« الفصل الثاني عشر »

1.3K 93 40
                                    

حدق بها بذهول ثم ضغط على أسنانه بغضب ، أمسك بذراعها فجأة وقام بلفه مما جعلها تتألم وهي تقاوم قبضته ليقول:
ده أنتِ مش متربية ولسانك عايز قطعه بقى .

لتأتي يد قوية نزعت يده بعيداً عنها ثم قال بنبرة جادة صارمة:
أنت اللي نسيت تسأل على "عُمير باشا".

ثم لكمه بقوة ليسقط أرضاً ولم ينطق .

صرخت "مريم" بفزع لتقول مرتجفة:
مات ؟

حدق "عُمير" بصدمة ولم ينطق ، شعر برعشة وبرودة في أنامله وتصبب العرق من جبينه ، جاءت "شاهندا" راكضة لتقول بصراخ وبكاء:
قتلته يا "عُمير" ؟

بينما "حنان" وقفت مفزوعة لم تتحرك ، بدأت "شاهندا" تضرب "جلال" على وجهه بقوة وتحركه بعشوائية حتى بدأ يفتح عينيه تدريجياً زفرت بتعب وهي تبكي لتقول:
قلبي كان هيقف يابني حرام عليك.

تحركت "مريم" نحوه وقالت:
"جلال" .

ولكن يد "عُمير" منعتها قبل الوصول له ، جذبها للخلف وظل ينظر ل "جلال" الذي بدأ يستعيد وعيه ثم قال بحدة وسخرية أخفي خلفها رجفته:
بقى بوكس يعمل فيك كده ؟ بس ياريت يعلم في دماغك قبل وشك ، وتعرف إن أي حد تبعي خط أحمر.

ثم قال وهو مازال ينظر ل "جلال":
هاتي شنطتك يا "مريم" .

نظرت له متعجبة من بين بكائها وقالت:
ايه؟

صرخ غاضباً:
يلا يا "مريم" .

اهتزت لصوته وأسرعت نحو غرفتها وأحضرت حقيبتها ، لتقول "شاهندا" بغضب وهي تبكي:
أنت ضربته وكنت هتموته وكمان هتاخدها معاك ، أنت مش طبيعي ، "مريم" مش هتروح معاك في حتة .

نظر إليها "عُمير" بثبات وبدون أي تعبير ثم قال بهدوء حاد:
أنا هاخد مراتي وأروح أحسن علشان المشاكل متكبرش ، بس أنا ليا كلام تاني مع راجل البيت .

ثم نظر ل "مريم" وقال بحدة:
يـــلا .

نظر جواره ليجد "يونس" الصغير يقف ملتصقاً بالحائط والذعر علي وجهه ، توجه نحو ثم مدّ يده وقال :
يلا يا "يونس" .

ألقى "يونس" نظرة خائفة على والده ، ثم ركض نحو "مريم" وتشبث بثيابها خوفاً ، نفت "مريم" برأسها وهي تبكي وتنظر ل "عُمير" وكأنها تخبره أن ما فعله أصاب ابنه بالذعر وأخافه ، مالت بجسدها ثم ضمت "يونس" وأمسكت بيده وخرجت من الباب متوجهة نحو السيارة.

سار "عُمير" بحزن نحو الباب ثم استدار وقال ل "حنان" بانكسار وهدوء:
أبقى قولي لعمي "طارق" إني أخدت "مريم" وهبقى أجي أتكلم معاه .

رمقته بغضب وحزن ولم تعلق ليلقي نظرة على "جلال" الذي اعتدل ليرتوي بالماء الذي أحضرته "شاهندا" ولم يدرك بعد ما حدث .

سار حتى سيارته ، كانت "مريم" تضم "يونس" بين ذراعيها وهي تبكي في صمت ، بينما "يونس" يحتمي بها خوفاً وهو يتفادى النظر لوالده ، تحركت السيارة حيث المنزل في صمت .

وصية غالية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن