« الفصل الخامس عشر »

1.1K 83 1
                                    

طُرِق الباب لينهض "عُمير" وهو ينظر ل "مريم" بتهديد ويتمتم بغضب قائلاً :
والله لأوريكي .

فتح الباب ليجد هذا الوجه السمج أمامه ، كان "نوح" ، زفر بضيق و قال بانزعاج:
استغفر الله العظيم يارب ، اليوم لو قفل حلو في مرة هيحصلي حاجة .

وقبل أن ينطق "نوح" صمت ليستمع إلى نواح "سناء" الذي ازداد لتقول:
قولتله يابني ده طفل والحلويات الكتير اللي بتجيبهاله دي غلط على صحته ، يقولي سبيه يدلع يا أمي ، أهو جاله السكر .

حدق "نوح" بصدمة وهو ينظر إلى "عُمير" الذي التصق بالباب أكثر وكأنه بذلك سيمنع "نوح" من الدخول ، قال "نوح" بتلعثم :
مين ده اللي جاله السكر ؟

ابتلع "عُمير" ريقه وقال بتوتر:
م .. معرفش .

زادت حدة "نوح" وصدمته وقال بغضب:
مين ده يا "عُمير" ؟ "يونس" جاله السكر ؟

لم ينطق "عُمير" فقط اكتفى بالنظر إلى "نوح" الغاضب بثبات ، كان الآخر ينتظر إجابة "عُمير" ولكنه عجز عن ذلك ، نفذ صبره ليزفر بقوة وهو يقترب ليصطدم بجسد "عُمير" الذي حال بينه وبين دخوله ، وقال بغضب وصراخ:
أوعى من قدامي أنا عايز ابن أختي.

حاول "عُمير" غلق الباب بأقصى قوته ولكن "نوح" لم يستسلم بسهولة فقد دفع الباب بقوته حتى فُتِح بأكمله واندفع "عُمير" للخلف من أثر دفعته .

نهضت "مريم" مفزوعة مما يحدث ليركض "يونس" نحوها بخوف ضمته برجفة ، أما عن "سناء" فبدأت بالصراخ والنواح ، ولكن "نوح" بغضبه لم يتوقف بل حاول اقتحام المنزل وأخذ "يونس" ، وقف "عُمير" أمامه ليمنعه ولكنه وضع ذراعيه جانباً ، لم يرد ضربه ، لاحظت "مريم" هذا ، ولكن "نوح" كان يدفعه في صدره بقوة وجفاء ، و"عُمير" ثابت كلما شعر أنه يريد ضرب "نوح" أو دفعه عاد بذراعيه للخلف أكثر.

تعالت صرخات "يونس" وبكاء "سناء" وغضب "نوح" وصراخه ، وعندما سئم من منع "عُمير" له قام بلكمه بقوة في وجهه ، لتتوقف الأنفاس والأصوات لحظات ، أمسك "عُمير" بوجنته التي تألمت بشدة من هذا ، ترقب الجميع هجومه على "نوح" ولكنه ضغط على أسنانه بألم وغضب وقام بدفع "نوح" للوراء قليلاً ليس لضربه بل لإبعاده وقال بصوت منكسر ومتألم يكتم غضبه:
أمشي يا "نوح" ، أنت مش هتاخد ابني ، وأنا مش حابب ايدي تتمد عليك .

ضحك "نوح" بغيظ وسخرية وقال بغضب:
لا مد ايدك عليا كده ، أنا هاخد ابن أختي وامشي يا "عُمير" علشان كفاية كده ، مش هستنى لما تموته .

شعر "عُمير" بشيء يسيل بجوار فمه ، مسح بإصبعه ليجد دماءه تسيل ، أمسك بطرف قميصه وأزالها بسرعة خشية أن يلحظها "يونس" ، ثم قال بقلة حيلة وتعب:
أنا آخر واحد هيأذيه ، أنا أبوه أفهم بقى ، خوفك عليه لو قيراط فأنا بخاف عليه ٢٤ قيراط ،أنا مستحملش أعيش من غيره ، ولا فاكر إني لما عرفت إنه تعبان كنت عادي ، أنا بحاسب نفسي كل ثانية،  بس ده قضاء ربنا مش بايدي .

وصية غالية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن