندما كُنت لا أزال في الأشهر الست الأولى من عمري أثرَ مرضِ القلب، فقام والدي بتربيتي والأعتناء بي بنفسه... حتى انهُ رفض الزواج بإمرأة أُخرى لكي تهتم بي، فقام هو بالاعتناء بي حتى كبرت..
والدي يعمل في شركة خاصة بالنقل والمواصلات التجارية، هو رجل اعمال له مكانة رفيعة في عمله ومعروف كذالك في انحاء البلاد.

صحيح..... نسيتُ أن أذكرَ أسمي. أُدعى يونا، هذا هو نفس الأسم الذي كانت تحملهُ أُمي، لقد سماني أبي بهذا الاسم نظراً لشبهي بها في الشكل، انهُ اسم جميل وأنا احببته...

لقد احبني ابي كثيراً واعتنى بي بكلِ حُب وحنان وعطف ليُعوضني عن عطف وحنان الأم الذي فقدتهُ منذُ صِغري، كان يمنحني كل ما اتمناه لدرجة لم تسنح لي الفرصة لتجربة شعور الغيرة والحسد من اي فتاة أُخرى فقد كان يمنحني كُلَ شيء. أهتم بي وبتعليمي وتثقيفي حتى وصلت للمرحلة الجامعية وكنت قد دخلت الجامعة تواً. دخلت في مجال دراسة البرمجة والحاسوب والمعلومات فأنا أُحب هذا المجال، بعد صراع طويل مع ابي الذي كان يريدني ان ادخل مجال التجارة وإدارة الاعمال مثلهُ قرر السماح لي بدراسة مجال البرمجة تلبياً لرغبتي ولما أُحب، فهو كان يريد إرضائي وإسعادي دائما..

كُنتُ أحسبُ نفسي مجردَ فتاةٍ عادية تقضي وقتها بمطالعة الكتب، او التصفح بحاسوبي الخاص او ممارسة بعض الاهتمامات كالرسم، تعلم فنون القتال،الطبخ،والاستماع للموسيقى. لكن منذ أن كنت في العاشرة من عمري تعرضت لموقف جعلني أكشف عن أمتلاكي لقدرة غريبة، جعلتني افقد شعور الامان منذ ان بدأت بالظهور، كنت ألعب مع الاطفال في الحديقة، كانوا يلعبون بالصحن الطائر الذي كانوا يرمونه عالياً فيقوم الآخرون بمحاولة إلتقاطه، فقاموا برميه نحوي فجأة دون ان انتبه، فلما لمحتهُ كان على مقربةٍ مني فشعرتُ بذعر شديد ورفعت ذراعي لا إرادياً فما بوهج غريب ينبثق من يدي عن ملامستها للصحن أدى إلى إحداث بعض تيارات الهواء حولي ومُن ثمَ تلاشي الصحن وتحولهُ إلى ذرات متطايرة في الهواء. دُهشتُ مِما حدث أمامي، كان جميع الاطفال حولي ينظرون بذهول شديد حتى أن بعضهم تراجع مبتعداً خوفاً من ما رآه. جاء والدي وكان مذهولاً كذالك، الواضح انه كان موجوداً عند حدوث ذالك وقد رآه أيضاً، وقد طلب مني أن أركب السيارة بسرعة لكي نغادر قبل تجمع عدد كبير من الناس. في السيارة حدثني أن ما حصل كان مجرد كوني أمتلك قدرة خارقة كأؤلئٓكَ الذين يملكون قدرات خارقة عجيبة الذين نسمع عنهم كثيرا، وقال ان علي الحذر مرة أُخرى من استعمالها. وللأسف، حدث وتم ظهور هذه القدرة في مواقف عديدة دون سابق إنذار، فعرف والدي اني عاجزة عن السيطرة عليها، فقرر جعلي ارتدي القفازات دائما لتجنب ملامسة اي شخص ويصدف عند ذالك تفعيل القدرة. كنتُ خائفة جداً من إيذاء احدٍ ما بسبب هذه القدرة وعدم سيطرتي عليها، فكنت انطوايئة دائما ولا أكون اي صداقات خوفاً منها ومن كونها تُهدد حياة الاخرين، فعشت في وحدةً دائمة..

                       ..............................

وردة المافيا الدموية /Bloody Mafia Rose حيث تعيش القصص. اكتشف الآن