أرّض السعودية *ㅤㅤ
في إحدى الأحيّاء الفخمه ..
قصّر شاسع يفوق جّماله الأوصّاف مصمم بطريقة حديثه، ذات الوان هادئه تبعث لناظرها شعور الأنشراح، مّكون من عدة فلل بجانب بعضها اللي كانت تضُّم افراد العائلة..
عائلة الجّد " بهّي "بعيدًا عن ضجيج العائلة، وكمّا اعتادت تحب الهروب في هالوّقت وقت غروب الشمّس..
بعيدًا عن أي مصّدر ازعاج يؤذيها في عزلتها، سحّبت خوذتها بهدوء وهي تنزل بإتقان من على خيلها المشير إليه باسم " غسّان " مسحت على راسه بإبتسامه عريضّه منها وهي تنطّق
: يا عظم حُبك بـ هالقلب يا غسّان
إعتادت تلّقي عليه كلام الحب، توصف تعلقها بّه وتختم كلامها " ولكّن مو مثل عظمّة حب بهّي في قلبي "
سحبت ايدينها وصّدت بإتجاه شجرتها اللي اطلقّت عليها مسمى " الشّام " في صغرها، لتندرّج تحت أملاكها ..
جلست بهدوء وهي تسّند ظهرها على الجذع، رفعت إيدينها وهيّ تثبتها على شعرها وتسحب ربطتها.. تركّت له الحرية لينسّاب على ظهرها، رجعت خصلات شعرها خلف إذنها وهي تاخذ نفس عميق وتعتدل في جلسّتها ! تتأمّل الغروب لوهلة وتحدق في غسان لثانية اُخرى ..
غمضت عيونها وبمجرد ما غمّض جفنها إرتجفت ضلوعها وإنتفض قلبها وهي تلّمح طيفه ينرسم أمامها بدقه! رمشت بفزع وهي تعتدل في جلستها وتلتف حولها بخوف..
وجهت نظراتها لكّل زاوية في المكان،
استوقفت بخوف آسر قلبّها لطالما كانت خوافه واعتادت على إحتماءها خلف جدّها في كل لحظاتها في حزنها وفرحّها..
وتعتبره سند ما يميل، لدرجة إنها القّت عليه مسمى " شجّرة الشام " اللي كانت ولا زالت تستلقي تحّتها من صغرها وهي مطمنه بإنها ما راح تمّيل..
من عُمر العشر سنوات إلى ان اصبح عمرها ٢٥ عام تلقي مسميات على كل شيء يخصّها،
سيطرت مشاعر الرهّبة والهلع عليها بسبب طيّف مجهول يتردد في مُخيلتها ، امتطت على حصانها بعجلّه بدون ما تلبّس خوذتها،
وتحركت بإقصى سرعتها لناحيّة القصر..بشهقات متعّاليه
وصلت بدون ادنى تفكير بإنها تقّيد غسّان نزلت ترتجف وخطواتها متمايله ملامحها مفزوعه، اول ما شافت قُتيبه وجّدها بهي في الجلسات الخارجية .. اجهشت واسرعت في خطواتها
فزع قتيبه من شكلّها، استوقف الجد بهّي بنبرة خوف : شاااام
بهالحظه رمّت نفسها بين احضانه واطلقت الحرية لشهقاتها : شفتــــ.ه شفّتـ.ه
قتيبه " التفت يوجه نظراته حول المكان "
شّام رفعت راسها تشير لناحية البعـيد وغير قادرة على ترتيب جملة كاملة..
بهالحظه بهّي مسح على شعرها بحّنيه واشار لقُتيبه يّلي فهم نظراته، ما يجهل أوامّره
تحرك قتيبه انصيّاع لأمَره برغم خوفه على اخته الوحيدة " شام "
ترك لها الحريه في تحرير خوفها ورهبتها وبكاءها بين احضانه، بعد دقايق طويـله استوقفت شهقاتها رفعت راسها لنّاحيته بملامحها اللي احمّرررت من البكاء بهالحظه بهّي اصدر نبرته الحنونه : يوميًا في هالوقت تجين بنفس الحالة برهبتك وفزعك، سنّه كاملة مرت وفي كل مرة اطمّنك بإنه ما راح يقدر يمّسك بادنى اذى دام بهّي حي حتى الطيّف اللي مأذيك يا شام مب واصلّك، تشككين في مصداقية بهّي؟
شام بتساؤل بين دموعها وبنبرتها الباكيّة : انـ.ا ما اعرفه، ما اعرف مين يكون لجل يتردد طيفه في بالي ما اعرف ليه يشاركني احلامي ولحظاتي.. المح طيفه والمح حدث غير مفهوم في احلامي.. بهّي انا تعبت.. فكرة الخوف والفزغ تزداد في كل مّرة يمر طيفه امامي في كل مرة يحّتل في احلامي، طاقتي استنزفـ.ت
بعدين " اصدرت نبرة غرور " تلطّف وتقلل من خوفها انا شّام البّهي كيف الفزع يتمكن مني وما يهاب اسمك؟
تنهد بهي وهو يمسح دموعها ويبوس راسها بحنّيه: ما عاش من يمسّك بأذى يا شام وانا حي أنا حاجز بينك وبينه، إن كان هالطيف حقيقة ما يتجرأ يقرب خطوة وأنا موجود وإنتي عارفة إنه مّجرد طيف-سكن لثواني-
: و تدرين إنك مب وحيده في عزلتك
شام بتأكيد لكلامه: غسان معّي
هز راسه بالنفي وهو يضحك بخفه! إحتدت نظرتها بفهم وإبتعدت عن أحضانه : الريييييم
نطّت الريم من الخلف وصارت بينه وبيّنها: ياعيون الريّم وقلب الريم
شام شدت اذنها : طلبت منك ما تلحقيني صح؟
تقدم قُتيبه وماسك بإيديّن قهوته ومحوط بإيدينه الثانيّه جدته " شامّة " اللي لعظم محبتها وكبرها في قلّب الجد بهي سمى شام عليها
اعتدلت الريم بمجرد ما شافت قتيبه ورفعت طرحتها تلفها بإحكام وضربت ايدين شام لجل تحرر اذنها وبغزل : كيف اسيبك؟ وانتي نظر عيني وانا حبيبك
شام ابتسمت ورفعت نفسها وهي تشوف قتيبه مستقر بعيونه عليّها يحدق فيها بقلق و تدرّك نظراته لها وخوفه يلي رايح ينتهي بلسّتة نصايح ..
بهالحظة شامّة باست جبينها : شفيها الشّام من اللي مبكيها؟ " وجهت انظارها للريم " الرييييم
الريم فزّت : وش هالآضطهاد اللي انا فيه؟ انا ششششكو بعدين كل الدلع والخوف لشام وانا منّ لي؟
ميّلت فمها وهي تكمل جملتها: برجع اليوم عند ابوي مب مدلعني إلا هو
بهّي : والله ان الدلع والدلال ما شافه من احفادي الا انتي وشّام يالجاحده
الجّدة شامة: انا قلت هالبنت ناكره للجميل
الريم: شايييييفها ؟
أردّف قتيبة بحده : عن الدلع الماسخ
وتوقف يشير لشام والريم : ان شفت وحده منكم اليوم عّاتبة بوابة الـ
قطعت حّروفه الريم: جّدو انا وشام بنروح لمنطقة التدريب عندها تدريبات مكّثفه - اكملت جملتها وهي تحّدق في عيونه الغاضبه - ما بقى الا يومين على السبّاق وانت ادرى حفيّدة بهي ما يليق فيها إلا الفوز
أشار على عيّونه تلبية لرغبتها: بشرط
شام والريم بنفّس الوقت : ما نبي قُتيبه
تنهد وهو يدّنق راسه رضا لأمر أعز ثنتيّن على قلبه! وما أهتم لقتيبة يلي يصد بغضب عارم وهو يبتعد
دائمًا ما يغلب حدته واوامره إلا دلع ودلال جدّه ..
بهالحظه خبّت الريم ملامحها بين احضان جدتها تخّفي أمور كثيرة خلف شخصيتها الحادة والمّرحه وفي ذات اللحظة توّقفت شام تقبّل خد جدهّا وجدتها وتشير للريم بمعنى " يلا "
استوقفت الّريم وهي تدخل ايدينها وتشد على كتف شام سندت راسّها وهي تلقي جملتها المُّعتادة على مسمعها :
يا ملجأ اتيه متعبًا واغادره متعافى
يا كتفًا اذا ضاقت بي واشتدت سلكني الطريق إلى بابه ودلني ..
شدت عليها شام تهمس حّروفها بنبرة خافته وماهي إلا ثواني وإعتلت ضحكاتهم
لطالما كانوا يطلقون عليّهم بـ لقب " الظل " شام مالها إلا الريم والريم مالها إلا شام، يستظّلون ببعض ..
تربوا الريم وشام على إيدين شامة وبهّي، ولكّون قصر البهي يضُّم ثلاث فلل خلف قصّره .. فلة باسم وعّادل أولاده وأميّرة بنتهعائلة الجـد بهّي،
-عادل _يمّلك قُتيب والشام، ومنفصّل عن زوجته من وقت طويل
-باسـم_ يملّك الباهـر وجُمان والريـم
الأم " مُّهرة "
امّيره البنت الوحيّدة لبهي " تمّلك غيث، جواد، غُند "
" التعريف كبّداية، والتعمق بالشخصيات من خلال الأحّداث "ㅤㅤ-
في مدينة آُخرى بعيدًا عن اراضّيه و موطنه،
_ تحديدًا سويسرا _
ㅤㅤ
يجّلس على إحدى الجلسات في زاويّا البلكّون..
مسمتع بالهّواء ولحظات الفجر الهادئة، نسّمة هوى تفوح مع ريحة قهوته.. يتأمل اخر تعديل لتصميم مّكلف فيه،
ترك كوب قهوته وفرك ايدينه بإقتناع وهو يستلقي بظهّره للخلف بتعب وارهاق،
رفع ايدينه لأعلى وهو يتأمل الخّاتم في إيّده اليسار
حرك اصبعه البنصر وهو يسحب الخاتم من ايدينه ويرفعه لجّل يتأمل الجملة المكتوبه داخل الخاتم، وتاريخ مرتبط بتّلك اللحظه، استقطع تأمله رّنة جواله مد ايدينه لجواله وهو يطلّق تنهيده عميقه مُحمله بأمور مجّهوله رّد
وبهالحظه اصدر عناد نبرته: يالطيييييب رحلتّك كنك ناسي إن ما باقي لك إلا يومين
الليث: وعليكم السّلام، ثانيًا الان راح اتجّه للمطار ثالثًا ما ودي إلا الغالية تستقبلني خامسًا سكر الخط
عناد بفضول: اعتذر ولكن بخصوص رابعًا اللي انشطبت من الكلام
الليث وهو يستعدل جلسته ويلملم فوضته: ما كان ودي انك تركز عليها لجّل مشاعرك.. متأكد حاب تعرفها؟
عناد : تفضّل كلي اذان صاغّيه
الليث: ما ودي اشوف رقعة وجهك في المطار
سكّر الخط وهو يرسم ابتسامه باهّته على ملامحه، استوقف وهو يلملم اغراضه ويتجّه للداخل
تقدم لغرفته وهو يبدل ملابسه بعدم اهتمام بمظهره، كل اللي يهّمه رجوعه لأرضه ولموطنه برغُم امكانيته وقدرته في إنه يرجع في اي وقت يرُيده إلا انه دائمًا ما اختار الهروب،
من ذكرياته .. من الأرض اللي تضٌّم طيفها، الاماكن يلي تشهِّد على ضحكاتها، الجّرايد، المجلات يلي تذكر إسمها ومهتمه لأصغر تفاصيلها..
ابتعد خوفًا من أن يولد شعوره ناحيّتها، خوفًا من أن يؤذيها بحقده المتكور في زاوية من قلبه، من أن يرمي لومه وكلماته القاسيّه ويربطها بذكريّاته،
سحب شنطته بعّد ما تأكد من وجود كل اغراضه المهمه،
سحب جواله وبهالحظه فزع من شاف اختفّاء الخاتم من اصبعه.. تقدم بخطوات عاجله لمكان جلوسه شافه مرمّي على الكنبه، تقدم لناحيته وهو يرفعه ويثبته على اصبعه البنصر ويتحرك لناحية الباب وهو يسكر انوار شقّته الصغيره ويغلق بابها بإحكام
وجّه خطواته لناحية سيارته، صعّد يرمي شنطته بالخلف وحرك متجّه للمطار..
فتح الأف إم وكان يستمع لإحدى اللقاءات يلي إنتهت بإغنيّة
عـظيم إحساسي و من الشوق فيني شيء ما ينقال
وفقير الحب قدام اللي بين ضلوعي لك شلته
احبّك كثر ما تسري بشراييني وتجي على البّال، وكثر
مافي خفوقي لك كلامٍ ما بعّد قلته
قصّر الصوت من داهمّه شعور غريب يغلبّ كل مشاعره السيئة ناحيتها تجاهل مشاعره وهو يتوقف امام المطار ..
أنت تقرأ
روايّة؛ تفيَّا في هدب عينٍ تشوفك ظلها و السُور
Roman d'amourرواية: تفيَّا في هدبٍ عين تشوفك ظلها والسُور