-13-

12 3 0
                                    


- "تأخر الوقت لذا اعذراني ساغادر الان.."
- "بالفعل لم انتبه للامر.."
ابتسم ببعض من الاحراج ناويًا الانصراف لولا مقاطعة سوشكي له.
- "قم بزيارتنا في أي وقت تريده اعتبره منزلك، انه في النهاية منزل اختك يمكنك مثلاً ان تاتي صباح الغد للافطار عندنا"
- "اه.. بالطبع سأفعل.."
- "جيد اعتني بنفسك الجو بارد بشدة بالخارج"
- "اتحتاج لوشاح؟ لدي الكثير"
- "لا لا انا حقًا بخير!"
تلعثم قليلًا بارتباك من شدة اهتمامهما به و فورما اغلق الباب خلفه مغادرًا تنهد بعمق بينما تمتم لنفسه.
- "انه حقًا رجل جيد.."
ابتسم بهدوءه المعتاد و عيناه تلاحق رقاقات الثلج الصغيرة بينما يفتح مظلته الحمراء بحرص شديد متجهًا نحو مضجعه.

- "انه فتى جيد لكنه و بكل وضوح يبدو متحفظ للغاية.."
- "بالفعل انه هكذا دائماً، على الاقل ليس معي لكن اعتقد ان هذا ما ساعد بنجاته للان"
- "تقصدين بشأن تبني الرئيس السابق لكما؟"
- "التقيته اول مرة عندما كنت بالتاسعة بعدما كنت هاربة بين الازقة و بسبب الجروح التي اصبت بها اثناء هربي و الارهاق اغمى علي و عندما فتحت عيني وجدت نفسي في مستودع كبير به الكثير من الاطفال غيري و بينهم كان هان موجود"
- "لحظة اكان وقتها بالسادسة؟"
- "نعم و كانت هناك ضمادات مبقعة بالدم الجاف ملفوفة حول راسه و يتمسك بمظلته، يبدو انه فقط ذاكرته و كيف انتهى به المطاف هناك"
تعقد حاجباه من ذكرها لماضيها مجددًا فقد اطلعته على كل شيء منذ بداية علاقتهما.
كانت قد هربت من مركز ابحاث سري موجود في الطوابق السفلى من مستشفى مزيف بعدما قامت والدتها ببيعها لهم، كانت تمقتها بشكل غريب و حسبما تقول اساي كان بسبب شبهها الكبير بوالدها.
لم تتحدث كثيراً عن والدها لكن تعابير وجهها كانت اكثر من كافية بالفعل لشرح ما حدث.
- "همم؟ عزيزي ما بك؟"
- "انه فقط ما حصل لك امر مزعج.."
- "انه بالماضي الان لا بأس.. بالاضافة الى انه لدي انت الان صحيح؟"
ارتاحت تعابير وجهه لتعود لهدوئها المعتاد و ابتسم بخفة بينما حاوطت ذراعيه خصرها و كلاهما يتأملان المحيط من الشرفة.
- "طالما انك معي لن احتاج لاي شيء اخر.."
- "اذن هل كانت عزيزتي تخدعني و تستخدمني؟"
- "هاه لا؟؟ لم اقصد الامر هكذا؟؟"
كانت قد تغيرت معالم وجهه مجدداً لاخرى ضاحكة.
- "على اي حال.. حتى و ان فعلتي لا اظنني سأمانع، بصراحة سيكون الامر مثير للغاية.. ان فعلتي ذلك اصلًا، انتي الطف من ان تفعلي شيء كهذا.."
- "بهذه النقطة لا اعلم ما اذا كنت استطيع اعتبار هذا مدح ام سخرية.."
على اي حال يبدو ان الرياح المثلجة قد انقذته من تلقي لكمة وسط معدته لانها قد سحبته للداخل فورًا خوفًا من ان يمرض.
- "هذه السنة سافعلها.. لن ادعك تمرض هذا الشتاء.."
كان تحديًا وضعته لنفسها بسبب سوء مناعته الشديدة، حتى انه كان يصاب بحمى شديدة بالصيف.
قالتها بينما تعتصر كتفاه اثناء تغطيته بخمس بطانيات.
- "ن-نعم نعم.. لنذهب للنوم الان"
- "ان مرضت فسأحشر علبة عسل كاملة بحلقك"
- "لنتبعد عن العنف حاليًا عزيزتي.."
تنهدت و هي تنظر لتحفتها الفنية المغطاة بالبطانيات و الجوارب وسط سرير تملؤها انعم الوسائد قبل ان تستلقي بجانبه تحت الاغطية الثقيلة المتناثرة.
- "اليوم كان طويل حقًا"
- "بالفعل.. و جسدي لازال يؤلمني بسبب تحويل الهالة.."
- "هذا لانك احمق"
- "هيا هيا للنوم.."
و بيد واحدة قام بسحبها ليدفنها بين احضانه سجينة، و قبل ان تتمنى له نوماً هنيئاً كان بالفعل قد غرق بالنوم مباشرة اغلاق جفونه من التعب.
انتظرت بضع دقائق حتى ارتخت قبضته لتحرر يدها و تحسس وجهه وسط ظلام الغرفة بلطف و بطئ، هذا الاحمق ينام بكل هدوء و كأنما انه لم يكن معرض للموت في الظهيرة..
في النهاية استسلمت هي الاخرى لصوت انفاسه المشابهة لامواج ذلك المحيط القاتم و ان كانت اكثر هدوء و جلب للطمأنينة لتغرق نائمة بينها.

إلى جانب المحيط | Along With The Oceanحيث تعيش القصص. اكتشف الآن