« الفصل الخامس »

2.4K 134 29
                                    

ليصرخ "محمد" من بين هذه الضجة ويقول:
بــــااااس ، اسكتوا شوية .

انتبه له الجميع ليتابع:
أحنا مش السباكين ، الراجل ده جي يتجوز بنتكم .

التفتت له "مريم" لتقول بصدمة :
دكتور "عُمير" ؟!

ليقول والدها باستيعاب وغضب:
دكتور مين يابت ؟ أنت مين يلاا؟

قالها وهو يمسك بقميص "عُمير" ، ارتجف جسد "عُمير" في يد هذا الرجل ، ليزفر "محمد" الذي اقترب من الرجل وقال بانزعاج ونفاذ صبر:
نزل ايدك كده يا حج ، أنت راجل كُبارة مش عايز أصغرك وسط بيتك.

سحبه "عُمير" وهو يهمس في أذنه بترجي:
أنت بتعمل ايه هتبوظ الدنيا ، أهدي عشان خاطري .

ليرفع "محمد" صوته أكتر ثم قال:
ده مفكرنا هفأ يا "عمور" سيبني عليهم دول عالم شلق شبهي .

ثم توجه بنظرة إلى "طارق" وقال بحدة:
بنقولك الراجل ده جاي يطلب ايد بنتك ، ايه التهزيق ده بقي يا حجوج ؟

قطب الرجل حاجبيه ليفهم ثم قال بعد أن ابتسم فجأة:
ااه ، لمؤاخذة يابني الأمور دخلت في بعضها.

ثم نظر للسيدات بحدة وقال صارخاً:
جوا يابت أنتِ وهي ، واعملي حاجة للرجالة يشربوها يا "أم حنان" .

ثم وضع يده علي ظهر "عُمير" وقال مرحباً:
متأخذنيش يابني ، اتفضل يا دكتور اتفضل .

عدل "محمد" من ياقة قميصه وابتسم بغرور ثم مال نحو "عُمير" وقال هامساً:
مش قولتلك عالم شلق .

كان "عُمير" مصدوم مما حدث ، لم تكن هذه الصورة التي رسمها لعائلتها ، ظنهم أسرة هادئة ولطيفة مثلها ، كان يقنع نفسه أن هذا حال جميع العائلات وهو مجرد سوء تفاهم ليس أكثر.

جلس في غرفة المعيشة و"محمد" جواره ، ليحمحم بتوتر وقال:
أنا آسف ياعمي ، عارف إني جيت من غير معاد ، بس قولت نتكلم كده ونتفق الأول وبعدين أجيب الحج والحجة .

لتأتي "شاهندا" التي وضعت هذا المشروب البارد علي الطاولة وقالت مبتسمة:
معلش أخذونا البيت مكركب شوية ، بس نورتونا والله .

أومأ "عُمير" بابتسامة وقال :
لا حضرتك طبعاً ولا يهمك .

وقبل أن يُنهي جملته صدر صوت غريب من "محمد" الذي كان يرتشف العصير بطريقة بشعة ، نظر إليه الجميع بتعجب ، ولكنه عندما انتبه لهم قال بقليل من الخجل:
تسلم ايدك يا حجة العصير رطب على قلبي.

نكزه "عُمير" ليعتدل من جلسته ويترك الكوب بأدب ، ثم تابع "عُمير" :
أنا "عُمير باشا غريب" ، دكتور ...

وقبل أن يُكمل جملته قاطعته "شاهندا" قائلة بلهفة وإعجاب:
ما شاء الله دكتور ، والنبي يابني ضهري ما بينيمني الليل ، هتكشف عليا ببلاش بقي ما أنا هبقي حماتك إن شاء الله.

وصية غالية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن