6-لَيلينِ مُعتِمَين .

3K 272 803
                                    

450c/55v/30f

ليلٌ مُعتم يسكنُ خافقي
يجعلُ من أوصالي ترتجف
ومن كياني يهتزُ ويرتعِش

يجعلُ مني أخافُ عابر
وطارقٌ للباب
ومتحدث
يجعلُ مني أخافُني!

لَم أُدرك اللحظة التي وجدتُ نَفسي بها أهربُ مِني
أتلفتُ حَولي خشيةً من أن أراني
ودونَ إدراكٍ مِني..
غافلَني قَدَري يجعلني أتعثرُ في فشَلي
وأقعُ على وجهي في غيابةِ جُبِ الخوفِ والهَلَع

وإذ بسابقِ ما أخذهُ الزمان مني قَد أُلقي هُنا
يحيطون بي مِن كُلِ زاويةٍ لانورَ بِها

ينظرون إلي..
وأُعيدُ لَهُم النظَر..
الدموعُ تَقِفُ في محاجِرِ عيناي
والفَزَعُ يُغلفُ وجهي..
لإدراكي أنها النهاية..
نهاية ما تبقى مِني !

كنتُ أنظرُ في عُمقِ عينيكَ الكارِهة
وانت تشدُ بقسوةٍ على رسغي تكادُ تكسره
وأشعرُ بلسعاةِ نارٍ تعبثُ في جِلدي
فاسألُك متنصلاً من فِعلي
لأنني لَم أقصِده..
"مالذي تقوله؟..هَل تُحاول اتهامي بأمرٍ آخرَ لَم أفعَله؟"

ضيقتَ مُحيطَ عينيك بِخفة
وأجبتني بما مَسَّ كينونتي ولوثَ هويتي
بِما وقع على مسامعي مثلَ الصاعِقة
"كفاكَ كَذِباً..فهذهِ المرة لا خلاصَ لك بِالكذبِ خائِن تايهيونغ"

ودونَ توقُفٍ لِمجرى دموعي
سألتُك مستسلماً
وانا ارى ايامي تحترقُ وتستعِرُ قِبالة أنظاري
"بِما انك تعرف بأني خائِنٌ منذُ اللحظةِ الاولى التي جمعتنا..
لِما أرغمتني على أن أكونَ في صَفِك؟؟
لِما لَم تتخلص مني كما هو جزاءُ كُلِ خائِن!
لِما لَم تدعني القى حتفي بدلاً مِن انقاذِك لي!!"

ارتفع حاجبيكَ الحالكين بخفةٍ مع نفيكَ برأسِك
تُجيبني بِما جعل من جَرِ انفاسي..ما اصعبَه!

"لأن موتكَ لا يكفيني..
لَم يكُن ليهنئَ لي بالاً حتى ارى دمعك ينهمرُ ويغرقَ بِهِ وجهُك
أن أرى الخوف يحتلُ محياك..
والرجفة تحتلُ يداك
واُريك جحيمَ ذنبك
كيفَ تسببت بقتلِ مِئاتِ الارواح لِوهمٍ جَعلتَهُم يعيشونَ فيه..
لاجعلك تُقاسي كُل ما قاساهُ وطني وشعبي..
واتخلصُ مِنكَ بطيبِ خاطرٍ بعدها"

رقدَ الأسى بين طياتِ وجهي
وتشذب قلبي بِحافةِ زُجاجٍ مكسور
لِما قُلتَ ما قُلتَه فتقتلني!
لِما تنظرُ لي بنظرةِ المُذنب..فتُمزقني !

"أُغرُب عَن وَجهي"
دفيتني تُفلِتُ يدي
فشعرتُ بلسعاتٍ حارِقة حيثُ آثارِ اصابعك التي تُرِكت على رسغي
فأعودُ خطوةً الى الوراءِ بثباتٍ مُزيَف إثرَ دفعك لي بجفاء

دَيْجُورُ وَطَنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن