الفصل ~3~

24 6 15
                                    


أصبحت الساعة الثالثة وقد نزلت نوران بعد ان تجهزت أخيراً لتجد ايمي تنتظرها للخروج وكعادة سوزان تمنت لهم يوماً سعيداً وان يعودوا بأمان، وقبل صعودها لسيارة الأجرة اوقفتهم كلوي: مامي حبيبة قلبي احتاج الذهاب في سيارة الأجرة هذه اوقفي سيارة اجرة أخرى

وقبل ان تجيب والدتها ركبت السيارة مع كلا أخويها الذين يتبعانها بينما نظرت نوران لـ ايمي التي تضحك: لا تلوميني انها نفس طباعك تماما وكأني أرى امي فيها

وصلت نوران وابنتها ايمي للإحدى المنازل لتنزلا وتدخلا ابتسمت نوران لتحتضن احداهن ويجتمع البقية لترحيب بـ نوران وابنتها، وكعادة بعض الأمهات بدت بالتفاخر بأبنتها والثقة في حضورها بينما البقية من حولها يمتدحونها وهذا جلب بعض الارتباك لأيمي ولا نلومها

أصبحت الساعة الخامسة لتخرج نوران وابنتها مودعه البقية بعد ان ابتعدا قليلاً طلبت ايمي من والدتها انزالها في الحديقة القريبة لتكمل السير للمكتبة على الاقدام، وبينما هي تسير خيل إليها انه نفس الحلم لذا بدأت بالجري للمكتبة من شدة الخوف الذي تملكها

دخلت بهمجيه لتجفل أمينة المكتبة لكنها استقامت بسرعة للحديث مع الفتاة التي ركعت لاهثه بضع دقائق لتهدأ وتعتذر من أمينة المكتبة وتأخذ كتاب قد حفظت مكانه، وقبل ان تجلس رأت الفتى الأخضر جالسة على طاولتها المعتادة بجانبه كتابان واخر بيده وامامة حاسوبه

جلست مقابِله وبدأت القراءة بصمت بينما تختلس النظر له بين اللحظة والأخرى، لا زالت تشعر بالغرابة شيء ما ليس في مكانه، لم يخفى عليه نظراتها له فكان بكل مره تنظر له تلتقي عيناهما، قرر اخيراً ان عليه الذهاب لذا أعاد الكتب مكانها ليقفل جهازه واضعهُ بحقيبة الظهر خاصته

لحقت به واصبحت تسير خلفه بخطوة واحده بادً على وجهها الفضول ولو رائيتها لشعرت بكمية الكلام الذي ترغب بطرحه، لكن الفتى الأخضر لم يعطها المجال للسؤال حتى، فقد تجاهل وجودها تماماً، ويختلس النظر لهاتفه قبل كل انعطاف، بعد السير لأكثر من عشرين دقيقه وصل لأخر منعطف ليتوقف هناك ملقي نظرة حوله لتفعل هي أيضا مقلده له

كان حي لا بأس به لا تبدو المباني قديمة وكان الطريق نظيف لكن ما أفسد منظر الحي مدرسة متهالكة ومهجورة في وسطة، نظر لهاتفه لبرهه ثم عاد ناظراً لذلك المبنى وكما لو حدد وجهته، تقدم نحوه وايمي تتبعه دخلاه ليخرجا من الجهة الأخرى وهنا كانت الصدمة لأيمي أذ ترى اخوتها الأصغر يتشاجرون مع بعض الأطفال الاخرين

بدأت بمحاولة ابعادهم عن بعضهم البعض لكن ولحسن حظها ان بقية الفتيه هربوا ما ان رأوها بينما هي امسكت بإخوتها قبل ان يهربوا هم كذلك، وهنا بدأت تعاتبهم: ما الذي كنتم تفكرون به وأنتم تتشاجرون؟ ولما انت كلوي بذات بينهم! الفتاة الوحيدة التي رائيتها تقاتل هل أنتم أطفال؟ الا تعرفون ان من الخطر ان تتشاجروا وبأماكن كهذه حيث لا رقابة؟ ماذا لو أصيبت اختكم بإصابة بالغة؟ لا بل ماذا لو أصيب احدكم او قتل؟

الرضى كان عنواناً لناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن