مر شهر على اخر تسجيل سمعه فهو لم تكن لديه الجرأة بعد ان يستمع لاخر شريط و ما ستقوله به لاكنه كان تحسن نسبيا و انهى كل شئ مع ريم و دون مشاكل و عاد لعمله ليس منتظم لاكن على الاقل يحاول ان يعود لطبيعته ... كان يجلس و امامه ناهد التي طلبته لتبدأ تتحدث عن اسبابها و انه كان غصب عنها ...
حازم : ماما انتي اخدتي قرار بالنيابه عني ... انا بسبب ده مودعتهاش حتى
ناهد : يابني افهمني انا كمان ام ... انت مش هتفم كلامي لانك لسه مبقتش اب بس صدقني لو كنت مكاني كنت عملت اكتر مني
حازم : ماما انتي امي و انا اكيد مش هحاسبك ... بس بلاش نتكلم في الموضوع ده
ناهد : طب ارجع البيت
حازم : انا مبسوط في بيتي
ناهد : يا حازم....
حازم بمقاطعه : صدقيني كده احسن انا اتأخرت و لازم امشي ...
تنهدت و اومأت لينهض هو خرج من البيت ثم اتجه ليركب سيارته و بدأ بالقياده .. هنا رن هاتفه و كانت دينا...
تنهد ليجيب بعد فتره من التردد...
حازم : الو
دينا : ازيك يا حازم
حازم : انا الحمد لله كويس و انتي ؟
دينا : انا تمام ... كنت عايزة اسألك ....خلصت الشرايط ؟
حازم :فاضلي اخر شريط
دينا : مسمعتوش ليه ؟
حازم : مش مستعد لاخر رسالة هسمعها منها .. انتي سمعتيهم ؟؟
دينا : ايوا.... الا اخر واحد مقدرتش ... ده اخر تسجيل سجلته قبل ما تموت
حازم : مش فاهم
دينا : كانت في الطيارة اعتقد .... انا كنت نايمه
حازم : انا مش هسمعه
دينا : لازم تسمعه علشانها .... صدقني حياتنا لازم تمشي ...
صمت قليلا ليقول : ماشي .... ابقي طمنيني عليكي
دينا : حاضر .... مع السلامه
حازم : مع السلامه
و بالفعل اغلق الخط ليعود للمنزل و تنهد ليأخذ الشريط لاكن هذه المره لم يسمعه بالبيت بل اخذه و اتجه لحديقه جميله منعزله و هادئة كان وقت غروب الشمس اساسا ليجلس و وضع السماعات و بدأ يسمع ....
ملك : انا حاليا في الطيارة .... تخيل رايحه فين ؟
مانورلا... ايوه بالظبط المدينه الي كنا هنقضي فيها اسبوع من شهر العسل ... حبيت اروحها مره قبل ما اموت ... متحمسه اوي للشهر ده لاني هزور فيه كل الاماكن الي كنا هنروحها و اتصور بس لو رجعت منه ... مش هكلمك تاني ابدا ... مش عارفة اقول ايه ... انا مش شاطرة في الوداع .... او ممكن لاني عمري ما فكرت في لحظة الوداع ...... بس دي اخر مرة انا هسجلك فيها.... انت خلاص ليك حياتك واللي انا بعمله ده ملوش اي معنى ... لما هرجع هكون في مراحل الموت لان اساسا المرض بيزيد .... فقررت ان اخر مرة اسجلك فيها تكون في الطياره ... المفروض دلوقتي اني بودعك .... انا عيزاك تاخد بالك من نفسك كويس اوي و تنجح و تختار صح و عيزاك كمان تتجوز و تحب و تفرح و لو في يوم سمعت خبر موتي متزعلش ولا تضايق و اعرف اني ارتحت و كل ما تفتكرني ... افتكرني و انا بضحك و اوقتنا الحلوة بس .... متفتكرنيش و انا بسيبك و زعلانين ... مع السلامه يا اول واحد دموعي تنزل في وداعه .... حكاية انا و انت اولها هسيبهالك تكملهالينتهي التسجيل و كان هو اساسا وجهه غارق بالدموع لاكنه نظر للسماء و هو يأخذ نفس عميق لينهض و ركب سيارته و ذهب لذلك المطعم الذي عرفته عليه و من يومها كانوا يذهبون له كل مره التقوا بها ...
دخل و جلس هنا اتى النادل ...
حازم : ازيك يا عصام
عصام : ازي حضرتك يا استاذ حازم ... عاش من شافك
حازم : الحياه بقا
عصام : ربنا يقوينا كلنا عليها ... حضرتك هتطلب ايه ؟
حازم : اتشيز كيك فراوله
عصام بضحكه : كنت متأكد .... تمام
ليضحك له بخفه و بالفعل ذهب عصام بينما هو ظل ينظر من النافذه على البحر و امواجه لتمر مده ليجلب له عصام الطلب ليتنهد و بدأ يأكله و هو يتذكر اول مره اكلها معها ......
🌿🌿🌿🌿🌿
اما عند دينا فبعد ان اغلقت معه حتى دلفت لغرفتها و تسطحت على فراشها و هي تتذكر ذلك اليوم و كيف وجدتها ميته....
Flashback
كانت دينا نائمه بالطيارة الى ان استيقظت على صوت الممرضه لتربط حزام الامان لاجل الهبوط لتجد ملك باحضانها لتومأ لها و بالفعل ربطة الحزام لتبدأ بالمسح على وجه ملك لتستيقظ ...
دينا : لوكا يالا قومي وصلنا .... ملك
كانت تهزها لاكنها لم تكن تستيقظ و كان جسمها بارد ولا تتنفس لتبدأ دينا بهزها و المناداه على اسمها بصراخ و هستيريا.....
دينا ببكاء : ملك لا لا قومي يا ملك .... متسبنيش لاااااء يا ملك
هنا جائت الممرضه و احدى الركاب و كان طبيب ليقيس نبضها ليهز راسه بمعنى انها ماتت هنا شددت دينا من عناقها و هي تبكي بنفي ...
End
استفاقت دينا من ذكرياتها و هي تبكي بشده و منكمشه على نفسها ....
🥀🥀🥀
عوده للذكرى ....
كانت مليكه بالطائرة جانب النافذه كانت شارده و تفكر ربما بكل ما مرت به او بحياتها او بمستقبلها المجهول لتتنهد و اسندت رأسها على الكرسي و نظرت جانبها لتجد دينا نائمه لتبتسم و اخذت المسجل و سجلت الشريط و بعد ان انهت مسحت دموعها لتنظر لدينا النائمه لتضحك لتغطيها جيدا و قبلت خدها لتعانقها و نامت هي الاخرى لاكنها لم تفتح عيونها مجددا ابدا ......
كده البارت خلص دمتم سالمين
أنت تقرأ
تذكرة فراق
Romanceان تحدثنا عن فراق المسافرون ستتغلب علينا مشاعر الحزن لاكنها ستكون مؤقته بسبب يقيننا انه سياتي يوم و يعودون لاكن ماذا ان كان المسافر تذكرته ذهاب بلا عوده ؟ تذكرته ~ تذكرة فراق ~