١٢ | إرثُ الظِّلال

59 17 6
                                    

~~~

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

~~~

شعرت بالدم يتجمد في عروقي، وكنت مستعدة لإرسال سهمي لولا تراجعي في آخر لحظة، حينما وطأت عيناي السيف اللامع الذي استقر أمام وجهي ولا تفصلنا سوى إنشاتٍ قليلة؛ فعرفت صاحبه سلفًا، كان أبيل.

- لقد أفزعتني! كاد قلبي يقع أرضًا.

أخرجت نفس راحة طويل وأنا أنزل سلاحي وأحاول جعل ضربات قلبي المضطربة تهدأ، وهو بدوره عاد ليبعد سيفه الحاد إلى جانبه. نظر حوله متفحصًا قبل أن يثبت عيناه علي ويتحدث بهمس:
- ماذا حدث معكِ، وأين البقية؟

- قفزت إلى الأرض بعد انتهاء الحبل، لكنني لم أصادف أحدًا، أنا أدور في المكان ذاته منذ مدة، لا أعرف لما.

- إنه وهم المتاهة، تم صناعته لكي لا يجد أحد المدخل.

- لكن…

وضع سبابته فوق شفتيه وسحبني من يدي بسرعة، جثمنا خلف أحد الصخور نتكتم على أنفاسنا حتى بات حفيف رفرفتها وصرخاتها المرعبة أقرب، اخترقت أجنحتها الضخمة حاجز الضباب بسرعة هائلة، ثلاثة وحوش حطت على الأرض واقتربت من الجدار الصخري المقابل لنا، والمفاجأة!

انزلقت صخوره إلى الجانبين في شكل أنياب حادة، كاشفةً اللثام عن مكان أشد ظلمة دلفوه بعد قليل.

- هل سنذهب…

كمم فمي بكفه حالما تكلمت وعلى عينيه نظرة معاتبة، ويبدو أن أحدها استشعر وجودنا فتوقف عن التقدم، ثم استدار نحونا بنصف جثته. أعطيت أبيل نظرات تبوح بالأسف فأبعد يده عني وأعادها إلى قبضة سيفه، وأنا بدوري سحبت سهمي مصوبة على جسده من نقطة الظل التي نشغرها؛ منتظرة حركته التالية. ومن حسن حظنا عاد وأكمل طريقه، واسترجع الجدار شكله الأولي من بعدهم.

ارتخى كتفاي وزال تصلب جسدي، ثم نظرت إلى أبيل وقلت معتذرة:
- آسفة، تهوري كاد يودي بنا.

- تأكدي من عدم تكرار ما حدث.

وقفنا بنفس المكان الذي مروا من خلاله قبل ثوان ولا أثر لوجود بوابة، تلمس أبيل الجدار برفق، وما لبث إلا وصار دفعه له أعنف شيئًا فشيئًا، وانتهت محاولاته بركلة حانقة عليه لم تجلب سوى الألم لقدمه.

قرية التفاح الأخضرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن