شاكرين لفضلك

9 3 0
                                    

التفت اذا ظننت،  ادع كبريائي يمت واترك العنان اليك كى  تهين كرامتي،  كذب من قال ان لا كرامة بين الاحبه فان احببت بشده لا تقوى المجادله. تكتفي بان ترى ابتسامته حين ينتصر حتى وان كان مخطئ.
فما اعظم ان نتنازل من أجل اسعاد الحبيب.

كانت تحتضن الفتاه ودموعها تذرف ولا تستطيع  إيقافها  ، مات أختها وصديقتها ورفيقة دربها،  رحلت وتركت لها طفل لا تعلم مصيرها معه، هل تخون من أحبها ولم يرى سواها فى عالمه، ام تخذل الطفل وتتركه وحيدا هو وأبيه  ظلت شاردة تنظر للطفل، اى ان جاء ذاك العصبي، وعيناه متورمه من شدة البكاء، سحقا لك ايها القدر لم اعلم كم احبك  الا بعد ان نزعت جذوره من حياتى.
تبقي لى ذاك الملاك والذى سيكون عالمى، اما تلك التى تسببت فى رحيلك،  سأشن عليها الحرب ولكن ارتاح حتى اراها جاثيه عند قبرك وتعترف كم أذنبت بحقك.
انتزع الطفل من يداها ب قسوه ونهرها بعنف قائلا
«انتى ملكيش الحق تلمسي ابنى بعد ما كنتى السبب فى  موت امه»
نظرت اليه متألمه لهذه الدرجه بات عديم الاحساس، كم تمنت ان تعانقه وتبكى وتصرخ فإحساسها بالذنب يكاد يقتلها.
رد عليه ابيها بعنف و نبره غاضبه «ي بجحتك ي اخي  تقتل القتيل وتمشي ف جنازته  ، مراتك مات من القهر اللى حست بيه لما شافت جوزها بيعتدى على بنت عمها اللى كانت خطيبته فى يوما ما!»
سرور وقد اصبحت لا تقوى على الجدال «سيبه ي بابا بيتكلم من صدمته»
نظر لها احمد بتعجب  « انا مش عارف جايبه بروده الاعصاب دى منين» .
نظرت له بأعين دمعه مستنجدة  بهم لطالما اعتنوا بها وقت حاجتها ل الاحتواء،  ولكن اليوم لا تجد فيهيما سوى الكراهيه هربت من المستشفي الى المنزل لتعد الطعام فمنذ أمس لم يتذوق اياً منهم الطعام وبعد  الانتهاء،  أحضرت ملابس للطفل وقامت بجلب بعض  الملابس لوالدة يسرا لتبديل ملابسها. هاتفت اسلام للتعلمه انها تنتظر قدومه.
«الو ي إسلام انا حضرت كل حاجه تعالى خدنى».
وافق على الفور و لم يمر من الوقت نصف ساعة حتى آتى اليها بأعين ذابلة لم تعتاد على رؤيتهم هكذا فهى تعلم مدى تعلقه ب يسرا وان كانت علاقتهم توترت بفعلها الشنيع ذاك،  ولكن مهما ان يكن هى أخته إبنته وصديقته،  ليته لم يهملها،   وليته صفح عنها ولكن كيف قد خذلته وخانت ثقته  ، لا ينكر انه اخطأ ولكن من لا يخطأ لا يتعلم.
قاطعت سرور شرود أفكاره  قائله «انت مؤمن ي إسلام واللى حصل ليسرا كان قدرها ربنا يرحمها ويسكنها جناته».
نظر لها بغرابه فكيف لها ان تقول هذا وهى اكثر من تأذى من أخته «انتي بجد ملاك ي سرور».
نظرت له سرور بالامباله وأردفت «انا مش ملاك انا تخطيت الموضوع».
حقا أكذب من جديد، ألن اكف عن تفوه الكذب وإخفاء حقيقة مشاعرى، كفى فالخائنه ماتت تاركه لى جرحاٍ عميق،  فقد سامحتها منذ عهدا ماضٍ،  فهى كانت ضحيه لحقدها لا أكثر،  وكانت فتاه طائشه ولكن هو كان يعلم ما هو مقدم على فعله،  سقطتت دمعه حاره وتذكرت كم انتقضها الجميع ولقبوها  بنذير الشؤم وهيا لا ذنب لها.
وصلا الى المستشفى كان والد يسرا قد أتمم إجراءات الدفن وتصريح الخروج، رأيت يمنى تقف بقلب منكسر وبجانبها كريم لا يفارق الحزن، كم هى مسكينه،  يومها الاول  وهى عروس  كان فى المستشفى وفقد اختها بل توأمها التى لم يفترقا منذ الولادهه فهرولت اليها وإحتضنتها بحب وحنان فأنطلق نشيج بكاؤها بصوت عالِ.

مررت ايام الحداد الاربعون،  وطلفها لم يترك هناء والدة يسرا وكانت سرور تعتنى به بجانب الامتحانات فقد كانت فتره عصيبه للغايه ولكن قد مرت بسلام وهذا ما يهم.
اليوم جاء أحمد يود أخذ طفله للمنزل فكفى انه تركه بعيدا من احضانه اربعين يوم ففد حدد ميعاد مع الجد ليشكو له عمه إبراهيم والد زوجته المتوفيه لانه لم يقبل ان يعطيه طفله.
الجد وقد عقد حاجبيه بغرابه «وأنت ي أحمد هتاخد ابنك لمين  امك المسنه ولا انت ي حضرت الظابط اللى مبتقعدش فى البيت خمس ساعات»!
نظر اليه أحمد بإحترام وتفهم «حضرتك انا عارف انى مش فاضى وان والدتى مسنه لكن مش عدل ان يبقي ابنى ومشوفهوش غير ساغه كل اسبوع، وبعدين انا هجيب له مربيه اطفال  من  افضل ما يكون».
رد عليه ابراهيم بحنق «يعني تبقى جدته عايشه وتجيبله مربيه لى يعني  »
اشتدت مشاجرة بين الطرفين وفجاءه قال الجد
«انا عندى الحل ي احمد». التفت له الاثنان بأهتمام ليحثوه على التكمله ليردف قائلا

«تتجوز سرور بنت علاء»..................
 

Default Title - Write Your Ownحيث تعيش القصص. اكتشف الآن