١٣ | انهيار

64 17 4
                                    

~~~

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

~~~

التفَّ الدخان الأسود حولنا وأدركنا المطارد بهيئته المفترسة، عاد أبيل ليسقِط علي نفس النظرات ثم أفلتني ودخل في مواجهة شرسة مع الأخير، ولم يلبث طويلاً إلاَّ وأرداه قتيلاً عندما شق جمتمته بواسطة سيفه.

ما كدنا نصبوا أبواب النصر إلا وتلاشت، وعاد الدخان  الأسود يتكاثف على مرأى منا، وتجسد في هيئة وحش، لم يكن أية وحش، إنما الزعيم.

بسلاحٍ فتاك تمثل في جناحين هائلين يكتسيان بأشواكٍ كشفراتٍ حادة، وبحجم تفوَّق على الآخرين بأضعاف، كان طوله يلامس السقف الحجري الشاهق، وعينيه الملتهبة حملت شرارات قوة رهيبة.

- أبيل! اذهب، يستحيل علينا التغلب عليه، سألهيه بسهامي عن اللحاق بك!

مددت يدي إلى إلى حقيبة السهام خاصتي، لكن المشاكل تأتي تباعًا، امتلكت سهمًا واحدًا لا غير، فقد أسرفت في استخدامها سابقًا، الآن، كل ما أمتلكه هو السيف.

- لن أذهب، سأقاتله.

- لكن…

لم يستمع لاعتراضي، وركض مشهرًا سيفه بوجهه، لكن هذا الشيء الضخم لم يكن مثل ذوي جنسه، فقد أفلح في صد كل الهجمات بدهاء، حيث استخدم جناحيه كدرع له، وحركات أبيل الرشيقة لم تأتي بالنتيجة المرجوة.

ضربه للسقف والجدران إثر تحركاته الهمجية ودفاعاته جعل صخورًا ضخمة تتهاطل فوقنا كالمطر، وكنت محظوظة كونها لم تصادفني في طريقها، وإلا لكانت عظامي تهشمت.

سقط أبيل على ركبة واحدة واستند بثقله على سيفه لاهثًا، جميع محاولته نقصتها الفعالية مع خصم حفظ تحركاته وكأنه على علمٍ مسبقٍ بها، لن يصمد أكثر.

- أبيل!

صرخت بأعلى صوتي حينما استقبل ضربة قوية من جناح الوحش على ساقه، افترش الأرض متألمًا وتدفقت دماء غزيرة من جرحه، تراقصت مقلتاي فوق هيئة المنتصر وأنا أراه يقترب منه بخطوات وئيدة، هل سنكون وجبة دسمة له مثلما قال تابعه؟ مستحيل!

نفذت السهام، ولا أقوى الحركة لمتابعة ما بدأه أبيل، ربما علي تجربة آخر طريقة، علها تنجح معي.

قرية التفاح الأخضرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن