حدق بها بذهول ثم ضغط على أسنانه بغضب ، أمسك بذراعها فجأة وقام بلفه مما جعلها تتألم وهي تقاوم قبضته ليقول:
ده أنتِ مش متربية ولسانك عايز قطعه بقى .لتأتي يد قوية نزعت يده بعيداً عنها ثم قال بنبرة جادة صارمة:
أنت اللي نسيت تسأل على "عُمير باشا".ثم لكمه بقوة ليسقط أرضاً ولم ينطق .
صرخت "مريم" بفزع لتقول مرتجفة:
مات ؟حدق "عُمير" بصدمة ولم ينطق ، شعر برعشة وبرودة في أنامله وتصبب العرق من جبينه ، جاءت "شاهندا" راكضة لتقول بصراخ وبكاء:
قتلته يا "عُمير" ؟بينما "حنان" وقفت مفزوعة لم تتحرك ، بدأت "شاهندا" تضرب "جلال" على وجهه بقوة وتحركه بعشوائية حتى بدأ يفتح عينيه تدريجياً زفرت بتعب وهي تبكي لتقول:
قلبي كان هيقف يابني حرام عليك.تحركت "مريم" نحوه وقالت:
"جلال" .ولكن يد "عُمير" منعتها قبل الوصول له ، جذبها للخلف وظل ينظر ل "جلال" الذي بدأ يستعيد وعيه ثم قال بحدة وسخرية أخفي خلفها رجفته:
بقى بوكس يعمل فيك كده ؟ بس ياريت يعلم في دماغك قبل وشك ، وتعرف إن أي حد تبعي خط أحمر.ثم قال وهو مازال ينظر ل "جلال":
هاتي شنطتك يا "مريم" .نظرت له متعجبة من بين بكائها وقالت:
ايه؟صرخ غاضباً:
يلا يا "مريم" .اهتزت لصوته وأسرعت نحو غرفتها وأحضرت حقيبتها ، لتقول "شاهندا" بغضب وهي تبكي:
أنت ضربته وكنت هتموته وكمان هتاخدها معاك ، أنت مش طبيعي ، "مريم" مش هتروح معاك في حتة .نظر إليها "عُمير" بثبات وبدون أي تعبير ثم قال بهدوء حاد:
أنا هاخد مراتي وأروح أحسن علشان المشاكل متكبرش ، بس أنا ليا كلام تاني مع راجل البيت .ثم نظر ل "مريم" وقال بحدة:
يـــلا .نظر جواره ليجد "يونس" الصغير يقف ملتصقاً بالحائط والذعر علي وجهه ، توجه نحو ثم مدّ يده وقال :
يلا يا "يونس" .ألقى "يونس" نظرة خائفة على والده ، ثم ركض نحو "مريم" وتشبث بثيابها خوفاً ، نفت "مريم" برأسها وهي تبكي وتنظر ل "عُمير" وكأنها تخبره أن ما فعله أصاب ابنه بالذعر وأخافه ، مالت بجسدها ثم ضمت "يونس" وأمسكت بيده وخرجت من الباب متوجهة نحو السيارة.
سار "عُمير" بحزن نحو الباب ثم استدار وقال ل "حنان" بانكسار وهدوء:
أبقى قولي لعمي "طارق" إني أخدت "مريم" وهبقى أجي أتكلم معاه .رمقته بغضب وحزن ولم تعلق ليلقي نظرة على "جلال" الذي اعتدل ليرتوي بالماء الذي أحضرته "شاهندا" ولم يدرك بعد ما حدث .
سار حتى سيارته ، كانت "مريم" تضم "يونس" بين ذراعيها وهي تبكي في صمت ، بينما "يونس" يحتمي بها خوفاً وهو يتفادى النظر لوالده ، تحركت السيارة حيث المنزل في صمت .