_ البـارت الثـالث _

209 8 0
                                    




‏ㅤㅤ
غمضت عيونها بإرهـاق إلا ولاح طيـفه أمامها قبّضت كفوفها! وكأن هالمرة ودّها تواجه طيفه المؤدي - زادت من قبّضة كفوفها - من لاحّت على ذاكرتها تفاصيل غريبه وكأنه
حلـم، مسّكة يد، ملامحه كانت تظهر ثانيه وتختفي في ثانية اُخرى تسمع لقب - شامـي - ولكن غير قادرة على تميّز الصوت ..
من حّست بصداع فضيّع يجتاحها فتحت مُقلتها بسكون و صـدت تركز نظراتها لناحية الشارع بعجز ويأس !
عجز من عدم معرفة اللي تمر فيه إلى إن وصلت لمرحلـة في الجهل في نفسّها، يصدر داخلها تساؤلات تندّرج تحت
" مين تكونين يا شام؟ "
نزلت دمعة حارقة أحست بحرارتها على ملامحها رفعت إيدينها النحيلـة تمسّح اثارها وبهالحظة توّقف قتيب وهو يشير للحارس .. ماهي إلا ثواني وإنفتحت البوابـة الحديدية لقصر البهّي
دخل للداخل وهو يتوقف بالمّنتصف، إعتدلت في جلستها تفك قيدها من الحزام وسط نظرات قتيب وهو مدرك لتبـدل ملامحها
لطالما كانت شام إنسانه غير قادرة على اظهار عكس مشاعرها، صريحه .. وحسّاسه وضيقتها تنرسم بدقة على ملامحّها
تعجز على تمثيل الفرح وهي يُكتمها الضيق..
لذلك كان قُتيب يطلق عليها " بالغُصن الرقيق " ومن صغره وهو يحاول يحافظ على هالغٌصن لأن لو انكسّر صعـب يعّود، صعب يداوي كسرته وجرّوحه لوقعها الكبير !
تذكر كلّمته وهو يسلمها لـه بفستان أبيّض يزينها، وتاجّ هادئ يزيّن مقدمة شعرها.. على يمينها عادل وعلى يسارها قتيب وأمامها بهـي
وجّه كلماته له وهو يحرصّه على شام وأنهى جملته بـ - إلا غصني الرقيق لا تأذيـني فيه - 
قطع أفكـاره صوت ناعمّ : ما ودك تنزل ؟
إبتسم وهو يصّد ينزل اشار لإحدى الحراس وسلمه المفتاح لجل يوقفها في المنطقة المخصصه للباركنق في القصـر
أردف : خذ مفتاح سيارتي بعد، تركتها في منطقة التدريب كلم إحدى الشباب ياخذها
نطق قصـي : إبشر
هز راسه وهو يتقدم لناحيّة شام مستندة على عمود الإنارة ومقوسّة شفايفها، يوضـح عليها عومها في بحر أفكارها ومن حّيت بإيدين تحوط رقبتها : يحتاج اذكـرك ؟
إهتز راسها-بالنفي- وهي تتصنع الإبتسامة! وكيف قتيب يدرك شخصيتها ويفهم أصغر التفاصيل اللي تخفيها
وكانت حركته تذكير لها بإنه الشخص اللي مدرك لضيّقتها ويسمعها في أي وقت..
دخلوا للداخّل والهدوء يتسيد ارجاء القصر
عقدت حاجبينها وبهمس: معقوله ناّمت؟
قتيب: دام مافي صّوت اكيد النوم داهمهم، طلعي انتي بعد ارتاحي واستعدي نفسيًا لتدريباتك الأخيرة !
هزت راسـها : تصبح على خير
قُتيب بذات الابتسامه : وانتي من اهلّه
تحركت شام مبتعده عنه وصد قتيب.. إلا وطلعت الريم من المصعد
ضيقت عيونها من شافت شّام وبهمس: اللي لقى احبابه نسى اصحابه
شام: ريمي..
استقطعتها الريم: اطلعي لجناحك وانا اعرف شُلون اتجازى فيك
ضحكت وهي تقبّل خدودها وتدخل للمصعد: ما اهون عليك دائمًا تهديداتك تبقى مجرد كلام لأني الظــل
الريم : هنا المشكله إني ما اقوى
ركّزت نظراتها لقتيـب، من لمّحها وهو متوقف عند المدخل يتأمل هدوءها الغريب وكأنـها كانت تستعد لساعات لمواجهته
رفعت إيدينها اللي كانت تحمل هدية انتصّاره ! رمّته بقسوة وهي تردف بهدوء يعكس غضبّها: هديتك مرفوضه مثل شخصيتك
ابتسمت بعّد ما رمت عليه قساوة كلمتها والمقصد تذكيره برفضـها له
رفع كتوفه بإبتسامـة وصّد متجاهل التداخل معّها في نقاش لا الوقت يسمح ولا الوضع يسمح..
إستغربت عدم غضبه من كلمتها إلا إنها زفرت براحة! بعد ما كانت تراقب من نافذتها لحظة وصوله لجّل تشفي من غليلها ولو القليل..
صّدت وأردفت تنهيـدة عميق من هرّوب شام دائمًا ترفض التدخل بينها وبينه لمعّزتهم المتساوية بقلبّها..
تحركت للمصعد وبمجرد ما فتح بّابه، تقدمت لجناحها واللي كان بجانب جناح شام
وكما إعتادت تتهرب من مواجهتها في كل مرة يزيد الأختلاف بينها وبين قتيـب
لأنها على علم إن معزتها تتساوى بمعّزته فيصعب عليها إنها توجّه كلماتها ورأيها القاسي بقُتيب أمامها، ولا تقدر على تبلغيها بـ أفعاله واذيته خوفًا من إن تقّل معزته، لذلك كانت في كل مرة تختار التكتم برغم إن الود ودها تنفجر وتشفي داخلها من الكلام المكبوت إلا انه يصعّب عليها..

روايّة؛ تفيَّا في هدب عينٍ تشوفك ظلها و السُورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن