« قتيـب »وقف يستند على حّافة بيت الشعر، طلع بكت دخانه بملامح محمّره وكأن قلبه إنطبع على ملامحه
ثبتها يرفع ولاعتـه بإيدينه يلي ترتجّف ترتجف من قهره وغيظه
يتمنى إنه حلم فضيع ويصحى مّنه! يتمنى ما تكون خسّارتها واقع وتعز عليه نفسّه لأنه شيّد أحلام معها كل لحظة في حياته ماضي ومستقبل
إستقر الضيق وسط ضلوعه! وجمّرة جمره تتوارى لأن عيّن بتلمح تفاصيل يحفظها، يرسّخها قلبه رسوخ عظيم ..
وجه نظراته لإيّدين تسحب الدخانة وترميّها، داست برجلها تنطق: كم مرة قلنا كفاية!
زفر يّداري غضبه: شام! إعفي نفسك من العقاب
قوست ثغرها تتكتف وتهز - بالنفي - : تعاقب خوفي عليك!
أردف بنص عين: خروجك بدون حرس! اخر الليل ! عنادك ونومك بالإسطبل بعـ
خرست حّروفه تبلع ريقها: اف قتيب، ما يهمني! إنزين كل يلي يهمني رضاك وضحكتك الحّلوة وإترك هالنظرات المرعبة عرفت إني غلطانة وما بخطي خطوة من غير حّرس رضيت؟
سكن لثواني وابتسم بصعّوبة يهز راسه - بإيه - رجع بخطاه للخلف ينحني ويجّلس على العشب أشار لها وتحركت تجلس بإبتسامة: قتيب! - حنت راسها على ذراعه -
نطق يتأمل السماء : بتمطر اليوم
سكنت من هرّوبه توجه عينها للسماء ولطالما كان بذات الطبع، ما يحب يشارك همّه ولا يوضح كدره يكتمه في قلبه إلى ما يتلاشى ومن أسباب جّفاه كتمه لخيباته، عكسها بمجرد ما تحني راسها على ذراعه تنطّق بكل ما يجول في خاطرها وما يشابه شعورها معه إلا - أجيك لأن الأيام ضيّقة وضحكتك مخرج -
أردفت تفرك إيدينها: قتيب ليه مو مرتاحة!
نطق يوجه عيّنه لها: الريم؟
إهتز راسها - بالنفي - وبهالحظة عدل جلسّته يحوفها بذراعه: لا تخافين إن كان على حسين لا هو ولا غيّره يقدر يوصل لخطاك بعد اليوم ما يقدر يمّس شعره فيك
قوست ثغرها لوهلة: مو منه! أخاف من الواقع - سكنت لثواني - ومضطرة أعيشه لأنه حياتي
ضحكت تراقبّه بإنتصار: شفت كيف خليتك تركز معي وتنسى بنت باسم!
رمقها بنص عين: قدها؟
وقفت تتخصر: بنت عادل تخطي خطوة وما تكون قدها! لا إنت ولا غيرك يا حضرة النقيب يـ
شهقت لأنه وّقف يتجه لها: لالا! قتيب ابعد
لحقها وتعالت ضحكاتها تهرب منه وهو خلفها إلى إن مسكها وطاحت، طاح بجانبّها وضحك بقوة من أعماق قلبه وسكن: يكفيني إنتِ تدرين؟
إبتسمت تضّم دقنه بين كفوفها: أدري أدري يا حبيبي إنت لا يتكدر خاطرك فاهم؟ أضيق يا قتيب أضيق من ضيقتك وأتحامى من الدنيا في ضحكتك تدري!
ضمّها لذراعه وداخله ما برد إلا إنها شام يلي تزيّح غيمة الغضب بحنانها الفائض ويحتاجه هالحنان في يوّمه! لو ما كبح غضبه بيفيض على الريم وبهي..«
وقف عند باب جناحها ياخذ نفس عميّق ويزفره، رفع إيدينه يدق على الباب : ريمتي
سكنت لثواني تمسّح دموعها و أردفت بنبّرة يوضح بكاها: بابا! ما ودي أشوف أحد بليز
باسم: حتى أنا؟
تنهدت تتحرك وتفتح الباب رمقته بسكون وغيّمت عينها بالدموع! زنت على طرف شفايفها
تنهد يتقدم وهو يحّوفها بذراعه: تعالي يا بابا تعالي!
شهقت وهي تخبّي ملامحها بين أحضانه وتبكي بكل ما أوتيت من قوة، بكت جرح ما ضمّد، بكت خوف ما أندثر! بكت قلق وتمتمت بكلمات ما يفهمها: إهدي وخلينا نتكلم
رفعت راسها من بين أحضانه وسحّبها يجلسها على الكنبة ويجلس بجانبها، رفعت إيدينها تمسح دموعها بعشوائية: ما تعّنيت جرحه يا باسم، ولا ودي بجرحه!
باسم: تبين يامن؟
سكنت لثواني طويلة ونزلت دموعها، نطق باسم: ما يصير كل ما قلنا كلمة بكيتي! من متى إنتِ تبكين
رفعت كتوفها بعدم معرفة وقلة حيلة: ما أعرف بخسر شام إن وافقت
باسم: تخافين من خسارته يا ريم تخافين صّدته، ما تخافين من خسارة شام
رجفت ضلوعها وإهتز راسها - بالنفي - : يعّز علي! ما وعيت إلا على حبـ - سكنت -
أكمل جملتها: وعيتي على حبّه وخوفه، تحتمين فيه من صغرك قبل لا تحتمين فيني وتجيني تجيني وإنتِ تنطقين بالحب له، بابا قتيب أخذني للإلعاب وكبرتي وصارت قتيّب ما نسى هدية نجاحي وتخرجتي ونطقتي أبيه يا بابا موافقة، وإعترفتي لي في ليلة قمّرا أنا احبه يا باسم بعدين تذكرين شمسوي في يامن؟
ضحكت برقة وسط دموعها: كسر أسنانه! كيف أنسى
باسم: بس قال الريم حلوة ونال جّزاه يا بابا تذكرين كل التفاصيل معه! ليه تبين تقهرينه تعوذي من قهر الرجال وإن صد عنك بترضين؟صّدتنا مافيها رجعة إحسبي قرارك وإحكميه
الريم: ليه الكل ينظر لي بنظرة اللوم ويشوفني الغلطانة! طيب هو قهرني وزعلني ليه محد وقف ضده ولا النقيب غير والريم غير
تنهد يقبَّل جبينها: محد غير! ولدتي على حبه وغيرته ومن بعد خطوبته فيك تنظرين له وكأنه شخص مُعقد ومتحّجر ويمنعك عن أحلامك، وهذي فطرة في كل رجال! يغار على أهل بيته وزوجته.. وتختلف مقدار الغيرة تختلف من شخص لشخص والواعية يلي تقدر تخفي هالغيرة! بكلمة حلوة، بضحكة وأنا ما ربيتك ما ربيتك على جحد الخطأ وإن كان خطأك يالريم إثنينكم ما عرفتوا تتعامّلون مع بعض، ومهما بلغ الخلاف بينك وبينه إنتِ على علم بمعزتك في قلبه ومحبته يدّلها الغريب والقريب ولا هي شجاعة تكسرين من يحبك
سكنت تحني راسها من إرتخاء ملامحها، وقف: اليوم شوفتك وبعد هالخطوة القرار قرارك لا هو قراري ولا كسرة قتيب بتردك! احكمي عقلك واستخيري وامسحي هالدموع لا تبكين
تكدرت أكثر لأنها تلمّس زعله من قرارها صد يبتعد بدون ما يقبّل جبينها، بدون تأكيده بإنها بنته وجزء من روحه وما يسّره شوفة دموعها
وقفت تضم ملامحها بين كفوفها ويتنهد قلبها يتنهّد من زعله الفضيع! تحركت لناحية الشباك وفتحته لجل تتخلل نسمة هواء عليلة تبّرد روحها.. تبرد خاطرها
وإتجهت نظراتها لناحية الضحكات يلي تتعالى ركزت بعقدة حاجب وهي تشوفه يضحك بجانب شام! يضحك من قلبَه بدت على ملامحه الراحة
ضحكت بسخرية تزم على طرف ثغرها: هذا اللي يحبني يا باسم هذا ! ضحكته وصلت لسابع جار
زفرت بقهر وغيظ لأنه مّرتاح عكسها، قتيب يلي يعمي عيّن كل من يحاول بس يحاول يلمحها ما أبعدها عن الظهور في الإعلام إلا لغيرته وصدت وهي ودها تنزل وترمي فائض كلماتها وشعورها عليه ودها تفجر كومة غضبها
إتجهت لناحية سريرها تستلقي بتعب ومدت إيدينها تسحب دبلة تخفيها تحت مخدتها : أكرهك! أكرهك
أنت تقرأ
روايّة؛ تفيَّا في هدب عينٍ تشوفك ظلها و السُور
Romansرواية: تفيَّا في هدبٍ عين تشوفك ظلها والسُور