اليوم التالي بعد لقاءهم بالاكاديمية دار حديث بينهم جعل من الجنرال جيون يغضب ويقفل هاتفه نهائيا بقيت الانسة تيشيون تتصل به ولكن دون جدوى ترجى من بعد سهرها الطويل استيقظت الانسة تيشيون متعبة للغاية بقيت ساكنة بسريرها تنظر الى السقف رأسها يؤلمها بشدة تعاني من الصداع الذي سيشطر رأسها لنصفين التقطت هاتفها وكانت تزين الشاشة رسالة من الجنرال فتحتها بسرعة جل اعتقادها انه تواصل معها لكنها رسالة من شركة الاتصالات تعلمها ان هاتف الجنرال قد فتح شردت لوهله تفكر بخطوة تخطيها تجاهه لكنها بذات الوقت تفكر بردة فعله المخيفة بدأت بدعك انامل يديها اليسار ببعضها بقلق ومررت رقمه بتردد ثلاث رنات بالعدد وفتح الخط وجاء صوته الرخيم من خلف السماعة
" الجنرال جيون تفضل
"صباح الخير ؟؟؟
قالتها بصيغة سؤال ونبرة صوتها اللطيفة جعلت من الجنرال يتنفس الصعداء بغرور فأجابها
" صباحكِ مجعدتي ، هل تريدين شيئا ؟؟
" امم ، بخصوص ليلة الامس انا اود ان اعتذر بشدة لانني .....كلماتك كانت مؤلمة لقلبي لكني رغم ذلك اسفة لانني لم اود ان تغضب
" لم اغضب !!!
" لماذا هذا البرود الذي يغلف نبرة صوتك ، ولماذا هذا الغرور ، ولماذا كل هذا الكم الهائل من التناقضات؟؟؟
" ان التعمق بي امر متعب للغاية.
" لوهلة اشعر انك حنون وتنسف هذا الشعور بتصنع القسوة
"لا اجيد التصنع ولا اجيد التمسك بأيدي الراحلين عني قلبي ممتلئ بالغموض ويتلبسه الكبرياء انا رجل لا ابالي لما يحدث حولي لذا يلزمك الكثير للفت انتباهي .
" تبعدني عنك بعد السماء عن الارض ؟؟؟
" الم اخبركِ ان الذي يتحدث معي يكون مشتتا
" اجل انا مشتتة الان اشعر انني اواجه بحراً عاتي الامواج ترفعني وتقذف بي باعماقك ولا مهرب لي منك
" لانكِ طرقت الباب
" بدأت اخاف هذه العبارة لانني اسمعها منك كثيرا
" ليس بالضرورة والان الى لقاءنا ... اليوم على سبيل المثال ؟؟
"حسنا اريد رؤيتك اليوم لكن اين
" بذات المكان مجعدتي
"سأكون هنالك عند انتصاف النهاركانت تتجهز للقاء الجنرال وبدأت بأرتداء ثيابها الثقيلة فصباحا كان الطقس غائما وربما ينذر بهطول الامطار ارتدت كنزة بيضاء اللون وسروال بيج وعليهم معطف ثقيل بني اللون يقيها البرد القارص كانت منشغله بوضع القليل من مساحيق التجميل فهي تريد ان تخفي اثار الجروح على وجهها التي بدأت تتماثل الى الشفاء ببطئ رشت القليل من قنينة العطر ووضعتها بحقيبتها رن هاتفها معلنا وصول رسالة من الجنرال
" تعالي الان انا بالشقة انتظرك
رفعت كتفيها بمرح فبدأت مشاعرها تتجه نحوه بكل قوة رغم قصر فترة معرفتهم ببعض نزلت ولم تتناول الفطور كانت الجدة بالمطبخ كعادتها والسيد سوهو كان نائما وهي خرجت مسرعة اشرت لسيارة الاجرة التي كانت تمر بالصدفة من امام منزلهم دلفت وتوجهت اليه بكل شغف ماهي الا خمس واربعون دقيقة وصلت حيث المكان الذي يحتضن لقاءتهم ببعض جل اعتقادها انها ستجري لقاءً صحفيا مع الشخص الذي وقعت له بشدة لكن للقدر دائما كلمة اخرى ، نزلت من سيارة الاجرة ودلفت المبنى، كانت تتجاوز رواده بكل ثقة لكنهم ينظرون اليها نظرة غريبة وكانها محظية لشخصية مرموقة اي المرأة الاخرى لرجل ثري متزوج تاتي لكي تمتعه وتاخذ ما يعطيها من مال وتذهب لحال سبيلها ، مشت متجاوزة الجميع ودلفت المصعد توجهت للوسيم النرجسي ، كان يجلس بشقته يتأمل السحاب الرمادي والهواء بنسامته العليلة يداعب خصلات شعره المتمردة طرقت الباب وبكل هدوء وضع كأس النبيذ من يده على الطاولة نهض ونفض ثيابه وتوجه بمشيه الوقور نحو الباب نظر من العدسة المكبرة وفتح الباب للانسة تيشيون فأردف
" انكليزية المواعيد"
" اجل لا احب التأخير
"تفضلي مجعدتي
التقط يدها وسحب جسدها وادخلها الى الشقة ويده الاخرى خلف ظهرها فأردف مسترسلا
" تفضلي
نظرة خاطفة نحوه من قبلها والابتسامة مرتسمة على محياها توجهت نحو الصالة وجلست حيث مجلسها السابق الاريكة المنفردة تقدم وجلس قبالتها هالة الفخامة التي تحيطه ارهقتها بقيت تنظر له بشرود صانعة تواصلا بصريا صامتا وكأن عينيهما تتحدث لغة هما فقط من يفهماها هام بها الجنرال ولم يشعر على ذاته الا وهو يجلس بجانبها بقي ينظر لها فاردفت
" هل هنالك شئ بوجهي يسترعي اهتمامك هكذا ؟؟؟
" لا اعلم مجعدتي تنتابني الراحة حين تكونين معي
" وانا رغم توتري وخوفي ارتاح لوجودك حولي ايضا
" الفرق شاسع بين معنى المفردتين
" اي معنى ؟؟؟
تقدم بجزء جسده العلوي مد يده ملتقطا كأس النبيذ بدأ يحرك يده بوتيرة جعلت النبيذ يتحرك بحركة دائرة داخل الكأس فاجاب تساؤلها
"اكون معك تختلف عن وجودي حولكِ
"وكيف هلا شرحت لي؟؟؟
"تريدين سرقة الحديث مني؟؟
" احب حين تتحدث لي رغم ان حديثنا مشتت لكنني احبه ارجوك اكمل سيد جيون
اومأ بهدوء واسترسل يتحدث لها عن الفرق بين معنى المفردتين وهي شاردة بملامح وجهه التي تهدأ لتارة وتتلبد تارة اخرى تتموج بين هذا الانتقال وكأنها ببحر لجي وليست تتأمل ملامح انسان ربما هي بدأت تقع له حسب وصفها بشدة لانها لا تعرف الوسطية لم تسمع اي كلمة من حديثه فقط شاردة تتأمله بعيون تبتسم قبل ثغرها كلما لانت ملامحه فحين وعى عليها بأنها شاردة به اوقعها بفخه بسهولة
" فالحذر كل الحذر مجعدتي من عدم معرفتك بالامر
تعقد حاجبيها وتاهت هنا لاتعرف عما كان يتحدث ابتسم حين علم انها ابتلعت الطعم بقيت تتلعثم وقد ارضاه تخبطها مع ذاتها امال رأسه جانبيا وبقي ينظر لها وهم ومبتسم على غير العادة
" لم تكوني هنا حين كنت اتحدث ؟؟
طأطأت رأسها خجلا من كلامه واومأت له بهدوء يغلفه الحياء
" اجل
" بماذا كانت مجعدتي شاردة وانا منهمك بشرحي الذي ليس منه اي فائدة ترجى ؟؟؟؟
" هل يمكنني ان اتحدث بصراحة ؟؟؟
" ولما الاستئذان مجعدتي
" اخاف منك ان تغضب؟؟
" لا تخافي مني حين يكون غضبي يصب في مصلحتك ولقد جعلتني اعيد كلامي لمرة اخرى وانا لا احب هذا الشئ
" انا اسفه
" لا تتأسفي
" حسنا ولانك لاتحب ان تعيد الكلام مرتين سيد جيون سأخبرك بماذا كنت شاردة حين كنت تتحدث لكن رجاءي بك ان لا تاخذ عني انطباعا سيئا ارجوك
" انا اخر انسان يمكن ان يأخذ نظرة خاطئة عمن امامهُ
" حسنا في الدقائق الاولى من لقاءي بك كنت اعلم ان هاتين العينين سوف تمكث بي الى الابد لم اصدق ولو لوهلة واحدة منذ افتراقنا ذلك اليوم بأنك عابر سبيل
ظل ساكنا امامها رجع بجزء جسده العلوي متكئا بظهرة على مسند الاريكة بقي ينظر لها مطولا تاهت الانسة تيشيون بمتاهة اميرها الساحر السيد جيون لم تكن تعلم جيدا انها تذهب بطواعيه الى فخه الذي احكم اغلاقه عليها بعد وقوعها به لم تكن تعلم ان هذا البريق الذي يشع من عينيه لم يكن سوى انعكاس لنرجسيته المريضة ، يعرف جيدا انها وقعت له بقوة لكن من جهته فالامر مختلف بالطبع يستطيع التخلي عنها ببساطة سيرميها حتما وكانه يرمى احد اعقاب سكائره بعد ان امتص لذتها بلهيب انفاسه. بقيت ساكنه تتامل هدوءه المخيف صامتا تذكرت لوهلة كلامه عن الصمت فأردفت تسأل
" هل انت غاضب؟؟؟ تحدث ارجوك لقد اعترفت لك للتو وماكان جوابك الا الصمت اهذا عقابا اخر ؟؟؟ اجب ؟؟ هل اخطات بشئ؟؟؟
اسدل جفنية بخمول وارجع رأسه الى الوراء سلط بصره الى السقف وبقي ساكنا دون حركة وما كان من الانسة تيشيون سوى ان تستعدل بجلوسها وتطأطأ راسها خجلا من حالها تحاسب ذاتها " تبا لحماقتي لربما تسرعت ، لقد اخطات لكن ما خطاي وانا اتعلق به بشدة ، اعلم انني احبه ، ليس سهلا البتة يجب اذن لقد هان كرامتي ، لماذا هو صامت ؟؟؟
كم هائل من الاسئلة والصراع النفسي داخلها بدات تتحرك بتوتر جعل منه يحرك رأسه نحوها نظر لها مطولا فقال
" ما الذي تحبيه بهذه الحياه انسة تيشيون ؟؟؟
"السحب البيضاء، القطط واشياء اخرى
" هل يعجبك منظر السحب البيضاء ؟؟
"اجل
اومأ لها بهدوء قطع كلامهم اتصال ابنته انيا به اشار لها بان تكون ساكنه لحين انتهاء المكالمة التقط هاتفه وهم بالنهوض من مجلسه ذهب نحو الشرفه فأجاب كان يتحدث لابنته بكل حب عيناه تشع بريقا من الحنان جعل من الانسة تيشيون تبتسم لا اراديا لمنظره الذي بدا وكانه يتحايل عليها كي لا تغضب منه قبل الهاتف عدة قبل واغلقه دخل من الشرفة بعد ان احكم اغلاق الباب كي لا تفزع مجعدته من سياط الرعود وهي تضرب الارض ، مشى وهو يقلب بهاتفه واتجه بمسيره نحوها جلس هذه المرة على مسند الاريكة التي كانت تتخذها الانسة تيشيون مجلسها لها
" هل لديك عمل اليوم مساءً؟؟
" انا لا اخرج بالمساء لانك تعرف ابي جيدا فهو لن يسمح لي بالذهاب لاي مكان وايضا رئيستي بالعمل تعرف طباعه لذا هم لم و لن يكلفوني مطلقا بالعمل مساءً
"لكنك ستكونين حرة هذا المساء
" كيف ؟؟؟ سيد جيون صدقا لا استطيع
" قلت كلمتي وانتهى!!!!
نهض من مجلسه ووقف امامها بقي ينظر لها مسلطا بصره من الاعلى نحوها وكم يعجبه هذا التعالي وكانه على جبل ينظر لمن تحته وكانها بالوادي بكل غرور اخرج يده اليمين من جيب سرواله ومدها نحو الانسة تيشيون انصاعت له بكل سهولة سار بها نحو المكتبة التي كانت على الجانب الايسر من الصالة كانت تحتوي على مجموعة كبيرة من الكتب وايضا كرامافون واسطونات كثيره ومكبر للصوت على الجانبين كان الجنرال يقف امام المكتبة ممسكا بيد الانسة تيشيون التي كانت تقف الى جانبه يقلب باهتمام بالاسطوانات حتى التقط احدها اخرجها من غلافها الورقي المقوى ووضعها على القرص الدوار للكرامافون وانزل عليها الابرة وما ان لامست سطح الاسطوانة صدح صوت اغنية sway للمغني والممثل الامريكي دين مارتين بدأت الحانها تتعالى لف جسدها بسرعة ضاما اياه الى احضانه بقوة تمردت احدى يديه على خصرها بتملك وقوة وبدأ يتمايل معها على انغام الموسيقى
أنت تقرأ
هوس النرجسي Egomania
أدب الهواةاحداث القصة حقيقية ونقلت بالحرف مع التغيير البسيط للضرورة الدرامية لا ابيح الاقتباس او سرقة او نقل اي حدث من احداث روايتي وان تم ذلك ستلاحقون قانونيا لذا اقتضى التنويه "شخص مثلي يعاني من هوس الانتباة لن يفلت يداك بدون سبب تذكر ذلك جيدا" "كل منا سي...