هوس النرجسي 2

4.9K 348 61
                                    


احذرو سحر النرجسي فهو مجرد ستار من الدخان يعتم نواياه الحقيقية

اكتسحت تلك السحب السوداء الثقيلة واحتلت عباب السماء كالغزو  والقت بسدول ظلامها على الاجواء ، رجع امام ركنه المفضل الكرسي الهزاز والنافذة ، بقي صامتا دفع بثقل جسده الى الخلف لكي يرتد الكرسي مهتزا ، يُهدأ نفسه بسحب الانفاس العميقة من ذلك الغليون الفخم الذي بين انامله الغليظة غير مبالي بوجودها وكأنها ظل خفي ،جلست الفتاة أمام المدفأة حيث امرها سَكن جسدها قليلاً وبدأت تشعر بالدفئ دخلت عليهم تلك السيدة الكبيرة بالسن يبدو عليها انها رئيسة الخدم في المنزل مشيتها الوقورة وهدوء خطواتها التي تدبها على الأرض كانت خالية من أي صوت دلالة على صرامة صاحب الدار ومزاجه الحاد، اقتربت منها اكثر وانحنت للفتاة بصمت قدمت لها المنشفة الكبيرة وطلبت منها بصوت خفوت 

"سيدتي رافقيني الى الحمام لكي تبدلي هذه الثياب المبتلة فالسيد امرني بذلك!!!

هو لم يذهب ولم يخبر احد ان يأتي لمساعدتها كيف فعلت الخادمة كل ذلك من دون أي امر منه، ان قواعد المنزل متبعة من الجميع بصمت والكل يعرف ما يجب عليه فعله ولا احد يجرُأ على عصيانها منزله هادئ جدا ومرتب وكل شيء بمكانه الصحيح هدوء الخدم الذي لم يشعر احد بوجودهم مع انهم كثر الطباخ والذي يرتب السفرة والخادمات الأربعة ورئيسة الخدم والسائق والبستاني ومربي الكلب ومروض الخيول وحرس البوابة وأيضا حارسه الشخصي، حين تجاوزت الفتاة المطبخ التفتت لمكان مكوثهم كانوا يتمركزون حول طاولة الطعام يتناولون وجبة الغداء، أكملت طريقها ووصلت الى الحمام الذي كان باخر الرواق انحنت لها الخادمة مبلغة إياها بالدخول 

" تفضلي سيدتي ادخلي وبدلي ثيابك وحين تكملين أعطني إياها لكي اجففها انا سأنتظرك هنا!!
"حسنا!!!

دلفت الفتاة الى الحمام وأغلقت الباب خلفها بإحكام في تلك الاثناء جاءت احدى الخادمات الصغيرات الى الرئيسة واخبرتها بأن السيد امرها بأن تجهز وجبة طعام له وللضيفة القت الرئيسة عليها الأوامر بأعداد ما يحب وأيضا ارفقت معها اللحم المشوي لأنها وجبته المفضلة بالإضافة الى الحساء كي يشعره بالدفئ انحنت الصغيرة لرئيستها وذهبت مسرعة بخطوات خفيفة نحو المطبخ.

ترك ركنه المحبب وتقدم نحو المكتبة التي كانت خلفة التقط احد الكتب وبقي يقلب بالاوراق يشعر الان بالضجر قليلا 

"لقد تاخرت كثيرا!!!! يالنساء وهوسهم بالكمال!!!

دخلت تمشي بخطى وئيدة وذهبت حيث المدفأة قدمت يديها نحو النار تستشعر حرارة السن اللهب التي تتراقص للاعلى وللاسفل كقلبها الذي يتراقص من الخوف، تنظر له بين الفينة والأخرى تريد ان تفتح معه حوار لكنه يقف جانبيا خلفها وهذه الزواية جدا مزعجة لمن يريد ان يبدأ بالحديث يجب عليها ان تستدير كليا كي تشرع بالحديث وهذا وحده كافيا كي يجلب انتباهه لكنها تأبى لانه صاحب المنزل وهي الغريبة التي استنجدت به فهو المضيف يجب عليه هو المبادرة بالحديث وليست هي تنحنحت قليلا انتبه لفعلتها أغلق الكتاب وارجعه لمكانه ورتب الكتب كما كانت استدار نحوها وتقدم بثقل خطواته 

هوس النرجسي    Egomaniaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن