« الفصل الرابع »

2.4K 130 12
                                    

كان يفرك كفيه وهي تتساءل لماذا لا يأخذ ابنه ويرحل ، ليقول:
علي كده عندك كام سنة؟

قطبت حاجبيها وقالت:
ده هيفرق مع حضرتك في حاجه ؟!

ليقول "يونس" بخبث وبراءة:
بابا هيتجوزك يا مس .

خجلت ملامحها كثيراً وهي تنظر إلى "يونس" بعدم استيعاب ، بينما "عُمير" شعر بانكشاف مشاعره ونيته ، أمسك "يونس" من كتفه وهو يضغط قليلاً ثم قال وهو يضحك ببلاهة ليتغلب على إحراجه:
أحباب الله ، بيهزر طبعاً.

ثم قال لابنه بحدة ولكنه أخفتها بابتسامة :
ايه يا حبيبي العسل ده ، ممكن نسكت شويه ونبطل استعباط الطفولة ده .

توترت "مريم" ولم تنطق ، لتقول وهو تتحاشى النظر إليه:
أنا همشي عن إذنك ، وياريت تخلي بالك من "نورسين" لحد ما حد يجي يستلمها .

قالت جملتها وغادرت مسرعة ، كانت تهرول من التوتر ، لا تدري ما الذي كان يجب عليها فعله ، فسماعها لما قاله "يونس" أربكها .

أتي والد "نورسين" وأخذها معه ، ليتوجه "عُمير" إلى سيارته وهو منزعج ، جلس ليقول :
ده أنا هعمل من وشك فوط مطبخ يا أبو لسان فالت أنت ، حبكت يا أخويا تتكلم دلوقتي ، اصبر عليا بس .

ليقول "يونس" وهو يرفع كتفيه بقلة حيلة وبراءة مصطنعة :
أنا معملتش حاجه يا بابا .

ابتسم "عُمير" بقهر وقال وهو يبدأ بقيادة السيارة:
أيوه شغلي اسطوانة البراءة دي ، أنت ابني يلاا أنا عارف ألاعيبك .

ثم قال بعد أن تذكر :
خالك "نوح" هيقابلنا وتروح تقعد مع جدتك يومين ، ده أنت ربنا نجدك من أيدي والله .

ضحك "يونس" بخباثة وقال بانتصار:
مش هتعرف تضربني .

أومأ "عُمير" بتوعد وانتبه لقيادته ولكن تفكيره انشغل بردة فعلها ، هل انزعجت مما حدث؟ هل ستتجنبه أكثر ؟ وهل من الممكن أن توافق على الزواج منه يوماً ؟ أم أنها تراه هذا الرجل الكبير والد أحد الأطفال في عملها ؟ في الحقيقة تبدو صغيرة للغاية علي الزواج من رجل في عمره؟

وقف بسيارته الصغيرة الحمراء أمام هذه السيارة الفخمة السوداء ، ليخرج منها شاب في أواخر العشرينيات بملابس مهندمة وجميلة ، فتح ذراعيه ليركض إليه "يونس" الذي قال بسعادة :
خالو "نوح" .

التقطه "نوح" بفرحة وقال وهو يحمله :
حبيب خالو وحشتني أوي يا "يونس" .

استشاطت هذه الكلمات غضب "عُمير" وكأنه لا يريد أن يحب ابنه أحداً غيره ، وبالأخص عائلة زوجته ، فهو يعلم أنهم في أي لحظة أو أي خطأ صغير له سيأخذون حفيدهم .

انتبه "نوح" لوجود "عُمير" أخيراً ليقول:
"عمور" ازيك يا دكتور وحشني والله.

قال جملته ليعانقه مبتسماً ، ابتسم "عُمير" بخفة وقال:
وأنت أكتر يا باشمهندس.

وصية غالية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن