_ البارت الثاني _

405 21 3
                                    


قصّر الصوت من داهمّه شعور غريب يغلبّ كل المشاعر السيئة ناحيتها..
تجاهل مشاعره وهو يتوّقف أمام المطار، نزل وهو ياخذ شنطته وبإيدينه الثانيّة جواله يحدق فيه بعد ما أعطى عمّه أمر بأخذ سيارته المركونه في الباركنق،
دخل بعجّل وهو يوجه نظراته لساعته! ويسمع النداء الأوّل لرحلته
إتجه للبوابة وهو يشيك على حجّزه بعد ما أنتهى بالكامل خطى خطواته ومشاعر الشوق واللهفة تغلبّه، لعائلته لوّطنه لبيت دافئ يضُّم حبايبه..
وتجاهل شوقه المكّوم نحوها ..
جلس على مقعده لدقائق وبعّدها رفع شنطة لابّه وهو يسحب منها كتاب " مدينة الحُب لا يسكنها العقلاء "
رفع الكتاب وفتّحه على صفحة تحمّل نص ..
" لو كنت أعلم بشأن هذا الفراق الذي كانت تخفيهُ لنا الأيام لربما كنت أقل حماقة، أقل غضبًا، اكثر حكمة، اكثر حُبًا "
اكمل قراءته بعّدم اهتمام تجاهلًا لضحكتها المتردده على مسمعه، وشامّتها وغمازتها يلي تجمّل خدها الأيمن إلا إن سمّنتها كانت خافيّة ظهورها..
سنتين مّرت سنتين وما زال يذكر أدق تفاصيلها، في كل صفحّة يقرأها من كتابه اللي كان من توصيّتها، يّدون جملة..
" كيف أنجُو من غضبي المتراكم نحّوك؟
اتمنى أن لا التِقي بتلك العينين كّي لا افي بذلك الوعّد
خوفًا عليكِ مني، ابقي غريبة وبعّيدة
ليبقى حُبك ولينجّو قلبك من شخصٍ ممُلتئ بالغضب والحمّاقة، يتأرجّح بين الجمود والقسّاوة ..
-الليّـث-
_
‏ㅤ
اراضي الوطّن | في مكان آخـر
عائلة تخيُّم عليها غيمة الحّزن، في إحدى زوايّا الفلة غرفة مُظلمة .. ما ينيرها إلا أشعة الشمس
سّلمت من صلاتها ودموعها متجمّدة على ملامحها،
في كل مرة تدعّو لـ إبنتها بالرحمه تبكي ضعّف وشوق
مسحت دموعها من حسّت بدقة الباب،
أردفت نبّرة هادئة : عنـاد تعال ..
دخل بإبتسامّة عريضة تتبدد على ملامحه، إنحنى وهو يقبل جبينها : أبي حق البّشارة؟
شعّت ملامحها فرح : وصلوا لها؟ راح يتم مـ
قطع حّروفها وهو على علم بمبتغاها، عز عليه كسر فرحّتها وسروها إلا إنه قبّل إيدينها وأكمل جملته : سندك راجع والان أقلعّت رحلته بعد
إنشرح خاطرها وهي تضحك وتحّتضنه من هالبشارة، سنتين تترقب رجوعه ودخوله! سنتين تدعّي تعود هاللحظة وتلتم عائلتها من أول وجّديد، أردفت : ما تكذب علي يا عند لجل اضحك؟
نطق : افا ما يهون علي أشوف هالفرحة وأكسرها ؟ والله اني صّادق، راجع لجل تدريباته والمّسابقة إستغليته ..
ضحكت : تعلمني فيك
عناد: كله عشان هالضحكة تكّرم مدن مو مدينه بس ! إنتي بس اضحكي ولا تحرمّينا منها
أحّس بغصتها ودموع تجتمع في مقلتها، مسّح على راسها بحنية: تكفين يمّه لا تضعفين الليث بحالتك، رجوعه كان صعّب وانتي ادرى بقرب الليث من سديم الله يرحمّها.. عزمي نفسك ! كفاية إنه شايف نفسه المّلام
مسّح دمعتها وهو يقبل راسها، أجهشت بضعف طاغي سنتين مّرت غير قادرة على تجاوز وفاتها ما تملك غيّرها من البنات
كان البيت ملىء بضحّكتها، تترك في كل زاوية اثّر شغبها وحنيتها تضاهّي الجميع
الحضن لليّث برغم إنها اصغر منه والرفيق لعنّاد يلي تغطي على جميع مصايبه، والأم لوالدتها !
رفعّت راسها وهي تنطق : ما راح أضعّف وانا ودي بهالرجوع من سنتين.. متى وصوله؟
عناد: رحلته طويله، الظهر وهو عندك
إعتدل في وّقفته يكمل جملته : ياويلك يا زُمرد إن ما صفيتي الأطبّاق من بداية الطاولة لاخـرها
اشارت على عيّونها بإبتسامة تلبيّة لرغبته، أرسل لها بوسة على الهواء وهو يصد مبتعد تاركها بمّشاعرها المختلطة ما بين لهّفة وحزن من فرحتها الناقصة ..
_
‏ㅤㅤ
<< قصـر بهّي >>

روايّة؛ تفيَّا في هدب عينٍ تشوفك ظلها و السُورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن