..

9 1 0
                                    

ان الجميع حولها في  المستشفى  وهيا ملقاه علي  احد الاسره في الغرفه  .. كانت يدها متصلة بالمحلول كي يعوض جسدها عن مانزفت من دماء..
بدأت تستعيد وعيها تدريجيا.. وجدت القلق يغلف اوجه الجميع.. الا هو كان الخوف  والاحباط والشعور بالخزي يخيم علي وجهه.. من نظرة عيناه عملت انه لم يذق النوم.. عيناه حمرواتان من كثرة البكاء  ... الهذه المرحلة كان يحبها.. قطع شرودها
صوت  الام قائله بفرحه عارمة: 
"بنتي فاقت.. سرور  فاقت ياحاج" وقامت تهلل وتزغرط فرحا
قام الاب بشكر ﷲكثيرا فلقد خشي ان يفقد سرور كثيرا ولكن كان بداخل عقل الف سؤال وسؤال عن سبب فقد هذا الشاب عقله وارتكابه هذه الجريمه في حق ابنته.
قال والقلق يغلف صوته:
"الف سلامة عليكي يا روح قلب ابوكي  ..  بس مين  الحيوان ده  ولي يعمل كده"!
انتفضت سرورخوفا ان يعلم  احد عن سبب فعل هذا الشاب 
جاء احمد بالرد سريعا انه احد اللصوص الذي كان قد قام بألقاء القبض عليه  .. واراد ان ينتقم منه في سرور لانها زوجته  .
نظرت له نظرة مذبهلة فها قد دافع عنها للتو واخفي حقيقه الامر بل والقي اللوم علي نفسه..
اطرقت:
" اه زي ما قال احمد جوزي كده  ".
نظر لها بتعجب اهل قالت عليه زوجها  للتو.. ضحك ضحكة بلهاء  ثم اردف بفرح:
" جوزك "!
ضحكت والدة سرور بخفه
واردفت بمكر:
" جوزك يا سرور دلوقتي بقا  جوزك  "؟

نظرت سرور لوالدتها نظرة تحمل  كثير من الاحاديث المشتعله، ادركت مني ما فعلته فأردفت بمرح:
" بهزر معاكي يا بت الاه 
ثم اكملت بضحكة مكتومه بس برضو  مقولتيش  انتي مالك وشك احمر كده ليه"!
قالت سرور بتنهيده من التعب  :
"امشي من هنا يا ماما ربنا يهديكي". 
دلف  الطبيب  ليتفاجأ. بهذا الكم الهائل من الافراد داخل  الغرفه    فأردف بحزم:
" لو سمحت  الكل  بره المريضه لازم ترتاح "
خرج الجميع امتثالا لاوامر الطبيب،  الا احمد ابي الخروج قبل ان يتحدث فأستاذن الطبيب  وامره ان لا يرهقها بالحديث  .  ..
وما ان خرج الطبيب  حتي ازال قناع البرود  الموجود علي  وجهه و أردف بغضب عارم:
"اتمني تكوني مبسوطه كده  يا أنسه، انتي كده  ،  ثم اكمل بنبرة مرتجفه من شدة الخوف.. كنت هعمل ايه لو حصلك حاجه،  انتي لي غاويه تعذبيني، انا غلطت مره، بس انتي غلطتي الف مره  ، انا عمر قلبي ما خانك، كنتي دايما اللي ساكنه قلبي بس خلاص كفايه كده  ،  انتي اديتي رد الفعل  المناسب من وجهة نظرك!".
كانت تنظر له والدموع تفيض بصمت ولم تتحدث فأكمل قائلا:
" انتي مبسوطه!..  علي فكره  انتي ظلمتيني.. انا غلطي كان من غير تفكير وعقلي وقتها مشتغلش لكن اكمل وهو يبكي والالم يعتصر قلبه.. انتي خونتيني وخونتي سرور الف مره انتي مين فيهم نور صح.. سرور حبيبتي كانت بريئه وطيبه وحنيه كانت بتعيط لو شافت حد  زعلان  ،  لكن انتي لا ابوس ايدك رجعيهالي انا تعبت  حياتي باظت انتي خليتها تتخلي عن الحجاب، عن العفه، عن دينها، حرام عليكي  ، احنا بنموت مره واحده  وبس، انا... ".
لم يكمل حتي وجدها تضحك  بهستريا:
" بقي انت خايف عليها!
انتي اذيتها كتير،  خونتها وضميرك مرتاح، لا ومع مين  مع اكتر شخص  كانت بتحبه والله  انك بجح،  بنموت مره واحده  ؛ ده انا هخليك تموت في اليوم الف مره  'كانت تتحدث والدموع كالشلال تذرف بغزاره.. انت عارف انا بقيت ازاي انا ببص في المرايا مش  لقياني  ،  مش عارفه اضحك زي الاول  ، مش عارفه  ارجع  عن اللي بعمله'كفكفت دموعها بيدها اليمني واكملت بمكابره.. انت اخترت زمان وانا اوعدك اني  هدفعك ثمن اختيارك يا زوجي العزيز ".
نظر لها بصدمه وغادر الغرفه والدماء تغلي في عروقه ولكن ما باليد حيله....

كانت تحتضن كف امها بيدها وتبكي بهدوء وتقول  بحزن:
" ارجعيلي يا أمي،  انا الدنيا تعبتني اوى،  صحيح سليم بقي جوزي بس انا مش مبسوطه  ،  انتي ليه مش  بتردي عليا  ،  انتي ليه مش  عايزه تقومي وتردي يا ماما انا هنا اهو،  انا عروسه  يا ماما، ابوس ايدك يا ماما قومي، انا هموت لو مرضتيش عليا  "
كانت سجي منهاره من البكاء  لقد توفت والدتها للتو،  هي الان بمرحلة ما قبل الصدمة تلك المرحلة  التي يحاول بها الشخص ادراك ما قد حدث وان نصدق ما حدث   ولكن هناك. امل ان نكون نتخيل ولا صحة لما يحدث ولكن هذا خيال  فقط لا غير.. افاقت علي تلك. الممرضه التي تضع طرف الغطاء علي وجه امها.. بكت وبكت وبكت ولم تجد نفسها غير مغشيا عليها من فرط الحزن  والالم.. فأصعب شئ قد يؤلمنا هو فقد شخص كان يوما ما هو العالم اجمع.....

كيف لها أن تنأم  وصديقاتها احدهن كانت ستقتل والاخري فقدت الام وباتت يتيمه....
قامت بأخذ هاتفها وهاتفت آنس:
"فاضي يا بابا"؟
آنس بحب ونعاس حاول ان يخفيه:
" فاضي يا جميل،  اشجيني، لشو حبيبي مش نايم "!
لم تستطع الضحك فالحزن يمزق روحها فقالت بنبره مرتجفه حاولت ان تداري البكاء من خلالها:
" انا مخنوقه اوى  ،  والدة سجي اتوفت "
قالت ذلك وانفجرت بالبكاء فقال لها محاولا مواستها:
"لا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم،  انتي مؤمنه يا هدي انتي لازم تكوني قوية عشان صحبتك بحاجتك، وكمان سرور تعبانه، الله  يكون في عونك".
قال هذا وبكي هو الاخر  .. قالت هدي من وسط شهقاتها:
" انت بتعيط ليه طيب"!
رد آنس بتنهيده:
"عشان صعبه اوى  اني اشوفك بتعيطي واسكت كده  ،  وكمان الموقف صعب اووي  ".
قالت بحب وقد نست انها كانت تبكي:
" بحبك يا انس الروح "
ضحك بخفه وقال لها متغزلا بها:
"حبيبي ده ولا حد  تاني انتي قلتي ايه".
تفتح الورد علي وجنتايها وقالت بخجل:
" تصبح على خير يا نوني "
قال لها بسرعه:
"خلاص  هقفل الموضوع  قوليلي بقا انتي عامله اية  "؟
قالت  بحزن:
" مش بخير يا أنس "
مسح علي وجه بيده وقال:
" طب احكيلي حاسة بأيه يا هدي ".
وظلا يتحدثا حتي غفت هدي دون ان تشعر..
آنس بحب:
تصبحي علي  رضا الرحمن يا حبيبي".
واغلق الخط ثم توضأ وصلي ركعتين قيام الليل ونام..

مر اربعين يوم..
كانوا اصعب ما يكون على  سجي تلك الزهرة التي احرقتها الالام  ... وخرجت سرور من المستشفى على منزل صديقتها  ولم تذهب الي منزل احمد فقد استأذنته ان تظل في منزل سجي  حتى  ان تعتاد الامر.... سليم كان  خير رفيق لسجي فلم. يتركها لهواجسها وافكارها.... ولكن تركها في منزل والدتها كي تودعها وتستسلم للامر الواقع...
كانت سرور تجلس علي السرير  وبجانبها سجي  بينما هدي قامت بتحضير الطعام لهن..
حاولت سرور ان تطعم سجي ولكن لم تقبل فظلت  سرور تعاند  حتي اطعمتها..
وحين كانوا يحتسون القهوة الساخنه لتدفأ ثلج قلوبهم وجدت احدهم يطرق الباب  قامت هدي بفتح الباب وصدمت عندما وجدته اخر شخص  توقعا ان يأتي....................

Default Title - Write Your Ownحيث تعيش القصص. اكتشف الآن