دَيْجُورُ وَطَني

5-قَتَامُ الحَربْ .

C350/v50/f10

مِن بينِ جميعِ المشاعرِ السيئة
إن الظُلمَ هو أبشعُ ماقد يشعرُ بهِ المرء

يُشعرك باللوعةِ في قلبك
وينشرُ المرضَ في كاملِ جسدك

فتُمسي فاقداً للشهية
لا ليلُك ليلٌ ولا نهارُك نهار
تنامُ لساعاتٍ كثيرة
وتُراوِدُك أحلامٌ سيئة
وعند استيقاظك
لا تُحاوِلُ مُسايرةَ هذا الشعور
بل تسمح لهُ بأن يلتقط دمعَك
ويُلقي بهِ على وجنتيك التي خُلِقَت من طين
فيبتلُ وجهك للحد الذي يجعلُك تشعر بأن بتلةً ذاوية ستنبتُ في أيِ لحظة

لَم أدرِ ما أفعلهُ في لحظتي هذه
لذالك ما تحركتُ مِن ارضي
وظللتُ أنظرُ اليكَ من بعيد
وانت تُساعِدُ عساكِر الاطفاء بأفضلِ ما عندَك
على اخمادِ الحريق الذي لوثَ بِذلتك البيضاءَ بالسُخام

انقلبَ كُلُ شيءٍ رأساً على عَقِب
الجميعُ غاضب والجميعُ في توتُرٍ مِن أمرِه
بعد أن تحولَ الاحتفالُ الوطني لخسائِرَ وطنية

"ماهذا الاستهتارُ رائد جونغكوك الَم تضع الادارةَ الكافية لأقطارِ المُعسكَر!"
سألكَ المُقدِمُ براين بغضبٍ واستياءٍ بادٍ على وجههِ المعقود
صلبتَ طولك مُجيباً بثباتٍ واحترام تُريقُ اعتذاراتك عليه
"أعتذرُ مِنك سيدي..ان هذا يحدثُ لاولِ مرة
وهذا يجعلُنا نأخذُ احتياطاتنا اللازِمة في المراتِ القادمة"

"وما شألني انا إن كانتِ المرةِ الأولى أَمِ المئة؟
إن هذا يشكلُ خطراً فائِقاً!
ماذا إن أصاب أحدُ قادتك مكروهاً هَلِ الوطنُ ينقصهُ خسائِرَ كَتِلك؟"

"اُكررُ إعتذاراتي إني حقاً لآسفٌ ياسيدي اعدُك بأن يتم اصلاحُ الضرر في أقربِ وقتٍ ممكن وسنكونُ أكثر حِرصاً فيما بعد"

"آملُ ذلك"
قالها المقدم براين والتفتَ يعودُ الى باقي القادة يُطمئنهم
مُحاولاً اصلاحَ الأمرِ قدرَ الامكان

اما عنك..
فقد سكنتَ بشكلٍ مريب
مُنزلاً رأسك تنظرُ الى الارض لثوانٍ كانت بطيئة
قبل ان تُميل وجهك وتسقط عيناك على هيئتي

مشيتَ ناحيتي
وقطعت تِلك المسافةِ بيننا
حتى بِت تَقِفُ أمامي
وتُسافِرُ بِعينيكَ معالِمَ وجهي

نطقتَ بعد ثوانٍ تسألني
"اينَ كُنتَ مختفياً عِندَ تجمُعِ العساكِرِ في الميدان؟"

نظرتُ في عينيك البليدتين واجبتُك صادِقاً
"قد كنتُ أقِفُ هنا طوال الوقتِ"

أومأتَ عِدة مراتٍ تُشيحُ وجهَك عني وَتنظرُ نحو القسم الذي احترق مِن البنى
"ومالذي يجعلك تظلُ واقِفاً هنا
في حينِ انّي امرتُ ان يجتمع كُلُ أفرادِ الكتيبةِ عندي؟"