الفصل الأول

983 56 7
                                    

في الصباح الباكر في مدخل أحد شركات التوريدات العمومية...
سارت بخطوات هادئة نحو مدخل الشركة ،مرت منه وتوجهت لمكتب الإستقبال..
- ارغب في استمارة توظيف..
رد عليها الرجل الجالس بهدوء:
- نعتذر، المكان هنا لتوظيف الرجال فقط..
- حسنا ،هل يمكن أن أقابل مديرك؟
رفع الرجل حاجبيه في تعجب وقال
- هل تسمعين ما اقول؟ ،اخبرتك اننا لا نوظف إلا الرجال فقط..
كان صوت الرجل مرتفعا وهو يتحدث لها ،ولكنها حافظت على مظهرها الثابت الهادئ ولم تتغير ملامحها ، رمشت مرتين ثم عادت كلامها كأنها لم تسمعه...
- هل يمكن أن أقابل مديرك؟
وقف الرجل وجسده ينتفض في عصبية و هو يقول
- هل انتِ صماء ؟، اخبرتك....
قاطع حديثه (قاسم) قائلا:
- أحمد !، ماذا يحدث هنا؟، لما الصراخ؟
تنحنح أحمد و اعتدل في وقفته و قال
- سيدي ،تلك الآنسة ترغب في استمارة توظيف و اخبرتها اننا لا نوظف إلا الرجال ومع ذالك تصر على أن تتحدث إليك.
- اذا ولما لم تخبرني بهذا؟
- سيدي نحن نعلم أنك لن توافق..
- من أعطاك صلاحية التحدث بالنيابة عني؟
نظر أحمد للارض ولم ينبث ببنت شفه ، كانت الفتاة لا تزال واقفه كما هي و لم تنظر حتى لقاسم وانما ظلت على هيئتها وتعطيه ظهرها ..
قال قاسم : تفضلي يا آنسة ؛ لنتحدث في المكتب.
التفت ونظرت له بهدوء ثم تقدمت بخطوات ثابتة من خلفه متوجهين للمكتب..
دخلا المكتب وجلس قاسم على كرسيه خلف المكتب ،بينما ظلت هي واقفه مكانها .
نظر لها قاسم، كانت ترتدي فستان اسود طويل من التول ومبطن بقماش اسود يصل لقدمها ويغطي ذراعها بكامل و مغلق الصدر حتى اعلى الرقبة و ترتدي حذاء اسود مغلق و قفازات جلدية سوداء ،تلف شعرها على شكل كعكعه و للصدفة كان شعرها اسود قاطم وجهها ابيض شاحب ،ليس هذا الابيض الفاتن، تضع كحل اسود يظهر عينها السوداء الباردة بشكل يثير الرعب .
تنحنح قاسم واشار بيده نحو الكرسي المقابل للمكتب، فتقدمت بخطوات هادئة و جلست وهي مستقيمة الظهر وتنظر له بملامح باردة خالية من التعبير.
- أحم، حسنا... ما أسمك ؟
- شمس.
- اسم جميل يا آنسة شمس، أخبرني احمد أنكِ ترغبين في استمارة توظيف.
- نعم
- ولكن سياسة شركتي تنص على عمل الرجال فقط..
- لماذا؟
- امممم، السيدات في الغالب مشغولات بالكثير من الأمور ، بالإضافة للحمل و الرضاعه و تربية الأطفال وهذا من الممكن أن يؤثر على عمل الشركة..
- لست متزوجة..
- نعم، ولكن من الممكن أن تتزوجي وفي تلك الحالة...
قاطعته قائلة : لن أتزوج...
رفع قاسم حاحبيه باحراج وابتلع ريقه بصعوبة وقال
- عن أي وظيفة تريدين أن تعملي.
- ترجمة ، سمعت أن الشكرة تبحث منذ فترة عن مترجم للغة البرتغالية و الإسبانية...
- ما مؤهلك الدراسي؟
- بكالوريوس السن.
- كم عمرك؟
- ٢٩ .
- حسنا ... اممممم
- أعلم انك لا توظف إلا الرجال ، تستطيع توظيفي حتى تجد الرجل المناسب ثم سأستقيل وبهذا تحافظ على عملك من التأثر..
نظر لها قاسم لدقيقة ثم شبك اصابع يديه على المكتب في محاولة لتفكير وبعد خمس دقائق كاملة قال
- هل سيكون هذا زيك الدائم ؟
- الاسود هو اللون الوحيد الذي ارتديه منذ وفاة امي ولن استطيع تغيره ولكن شكل الملابس سيتغير كل يوم..
- أنا آسف ، رحمه الله عليها، لا مشكلة، ستكونين تحت التدريب لمدة شهور مدفوع الأجر من بعده سنقرر ماذا سيحدث؟.
- موافقة..
- موعدك غدا الساعة الثامنة صباحا.
وقفت شمس وتوجهت نحو الباب بكل هدوء وغادرت...
اخرج قاسم زفيرا قويا بعد خروجها و هو يقول في نفسه
- تلك الفتاة غريبة، تثير خوفي كثيرا ولكن لا بأس من تجربة العمل معها...
_______________________________

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 10, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

للرجال فقط (قصة أبي الفاضل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن