V210/c1000/f50
مُنثني على نفسي لهولِ الألمِ
أضعُ كَفي الراجِفة على خاصِرتي المُصابة بِالكدمات
وأمسحُ دَمع وجهي بِكفي الأُخرىضائِعٌ في البحرِ..غارِقٌ فيه
متلوثٌ بالقرمزي والأسود
متنجسٌ بِالذنوبِ والخطاياالبَحرُ لازالَ يتقيأُ الجُثث
اغُوصُ مِن بينهم وأسعى الى المُستحيل
مياهُ البَحرِ الحَمراء تُغطي نِصفَ جِذعي
ومياهُ المطَرِ تناولتِ النصفَ الآخرفي لحظاتي الفاجعة التي ضِعتُ بينها
أيقنتُ كم أن ماجالَ بيننا لا يُساوي شيئا
حينَ يتعلقُ الأمرُ بِفَقدكوحينما قاسيتُ وجعَ كلماتك
وقاسيتُ سوءَ أَفعالِ غيرك
كم استطبتُ الخوف مِنك
على الخوفِ في بُعدَكولكن..كيفَ وقعَ هذا على غفلةٍ مِني؟
أيَ يومٍ سارت فيهِ الأمورُ عكس مَجراها؟
أيَ موقفٍ هذا الذي حَوَلَك
مِن عدوٍ مُبين
الى وليٍ عَزيز؟كان الموجُ يدفعني عنوةً الى الشاطئ
فَأَرفضُ بقسوة وأعودُ بخطواتي الثقيلة الى عُمقه
وقد ظننتُ بأنهُ كان يُقصيني بعيداً مُتعمِداً
ليمنعني من الوصول إليك
ولَم أدري بأنهُ كان يُساعدني بِشفقةٍ منه على عَجزي
ويُعيدني الى حَيثُ تَكون..يُقربني إليك أَكثَر
الى جسدك المُلقى على تُرابِهوَلحظةَ رؤيتي لك ترقدُ على رَملِ البَحر
تسابقت خطواتي تعدو إليك..
بِثَقلٍ وبطئٍ أَغاضنيوبعدَ أن أعانتني قِواي
للوصولِ الى مقربةٍ مِن جسدك الراكد
وقفتُ دون المُضي أَكثر
لِخوفٍ زَعزعُ جسدي الضريرفَمابالُك شاحِبٌ ساكِن؟
مابالُك هادِئٌ على غَيرِ عادَتِك؟لَم أقدِر على التقدُمِ خطوةً نحوَ الأمام
ولا على الركضِ هَرَباً نحوَ الوراء
لَم أقدِر أن أصيحَ طالباً العَون
ولا أن أُحافِظَ على صَمتي الذاويالمطرُ يتساقطُ زخاتٍ ثِقالٍ علينا
ولكن الظمأُ شديد
والجسدُ قاحِل
الروحُ لا ترتوي
والجفاف يُشققُ قلوبنا الظامِئة
أنت تقرأ
دَيْجُورُ وَطَني
Romanceفي اللحظةِ التي يحْتمي فيها الوطيس ويُغطي المُعْترَكُ جُثَثُ القتلى حينَ تُسمَعُ طبولُ الحربِ تُقرَع و يتطاحنُ الجيشينِ في الوغَى ويتعالى قَتَامُ الحَربِ كشيطانٍ مارِد يبتغي لمسَ السماء فتُسَوِلُ لكَ نَفسَك تجريدَ فؤادِكَ من أيِ مشاعِر للدفاعِ عن...