٥:٠٠ م | الجمعة | ٢٨ يوليو | ٢٠٢٣
أهلا بك عزيزي القارئ| عزيزتي القارئة
أعتقد أنك ربما تكون متفهم إلى معاناتي ،قد يصل لك بعض ترب من الحروب التي اخوضها في الحياة وهذا قد يواسي قليلاً قلبي.
لم تخب ظنوني أبداً ،سقطت دموعي في وقت غير مناسب وحاولت أن اتمسك بآخر أمل للاستقرار ولكن عاد هذا البكاء المزعج إلى أن جفت عيناي.
كانت جدتي مريضة جدًا بعد وفاة جدي حتى أصابها زهايمر قبل ١٢ سنه وظلت في منزلها تذكر ما تبقى من نصفها الآخر ولكن الحياة تجبر الإنسان على الغوص في عتمة المعاناة و تم سحب المنزل لأسباب حكومية ولا مخرج لهذه المصيبة.
عاشت جدتي في منزل ابنها طريحة الفرش تذكر جزء طفيف من حياتها ،في أزمتها امتلكت خادمة تعتني بها وقد تعلقت بها حتى اعتقدت الخادمة أن جدتي هي جدتها! كانت تستيقظ معها وتنام برفقتها تطعمها تحممها تمشط شعرها تلبسها و حتى أن شعرت بأي ألم سارعت في تدليك يديها.
عاشت هذه الخادمة لطيفة مع جدتي سنوات طويلة ما يقارب ١٥ عاماً برفقتها حتى وقت وفاتها ،وانتشرت الأقاويل عن بكاها كطفل على أرضية المشفى.قد أبدو قاسي القلب ،لكن تقع بعض الاحزان مباشرة تحت عيناني تنتظر بكائي بشغف ،ذهبت حتى اخفف عنها غير أن عيناني خذلتني وما إن حاولت أن اهدئ رأيتها تدلك يداي كما تفعل لجدتي وقت ألمها وعاودت في البكاء.
ذهبت للعمل في اليوم تالي ورفضت أخذ إجازة هرباً من تكرار هذه ذكريات في وقت فراغي إلا أن البكاء لا ينتظر وقت فراغ لزيارتك وأنما يتسلل ليخطفك من أشغالك.
على اي حال ،بكيت وهربت لدورة المياه ثم اعتذرت لأخذ اجازة وأصبحت افضل وأظن أن يوم راحة كان مناسب لتخليصي من هذا الحزن... طريف بالأمر أن جدتي سعيدة مع جدي الآن وأنا ابكي ،هل أبكي بسبب عدم خروجي من هذا العالم؟أرجو أن لا يخطفك البكاء كما فعل لي ،ليحفظك الله عزيزي القارئ| عزيزتي القارئة
أراك مجدداً