وقفت هذه الشقراء أمام هذا المكان القديم الذي يحوي بداخله العديد من المباني الصغيرة لتقول محدثة نفسها وهي تزيل نظارتها الشمسية:
متقلقيش يا "غالية" أنا هوصل ل "عُمير" وهعرفه بالوصية .ذهب "عُمير" لذلك المطعم الذي يعمل به "محمد" قال لأحد العاملين هناك:
ممكن أقابل الشيف "محمد فاخر" ؟ليجيب الآخر:
والله يا فندم ده وقت شغل ، بس هقوله حاضر.أومأ "عُمير" بتفهم وقال:
قوله بس "عُمير" صاحبك برا .وبعد مرور دقائق خرج "محمد" الذي ارتدي قبعة الشيف وذلك الزي الأبيض والقفازات السوداء ، ابتسم لصديقه وقال بحماس:
دكتور "عُمير" بنفسه عندنا ، ده المكان طلع قلوب حمراء والله من السعادة .ابتسم "عُمير" باصطناع ليقول:
طيب يا خفيف غيّر يلا وتعالى معايا .تعجب "محمد" ليقول:
عروسة تانية ولا ايه ؟ مش قولتلي قريت فاتحة أبلة "مريم" خلاص .حمحم "عُمير" وقال :
بص يا "حمو" الجوازة واقفة علي حاجة صغيرة كده .قال "محمد" باهتمام:
ايه هي؟بدأ "عُمير" في التردد ثم قال:
اعتذار .بعدم فهم قال "محمد":
ازاي يعني مش فاهم .ابتسم "عُمير" وقال ببلاهة:
تخيل الجوازة واقفة علي اعتذارك من "أبو مريم" ، ياااه الحمد لله متيسرة .رفع "محمد" حاجبه وقال بضيق:
نعم يا سكر ، ده بعينه .اقترب منه "عُمير" ليخفض صوته قائلاً:
أهدي بس يا شيف ، ده كلمة واحدة ولا كلمتين ، آسف يا عمي وخلصنا .ضحك "محمد" ساخراً وقال بغرور:
عارف قفاك ؟تعجب"عُمير" وقال:
اه !جلس ليتابع بثقة:
لما تشوفه بقي هبقي اعتذر .وفي غرفة معيشة "طارق العو" جلس "محمد" بأدب وقال:
أنا آسف يا حجوج علي قلة أدبي اللي حصلت المرة اللي فاتت ، بس أعذرني يعني صاحبي ولازم أقف جنبه .ليرفع "طارق" قدم فوق الأخري وقال بتكبر:
لا مش عجباني النبرة دي ، أتأسف بطريقة تانية كده .عضّ "محمد" علي شفتاه وهو ينظر ل "طارق" بحدة وغضب ليُمسك به "عُمير" الذي همس:
عشان أخوك بقي خلاص ، حبيبي يا "حمو" زُق الجوازة معايا .زفر "محمد" ليبتسم رغماً عنه قائلاً:
حقك علي راسي يا "أبو مريم" أنت في مقام الحج الله يرحمه بردو.نظر له "طارق" بتركيز وهو يحك في ذقنه وقال:
لا مش حلوة .قال "محمد" بضيق:
أقولك ايه هي الحلوة ولا تزعلش ؟نكزه "عُمير" ليقول "طارق" بغضب:
قول كده وأنا أعلقك هنا .ليهمس له "عُمير" مرة أخري قائلاً:
أنا عند اتفاقي يا "حمو" ، مشي الليلة بقي كلمتين عشان خاطر أخوك.