3
___________"كانَ يومًا مُهلِك مينهو"
هوَ يتجنُب إخبارِه عمَّ دارَ بينُهُ وبينَ الطبيبَ، فقطَ يحتضنهُ بهدوءلقد أتَى لِصطِحَابِ جُونقان مِن المَشفى، فلمَ يتمكَنَ والِدُ جُونقان مِن إيصالِه إلى المَنزِل؛ بِسببِ مرِضِهِ المُستمِر، لِذا أتى إليهِ بالدراجةٍ النارية، وذُهلَ ما إنَ رَأى وجهُهُ المُحمَر فورَ أنَ إقتربَ مِنه
"سوَف تقومُ بإخباري بالمنزِل"
يمسُكُ بفكِه لرويةٍ تعابيرِهِ الباكيةسيقتربُ نحوَ الثلاثةٍ أعوامَ مُنذِ أن أصبحَ صديقًا لجُونقان، لِذا هوَ أصبحَ يعلمُ جيدَ بكونُهُ لا يُصبِحُ هكذا، مُحمرُ الوجهِ، و البُكاء بِلا أسبابٍ تُذكر
هوَ يتجنَب إخبارَ أصدقائهِ عمَّ يحدُثُ معُهُ، بالمنزِلِ، أو حتَى في أثناء دراستِه، لم يكُن يُخبرُ أحدًا مِن عائلتِه مالذِي يحصُلُ إليهِ مِن كوارِث، يُفضِلُ الصمتَ وأن يبقىَ كاتِمًا ما فِي قلبِه، حتَى أصبحَ يصعُبُ عليِه التعبيرَ
"لنَ تسمَحَ والدتِي بأذهابِي إليك، أنتَ تعلمَ"
يتحدثُ بنبرةٍ مهزولة، لمَ يكُن الأمرُ بالكامِل يعُودِ إلى حُرصِها إليه، ولكِنها تمنعُهُ مِن الخُروجِ لوحدِهِ دومًاهوَ فِي الحقيقةٍ لم يبكِ بداخِل أحضان مينهو، ذلِك ماكانَ يعتقدُه الطبيبَ من رؤيتِه إليهم خارجِ النافذة، يمقُتُ أن يبكِ أمامَ شخصٍ ما، سِوى بكائهِ الغير مُتحمَلَ أمامُ الطبيب
فإنسكاب القهوةٍ الساخِنة فوقَ جسدِه، الإخطا بإعطاء الدواء الصحيح، مرضُ والدِه، والصُراخُ الموجههُ إليهِ مِن الطبيب، و سلبُ دراجتِهِ مِنه
جميعُ تِلك التراكُماتِ مِن الأسباب، هيِ ما تؤدي إلى بكاءٍ مفاجئّ، فِي يومٍ مفاجئّ
"إصعد، أخبرتنِي والِدتِكَ أن أقودُ بِك"
يقومُ بتركيبِ الخوذة فوقَ رأسِه، بعد أن ركبَ فوق الدراجةٍ النارية الخاصة بجونقان أثناء هتافِه بصوتِ عالٍ لجونقان بصعُودو لتوهِ فقط أدركَ جُونقانَ وجُودُ دراجتِهِ النارية، فمُنذ أن أتى مينهو ضلَ بداخِلِ أحضانِه ساكِنًا
"كيفَ تمكنتَ من أخذِها مِن والدتِي!"
أردفَ بِحماسهَ ظاهرةٌ مِن صوتِه، وتِلكَ الحماسة ما إن إنتشلَ الخوذةُ بِسعادة"أخبرَتُهُمَ بأنَ سِيارتٍي تَحَطّمت"
قامَ بإيقافِ سيارتِه بالقُرب مِن منزلِهم، وأخذَ دراجة جُونقان كعذرٌ لإقلالِه"أنتَ الأفضل مينهو! تعلمُ ذلِكَ صحيح"
يقومُ بتركيبِ الخُوذةٍ الاخرى، فلقدَ تَمَ منعِهِ مِن والدتِهِ مِن قيادتيِها، ونهبٍ المفاتِيح الخاصة بِهِ، وأصبحَ والدُهُ منَ يقومُ بإيصَالِهِ إلىَ المشفَىَ