part 8

25 6 0
                                    

دخل بعدها للكوخ يجلس في احد الاركان ولا طاقة لديه ليشرح ما حصل بالأمس او ليعتذر من تلك التي اقفلت باب غرفتها مُنذ دخلتها مرت ساعه ساعتين وربما اكثر حتى قرر اخيراً هجر الكوخ لا حق له بالبقاء هنا وان كان قد استقر فيه لأعوام .

غادر الى الينبوع مقرراً البقاء هناك إلى أجل غير مُسمى منذ جلس على الصخره يزفر انفاسه بضيق لماذا صرخ عليها هي بلا ذنب أمامه .

سوكجين: لرُبما كان الأفضل ان أذهب من البدايه انا فقط ارتكبت الحماقات ثم رحلت .

يضع يده على خده بصمت يستمع لصوت خرير الماء الهدوء يحتل كل شيء حوله الا عقله يدرك تماماً ان الذنب ذنبه حين لم يتدرب جيدا اغلق عينيه يحاول التخاطر مع رفاقه لكن لم يستطيع زفر انفاسه بضيق كرر الأمر مره بعد مره حتى فقد الأمل تماماً في كون هناك حراس غيره ،هل يُعقل أنه الأخير .

رفض في قرارة نفسه التصديق لا يُعقل ان جميع الحراس قد اختفوا هكذا فحسب !

مر أسبوعين تماماً يتدرب خلالهما يحسن مهارته في التحليق والقتال في الصباح وحين تغرُب الشمس يحرُس القريه لم يجرو على الذهاب إلى كوخ ليا مُنذ الشجار .

لأول مره منذ الشجار يراها تسير في طرقات القريه الفارغه، الغيوم بالفعل تملئ السماء ويبدو ان المطر قريب نزل يتبع خطاها .

ليا :هل ستبقى خلفي هكذا دون كلام سيد كيم .

سوكجين :انا لم أصدر اي صوت كيف عرفتي ؟

ليا : حسناً لا احد سيخرج في مثل هذا الطقس سواء المجانين ،ويمكنني الشعور بك على أي حال .

سوكجين :اذا هل نحن مجانين ؟

ليا :لا شأن لي بك انا اتحدث عن نفسي .

سوكجين : الا تُرديين رؤيتي ليا انا خلفك لكن لازلتِ تُديرين ظهركِ لي .

ليا : أنت من ادرت ظهركَ ورحلت كيف تلقي اللوم علي أذن ؟

سوكجين : هل هذا سبب غضبك الوحيد ؟

ليا : ليس كأنّي ابكي شوقاً لرؤيتك لكن البقاء في امسيات الشتاء لوحدي مُمل جداً .

سوكجين : هل انا مُهرج او مهرجان مثلاً !

ليا : أنتَ أحمق لا عليك أنسى الموضوع .

سوكجين : أنا الأحمق؟ النقاش في منتصف الطُرق مع شخص غير مرئي الا لكِ الا تبدو هذه الحماقه بعينها .

استدارت ليا تنظر له وابتسامه شريره نمت على ثغرها تقترب منه لتثبت اصبعها على صدره .

ليا : الأحمق من يهجر منزله دون ان يتحدث مع من يسكن معه في نفس المنزل اللعين .

سوكجين :هل هذا عتاب ؟

ليا : العتاب يكون بين الاحباب او الاصدقاء ليس بين المجانين .

امسك اصبعها ورفعه إلى ثغره يترُك قُبله عليه لترتخي ملامح الاخرى تجاهد عدم ظهور الابتسامه على ثغرها .

سوكجين :انا أعتذر عن ذهابي دون القول وعن الصراخ عليكي دون ذنب انا مُخطئ .

افلت اصبعها لتقترب اكثر منه وتشُد أذنه رغم فرق الطول بينهما ،كتف سوكجين يديه يُقلب عينيه .

ليا :عليك ان تكون أكثر حذراً اجاشي لا يروق لي ان تُدير ظهرك وترحل .

سوكجين :لا تقولي أنكِ إشتقتِ للشجار معي .

ليا : رُبما او رُبما اشتقت ان أُبرحك ضرباً عندما تُزعجني هذا أقرب بالفعل .

سوكجين : أعدك سأعود لنتشاجر لكن الان وللوقت الراهن لا يُمكنني العوده .

افلت يدها بلُطف عن أذنه وقربها إليه يترُك قبله على جبينها احمرار خديها كان لطيف جدا لم يكن سيظهر لسوكجين في مثل هكذا ظلام الا ان ضوء رفيقه القَمر كان في صالحه، ابتسم لها .

سوكجين : الآن عودي للكوخ قبل ان تُمطر وتمرضي ، تُصبحين على خير عزيزتي ليا .

هو اعتذر وقبل جبينها دون اي خطه منه هو فقط فعل هذا حالما نظر لها هو لن يُنكر ان لا أحد مُزعج بقدرها له لكن هي تؤنس وحدته.

عادت إلى الكوخ وهي بالكاد تمنع نفسها من البكاء لماذا يجعل الأمر صعباً هكذا بل يجعله شبه مُستحيل .

ليا : تروق لـي سوكجين بطريقه لا تروق لـي ولا تُشعرني براحه .

مسحت دموعها لتُغادر لمكان أبعد من كوخها بقليل ثم ترفض التحرُك اكثر تعود بخطئ بطيئه للكوخ وتجلس على الشُرفه تنظُر للغيوم المُتفرقه للنجوم الباهته والبدر أيضآ ،كيف ستُخبره الحقيقه يا تُرى ؟

دخلت مع بداية هطول المطر لغرفتها لتتذكر قُبلة سوكجين الدافئه على جبينها وتخلُد للنوم لتبدأ الكوابيس تُلاحقُها تفتح عينيها بصدمه عندما رأت ظل يُحلق قُربها والملكه تنظُر لها بحده .

يُتبع...

Good Night Darling.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن