11-أَضيَعُ مِن قَمَرِ الشِتاء .

3.2K 294 1.2K
                                    

V210/c1000/f50

مُنثني على نفسي لهولِ الألمِأضعُ كَفي الراجِفة على خاصِرتي المُصابة بِالكدمات وأمسحُ دَمع وجهي بِكفي الأُخرى

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

مُنثني على نفسي لهولِ الألمِ
أضعُ كَفي الراجِفة على خاصِرتي المُصابة بِالكدمات
وأمسحُ دَمع وجهي بِكفي الأُخرى

ضائِعٌ في البحرِ..غارِقٌ فيه
متلوثٌ بالقرمزي والأسود
متنجسٌ بِالذنوبِ والخطايا

البَحرُ لازالَ يتقيأُ الجُثث
اغُوصُ مِن بينهم وأسعى الى المُستحيل
مياهُ البَحرِ الحَمراء تُغطي نِصفَ جِذعي
ومياهُ المطَرِ تناولتِ النصفَ الآخر

في لحظاتي الفاجعة التي ضِعتُ بينها
أيقنتُ كم أن ماجالَ بيننا لا يُساوي شيئا
حينَ يتعلقُ الأمرُ بِفَقدك

وحينما قاسيتُ وجعَ كلماتك
وقاسيتُ سوءَ أَفعالِ غيرك
كم استطبتُ الخوف مِنك
على الخوفِ في بُعدَك

ولكن..كيفَ وقعَ هذا على غفلةٍ مِني؟
أيَ يومٍ سارت فيهِ الأمورُ عكس مَجراها؟
أيَ موقفٍ هذا الذي حَوَلَك
مِن عدوٍ مُبين
الى وليٍ عَزيز؟

كان الموجُ يدفعني عنوةً الى الشاطئ
فَأَرفضُ بقسوة وأعودُ بخطواتي الثقيلة الى عُمقه
وقد ظننتُ بأنهُ كان يُقصيني بعيداً مُتعمِداً
ليمنعني من الوصول إليك
ولَم أدري بأنهُ كان يُساعدني بِشفقةٍ منه على عَجزي
ويُعيدني الى حَيثُ تَكون..يُقربني إليك أَكثَر
الى جسدك المُلقى على تُرابِه

وَلحظةَ رؤيتي لك ترقدُ على رَملِ البَحر
تسابقت خطواتي تعدو إليك..
بِثَقلٍ وبطئٍ أَغاضني

وبعدَ أن أعانتني قِواي
للوصولِ الى مقربةٍ مِن جسدك الراكد
وقفتُ دون المُضي أَكثر
لِخوفٍ زَعزعُ جسدي الضرير

فَمابالُك شاحِبٌ ساكِن؟
مابالُك هادِئٌ على غَيرِ عادَتِك؟

لَم أقدِر على التقدُمِ خطوةً نحوَ الأمام
ولا على الركضِ هَرَباً نحوَ الوراء
لَم أقدِر أن أصيحَ طالباً العَون
ولا أن أُحافِظَ على صَمتي الذاوي

المطرُ يتساقطُ زخاتٍ ثِقالٍ علينا
ولكن الظمأُ شديد
والجسدُ قاحِل
الروحُ لا ترتوي
والجفاف يُشققُ قلوبنا الظامِئة

دَيْجُورُ وَطَنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن