اعلم انك وصلت الي قمة النضج.. عندما تجد انك لم تعد تسعي لاسعاد من حولك وفقط تحاول اسعادك انت فقط.....
مر شهر اخر على ابطال قصتى.. كان ملئ بأحداث رتيبه وروتنيه... كانت سرور قد تحججت بمرضها، واقامت شهر اخر في بيت والدها... الجميع كانوا يساندون سجي التي باتت كئيبه، منعزله، وحيدة، ومشتاقه لحضن امها الحنون.
كانت تجلس علي الاريكه وتنظر من شرفة المنزل الي السماء بتوهان لاتعي اي شئ يحدث حولها.. فقد تشتاق وتشتاق وتشتاق لوطنها وامانها و ملجأها بعد الله.. هي الام يا سادة فمن فقد امه فقد هويته وكيانه .
"سجي يا سجي" قطع شرودها خالتها والتي اعتنت بها كالام واكثر.
سجي بحزن:
"نعم يا خالتو"!
خالتها بأجراج:
" انا لازم ارجع بيتي بقا عمك منصور زعلان بقالي شهرين سايبه البيت ".
ابتسمت سجي وقالت بتهذيب:
" طبعا يا خالتي.. اصلا كتر خيرك انك قعدتي معايا كل ده ".
شعرت اميمه بالاحراج وقالت بأسف حقيقي:
" علي عيني والله يا بنتي اني هسيبك بس انا ورايا التزامات، وانتي كمان لازم تشوفي جوزك وتروحي تعيشي في بيته كده مينفعش ".
نظرت سجى بصدمة وقالت بنبره مخيفه:
" انتي عارفه ده عمل ايه .. ده في عز منا محتاجله سابني.. اكملت والدموع تملأ عينيها.. سابني عشان امه ".
تذكرت ذلك اليوم المشئوم الذي اتت تلك السيدة الي منزلها ومعاها والد سجي لاخذ واجب العزاء ...
والدة سليم بتكبر:
" البقاء لله ربنا ريحها من اللي كانت فيه.. وبعدين اهي اتطمنت عليكي اهيه.. اكملت بغرور.. كفايه انك اتجوزتي ابني ".
كانت سجي تنظر لها بصدمة اي نوع من البشر هذه المرأة .. الاتلاحظ كم تبدو سجي حزينه انها قاسيه لدرجه اللعنه.
همت سجى بالرد غير انها وجدت سرور ترد بالنيابه عنها قائله بتكبر هي الاخرى :
" معاكي حق يا طنط .. هنلاقي فين حد يعرف قيمة ومعني الحب قد ابن حضرتك .. ده اذا كان امه هربت من البيت وراحت خطفت ابو خطيبة ابنها من مراته.. مابالك هو كراجل ممكن يعمل ايه ".
صعقت السيدة من هذا الرد ووجدت سليم يدلف الي الغرفه فأدعت البكاء وقالت:
" بقي ده جزأتي اني جيت اعزيكي في امك واخد بخاطرك ، انا غلطانه يا بنتي. بس كنت اتعاملي بأدب عن كده .. مش تهزقيني انتي واصحابك ".وما ان انتهت حتي وجدت ابيها يصفعها بالقلم علي وجهها لتصدم بشدة وتنظر له بقسوة واردفت بحزن والم وحسرة غلفت صوتها:
" انت مين عشان تمد ايدك عليا، انا بكرهك، وبكرهك، وبكره اني علي اسمك.. انت السبب في موتها.. والسبب في ان واحده ملهاش اي لازمة ولا تسوي فردة جزمة تهزقني كده منك ومنها لله ربنا يأخدكم، انتم احقر اتنين شوفتهم ".
كان يراقب بصمت والدم يغلي في عروقه.. ولكن طفح الكيل لم يعد يستطع التحمل فمن تهان هي امه، قائل بنبره مرتعدة:
" انتي ازاي تتكلمي عن امي كده .. انتي اللي متسويش حاجه .. وكمان مش محترمه.. عشان دى مش طريقة للكلام يا بنت الناس يا متربيه، يلا يا امي من هنا ".
شعرت وكأن الارض تتأرجح من تحت قدميها وكأن احدهم قد طعن فؤادها.. نظرت لابيها وابتسمت ساخرة:" هستني اي من جوزي اللي شاف ابويا كده .. اطلعوا بره كلكم منكم لله وبس كده ".
كانت تسير بزهو فقد حققت مرادها اخيرا ولن تستمر علاقة ابنها بتلك الفتاه....
أنت تقرأ
Default Title - Write Your Own
Romance«أيها الليل المدلهم كفي، ألم يحين اوان بزوغ الفجر، أقسم أني لم أعد أقوى علي تحمل أخطاء غيري. ما ذنبي! خلقت أنثي وكانت هذه مشيئة ربي فلما أعاقب علي ما لا علاقة لي به، اذا بكيت نعت ضعيفه، واذا بالصبر تحليت نعت بالقاسية ذات قلباً كالحجر، أتقوا يوما ل...