C290/v40/f5
إنقشعَ الصبحُ الذي أضْناني
وحَلَّ الليلُ الساكِنُ بَعد أمدٍ بدالي بعيد
ألقيتُ جسدي في فراشي أنامُ كما القتيل
بَعد أن اُنتُهِكَت قواي كاملةً هذا اليوم..
وسيدومُ الحال هكذا حتى يتم الأسبوع
فأنا محرومٌ مِن وقتِ راحتيكان هذا اولَ شيءٍ تحرمني منهُ
ليليهِ ضحكاتي
أمني
سَكينتي
ووجهُكوبعدَ نهارٍ تَكلل بالتدريباتِ والعَمل
أقبلَ ليلُ اليومِ الآخر
وانقضى شطراً طويلاً منهُ
وَسكَن عيني الأرَق
فالصبحُ سيتحددُ مصيري..اليسَ الصبحُ بقريب؟اِشتدَ بي السُّهَادُ
ففتحتُ عينيّ يائساً من زيارةِ النومِ لي
وأَقمتُ الغِطاءَ عني أقِفُ مِن على فِراشي
جميعُ العساكرِ يستفرشون الأرضَ نائمين
ودونَ قَصدٍ خُيلَ لي فِراشُ كُلٍ مِنهُم..قبراً يَضُمُهفتحتُ الباب الضخمَ بهدوءٍ أعدو الى الجهةِ الاُخرى
وأعدتُ اغلاقهُ ورائي بذاتِ الهدوءِ والتأنيأمشي على غَيرِ هُدى في ميدانِ المُعسكر
تتدافعُ الأفكارُ في رأسي
ويتزاحم الأسى للجلوسِ في داخلي
وأُرددُ في قلبي كلماتٍ يترددُ صداها منذُ اندلاعِ الحرب
كلما نظرتُ الى أكُفي العِجاف ورأيتُها مُلطخةً بالدماء
انا لَم أقتُل أحداً
أنا لستُ بِقاتِل..رأيتُ مِقعداً خشبياً جانِبَ الساحةِ الشاسِعة
فسعيتُ اليه لأنأى بنفسي في رُكنٍ قصي
ورميتُ ثقل افكاري مع هذا الجسد..على قطعةٍ من خشبصوبتُ انظاري الباهِتة الى القمرِ القديم
أنيسُ الوحيدين
دليلُ التائهين
وجليسُ العاشقينالغيمُ سكّيرٌ يمشي بعشوائيةٍ في حانةِ الليل
والنجمُ يُجاهِدُ على أن يمسس بنورهِ هذا الظلام ويُغيره
ولكنِ اليلُ ايضاً حزين..
وملايينُ مِنَ الأنجُمِ لا تقشعُ هذا السوادَ فيه
الا ان شمساً واحدة قادرة على أن تجعلهُ يُضيءُ ويتوهج
ولا شيءَ بعدها بإمكانهِ أن يُدمسَ وَهجه
الا اختفاءُ شمسِه..وكُلاً ينظرُ لهذا القولِ بِنَظرَةٍ مختلفة
فهناك من يحسبهُ مسألةً كونية فيُمرر القراءة
وهناك من يخطر ببالهِ شخصٌ عزيزسراجُ البدرِ يُقبلُ وجنتي
يُخبرني بأنها ايامٌ ذاهِبات
ولكنها ثِقالٌ يا قمَري
وإن ذهبت فأثرُها باقٍ على وجهي
وفؤادي
وهذهِ الروح
وسائِرَ جسدي المعتلاياماً معدودة واشتقتُ فيها لِعائلتي
صوتُ أبي في المنزل
مسحةُ يدِ أُمي على شعري
حواراتي الحادة مع الفريدو
تضفيرُ شعرِ إميليا القهوائي
واحاديث أماندا العنيدة..
يمكثُ بي شوقٌ مُهيبٌ لجميعِها
إلا أن العودة اليها باتت بعيدةً جِداً..او مُجردُ احتمال
أنت تقرأ
دَيْجُورُ وَطَني
Romanceفي اللحظةِ التي يحْتمي فيها الوطيس ويُغطي المُعْترَكُ جُثَثُ القتلى حينَ تُسمَعُ طبولُ الحربِ تُقرَع و يتطاحنُ الجيشينِ في الوغَى ويتعالى قَتَامُ الحَربِ كشيطانٍ مارِد يبتغي لمسَ السماء فتُسَوِلُ لكَ نَفسَك تجريدَ فؤادِكَ من أيِ مشاعِر للدفاعِ عن...