الفصل الثالث:

288 10 14
                                    

أنها الساعة السابعة مساءاً...
أنتهيتُ من تحضير العشاء، قمتُ بترتيب الصحون على المائدة وجلستُ لأنتظار أبي.
مرَ الوقت.... اتصلتُ بوالدي عدة مرت ولم يُجب على أتصالاتي..
-لعلهُ مشغول بعمل مهم مفاجئ، هو لا يتأخر إلا لأمر طارئ مفاجئ كهذا... ربما سيعود بعد ساعة.
قلتُ ذالك متأملة.

حلت الساعة الحادية عشر... لم يبقى على منتصفِ الليل سوى ساعةٍ واحدة.. ولم يعُد أبي حتى الآن للبيت..
أتصلتُ بهِ قُرابة عشر مرات تقريباً ولم يُجِب على أتصالاتي هذه.. أنتابي القلق...
-لما تأخر إلى هذا الحد؟ أخشى أن مكروهاً قد أصابه..ماذا أفعل؟ ماذا يجب علي أن أفعل الآن؟

قررتُ في النهاية الخروج والذهابَ إليه في الشركة.
خرجتُ من المنزل بسرعةً متجهة إلى حيثُ مكان عمل أبي في الشركة التي كانت على بُعد كيلومترين من منزلنا، ثم وصلتُ إليها أخيراً..

كانت بناية الشركة عالية جداً، مؤلفة من خمسة عشر طابقاً، وكانت على شكل حرف (L)، حيث أن الخط السفلي كان يمثل الطابق الأول الذي كان مدخله عند نقطة نهاية رسم الحرف..
كانت البناية كذالك مغلفة كلها بالزجاج الأزرق الذي يعمل على أستطارة الضوء النافذ خلالها ، فيبدوا الزجاج من خارج البناية أزرق بلون السماء، ولا يستطيع الناس خارج البناية رؤية من في الداخل، لكن من في داخل البناية يستطيعون رؤية كل شي خارجها..

دخلتُ البناية مباشرةً من المدخل. عند الطابق الأرضي كان المكان واسعاً جداً، كان أوسع طابق، حيثُ هناك كانت مقاعد للجلوس والأستراحة، ومكتب البواب والسكرتير الخاص بالشركة إضافة إلى المصعد الذي يؤدي إلى الطوابق العلوية في نهاية هذا الطابق، كان هناك كذالك نافورة مدورة متوسطة الحجم تقبع في منتصف المكان، والسقف كان زجاجياً ويمكن من خلاله رؤية الطوابق الاخر العالية..

كانت هذه أول مرة آتي فيها إلى هنا، توجهتُ إلى مكتب السكرتير لأسئلهُ في أي طابقٍ يقع مكتب والدي وهل هو موجود حاليا..
أقتربت منه وبدا لي نائما على كرسيهِ موجها ظهرهُ نحوي خافضاً رأسهُ للأسفل كما لو كان نائماً.
ناديته عدة مرات:(يا سيدي... عفواً يا سيدي، أستيقظ لو سمحت، سيدي؟)
لم يُجِب علي... هل نومهُ عميق لهذه الدرجة؟
امسكتُ بكتفه وقمتُ بهزه قليلاً حتى يستيقظ:
-سيدي... سيدي أستيقظ أرجوك..
لم يجب... سحبتهُ من كتفه لأجعله يستدير نحوي لأراه.. ما أن أدرتهُ حتى أتفاجئ من رؤيتهِ مطعوناً بسكينٍ في صدره، والدماء تنزف من فمهِ..

تراجعتُ للخلف متفاجئة من المنظر، حسبتهُ نائماً، لكنهُ كان ميتاً.
- يا إلهي... ما هذا أنه ميت، من فعل ذالك؟
عندها أنتابني قلق وخوف شديدان من هول ما رأيت، قررت الاتصال بالشرطة، لكني تراجعتُ بعد ذالك وفكرت:
-ماذا لو كان هناك قاتل في هذا المكان؟ ماذا لو كان ....... اه، أبي.
توجهتُ مُسرعةً نحو المصعد عند نهاية المكان، ضغطت على الزر لفتح الباب، لكنه لم يستجب: ماذا؟ أهو مُعطل؟
ضغطتُ عليه عدة مرات، ولا فائدة، لم يعمل المصعد. نظرت للشاشة فوقه، كان مُطفئً... أحدهم فَصلَهُ عن الكهرباء.
-يا إلهي.. أنهُ مفصول، ماذا أفعل؟ علي الصعود للأعلى.

وردة المافيا الدموية /Bloody Mafia Rose حيث تعيش القصص. اكتشف الآن