طُرِق الباب لينهض "عُمير" وهو ينظر ل "مريم" بتهديد ويتمتم بغضب قائلاً :
والله لأوريكي .فتح الباب ليجد هذا الوجه السمج أمامه ، كان "نوح" ، زفر بضيق و قال بانزعاج:
استغفر الله العظيم يارب ، اليوم لو قفل حلو في مرة هيحصلي حاجة .وقبل أن ينطق "نوح" صمت ليستمع إلى نواح "سناء" الذي ازداد لتقول:
قولتله يابني ده طفل والحلويات الكتير اللي بتجيبهاله دي غلط على صحته ، يقولي سبيه يدلع يا أمي ، أهو جاله السكر .حدق "نوح" بصدمة وهو ينظر إلى "عُمير" الذي التصق بالباب أكثر وكأنه بذلك سيمنع "نوح" من الدخول ، قال "نوح" بتلعثم :
مين ده اللي جاله السكر ؟ابتلع "عُمير" ريقه وقال بتوتر:
م .. معرفش .زادت حدة "نوح" وصدمته وقال بغضب:
مين ده يا "عُمير" ؟ "يونس" جاله السكر ؟لم ينطق "عُمير" فقط اكتفى بالنظر إلى "نوح" الغاضب بثبات ، كان الآخر ينتظر إجابة "عُمير" ولكنه عجز عن ذلك ، نفذ صبره ليزفر بقوة وهو يقترب ليصطدم بجسد "عُمير" الذي حال بينه وبين دخوله ، وقال بغضب وصراخ:
أوعى من قدامي أنا عايز ابن أختي.حاول "عُمير" غلق الباب بأقصى قوته ولكن "نوح" لم يستسلم بسهولة فقد دفع الباب بقوته حتى فُتِح بأكمله واندفع "عُمير" للخلف من أثر دفعته .
نهضت "مريم" مفزوعة مما يحدث ليركض "يونس" نحوها بخوف ضمته برجفة ، أما عن "سناء" فبدأت بالصراخ والنواح ، ولكن "نوح" بغضبه لم يتوقف بل حاول اقتحام المنزل وأخذ "يونس" ، وقف "عُمير" أمامه ليمنعه ولكنه وضع ذراعيه جانباً ، لم يرد ضربه ، لاحظت "مريم" هذا ، ولكن "نوح" كان يدفعه في صدره بقوة وجفاء ، و"عُمير" ثابت كلما شعر أنه يريد ضرب "نوح" أو دفعه عاد بذراعيه للخلف أكثر.
تعالت صرخات "يونس" وبكاء "سناء" وغضب "نوح" وصراخه ، وعندما سئم من منع "عُمير" له قام بلكمه بقوة في وجهه ، لتتوقف الأنفاس والأصوات لحظات ، أمسك "عُمير" بوجنته التي تألمت بشدة من هذا ، ترقب الجميع هجومه على "نوح" ولكنه ضغط على أسنانه بألم وغضب وقام بدفع "نوح" للوراء قليلاً ليس لضربه بل لإبعاده وقال بصوت منكسر ومتألم يكتم غضبه:
أمشي يا "نوح" ، أنت مش هتاخد ابني ، وأنا مش حابب ايدي تتمد عليك .ضحك "نوح" بغيظ وسخرية وقال بغضب:
لا مد ايدك عليا كده ، أنا هاخد ابن أختي وامشي يا "عُمير" علشان كفاية كده ، مش هستنى لما تموته .شعر "عُمير" بشيء يسيل بجوار فمه ، مسح بإصبعه ليجد دماءه تسيل ، أمسك بطرف قميصه وأزالها بسرعة خشية أن يلحظها "يونس" ، ثم قال بقلة حيلة وتعب:
أنا آخر واحد هيأذيه ، أنا أبوه أفهم بقى ، خوفك عليه لو قيراط فأنا بخاف عليه ٢٤ قيراط ،أنا مستحملش أعيش من غيره ، ولا فاكر إني لما عرفت إنه تعبان كنت عادي ، أنا بحاسب نفسي كل ثانية، بس ده قضاء ربنا مش بايدي .