𝐂𝐡𝐚𝐩𝐭𝐞𝐫 𝟎𝟏 : ليلـة إكتـمال القـمر

209K 5K 3.6K
                                    


‏"سقطـنا مـرة أخـرى فـي هاويـة الشـر ."

......................................................................

......................................................................

صـوت طرقـات المطـرقة بضـربات متتـالية هـي كـل مايتـردد.. طرقـة تاليـها طرقـة أخـرى مـن بعـد ثلاثـة ثـوانٍ ، كـأن صاحبـها يـعد دقـائق و ثـواني لـكل مـرة تـلمس مطرقـته الحـديد السـاخن  .

الصـمت لـم يخترقـه شيئـا مـن غيـر تـلك الطرقـات ، الظـلال تعـم المكـان مـن جمـيع أنحـاءه ، و أعـمدة الإنـارة لا يـشتغل منـها غيـر عمـود واحـد فقـط بـضوء جـد خافـت يـتمركز فـي مسافـة بعيـدة عـن تلـك السمفـونية لـفيلم مرعـب ، و لـولا ضـوء القـمر الكـامل لمـا إستطـعت رؤيـة شيءٍ من غيـر الظـلام .

و لازلـت تلـك الطرقـات تعـم المـكان... أو تـحديدا مدينـة أورومتـشي بـمنطقة شينجـيانغ الويغـورية ، الـتي تـأخد مـن نفسـها حكـم ذاتـي مستـقل عـن الجـمهوريـة الصينيـة ، و أكـرر.. طـرقـة تـتبعهـا الأخـرى.

الأمـر ليـس مـزعـج أليـس كـذلك ؟ ربـما حـداد مـا يـقوم بـعمله ليـكسب رِزق يومـه ؟ و طـّرق الحـديد السـاخن هـو وسيلـة عيشـه !.

ألا أن حـدود أورومتـشي يـعمرها مـبنى واحـد فـقط ، مستـودع قديـم تـجمع فيـه خـردة السـيارات الغـير الصـالحـة ، بـأسـوار متـهالكـة و طـرقات المطرقـة لا تـصمت.. علـى حـدود الفاصلـة بينـه و بيـن  مقاطعـة قوانغـدونغ .

لكـن الأمـر كـان جـد مزعـج لـه و تلـك الطرقـات تـخترق طبـقة إذنـه بـشكل جعلـه يـشد خصلاتـه السـوداء لـلخلف بـأعصابه المحترقـة، خصوصـا أنـه لـم يـنم منـذ يوميـن و لـذا و بـأعينـه الضـقية التـي تشبـه النسـر و لا يـظهر منـها شـيء بـفعل الظلام حطـها علـى الظـلال مـا و رفـع يـده و قـام بـحركة واحـدة.

حركـة واحـدة حيـث مـرر إبهامـه علـى جميـع أصابعـه الطويـلة ، إبتـداء مـن خنصـره إلـى سبابـته و كـآخر فعـل صـدر منـه بعـد ذلـك.. خنـجر يـقف بيـن أعيـن الحـداد.

بـحركتـه تلـك عبـر عـن نفـاذ صبـره و صحـة فعلـه بـإنهاء حيـاة صاحـب المطرقـة.

و يا لـتلك الراحـة التـي اجتاحـت مداخلـه فـور إختـفاء الصـوت ، و دليـل ذلـك هـي تمتمـته بـبحة صيـنية ثقيلـة بينـما أعـاد أعينـه ناحيـة ذلـك الظـل الـذي اختفـى مـن مكـانه :

" تبـا صـوت العجـوز الشمـطاء مـارسيـلا و لـا سمـاع طراقتـك."

كـان كـل شـيء يـمشي بـسلاسلـة.. اخـتفى الصـوت المطرقـة و ظهـر شـيء أكثـر إزعـاج مـن ذلـك !

و مـا اقصـده بالازعـاج هـو الظهـور رجـال القـرود الطائـرة ، اللـقب الـذي ضحـك و تنمـر عليـه كثيـرا فـور سماعـه ، لكـن الأمـر لـم يـعد مـضحك ابـدا و هـو يـرى رجـالٌ تطـير مـن مكـان لـمكان ، مـن سيـارة إلـى أخـرى.. ربمـا تـسرع فـي قتـل رجـل المطرقـة، حسنـا هـو تسـرع كثيـرا و خالـف الطلـب الوحيـد الـذي طلـب مـنه :

الفراشة الذهبيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن