عائلتي³: الفصل التاسع

421 44 122
                                    


كنت اتجول في الشوارع، لم اخذ سيارتي، اردت ان ارهق قدماي فقط، كانت الانوار ساطعة بشكل كثيف، دحرجت اصابعي داخل جيوب سروالي، لكن اظن اني قد تركت الهاتف في المنزل، لست بحاجة اليه

لم يكن لدي وجهة معينة، فقط اترك قدماي تختاران ذلك لي، عقلي يضج و يصرخ في كل ثانية باجابة ميكاسا، اعلم انها ليست ابنتي في الدم

لكن لست احتاج لدماء لعينة او حمض ما كي يخبرني ان تلك ابنتي، ماذا عن المشاعر، ماذا عن الالفة، ماذا عن اني قد ربيتها و احببت ان افعل ذلك

عذا لعين، لماذا على الحياة ان تكون لعينة و ليس في صفي

لا يهمني المادة، و لست اهتم لدموعي، انا فقط اريد ان اعود للمنزل و اكتشف ان كل ذلك كانت مجرد مزحة مقرفة من الخال اللعين

كان القمر ينير في السماء، يحاول البروز وسط اضواء المدينة الكثيفة، يرغب في لفة الانتباه، لكن الناس مهتمون بالفعل بامورهم الشخصية

توقفت في مكان شبه خالي، رايت انها مكتبة مغلقة، رفعت بصري لاقدم طلب القمر، لكن من سيحقق طلبي، هذا سخيف ايضا، لكن نحتاج دوما شيئا نلقي عليه بعضا من المسؤوليات و المشاكل التي ترهقنا، انه من اجل الراحة النفسية فقط

لذلك ايها القمر، حل مشكلتي، ان كان هناك اله في السماء، ارجوك استمع الى قلبي و لا تدع ميكاسا ترحل عنا

سمعت صوتا قويا، كانت احدى الساعات في متجر قريب، انها الثانية عشر ليلا

-تنهد-

اعتقد علي العودة، لست الوحيد المتالم هنا، اعتقد ان عائلتي ايضا، سرت ببطيء، لست اهتم لبعد المسافة، و لا لفكرة ربما ساصل بعد ساعتين الى المنزل

كان الظلام يحيط بكل شيء، انوار الطريق مرشدي و القمر الذي يسير فوقي، لا اريد صحبتك، اريد ان تحقق لي امنية فقط

توقفت عند باب المنزل، كانت الانوار مطفأة، لكن نوري ينتظرني عند العتبة مع غطاء ثقيل فوق كتفيه

"ايرين" تردد صوته ليجري نحوي، امسك بوجنتاي قبل ان يجفل، "الهي انت متجمد ايرين" سحب يدي، امسك باصابع بقوة، "علينا ان ندفئك" شعرت ان هذا الرجل الذي اخترته لم يكن لينام من دوني، لانه يحبني، "لماذا خرجت دون معطف حتى" استمر في التحدث بصوت منخفظ، فتح باب المنزل بسحبني من خلفه

اكتفي فقط بالتحديق لشعره و رقبته الشاحبة، ليفاي، لا احتاج الى غطاء او سترة كي اشعر بالدفيء، احتاجك انت فقط لذلك

لففت ذراعي حول رقبته و احتظنته، توقفنا وسط غرفة الجلوس، اهتزت اكتافي و تركت دموعي تبلل رقبته، انا ضعيف، انا طفل بكاء ليفاي، لكني حزين ايضا

كانت اصابعه تتشبث بقماش قميصي الخفيف، "عليك الاستحمام انت ستمرض" كان صوته ينكسر شيئا فشيئا، "و من ثم يمكننا النوم" و يمكننا ان نبكي معا عزيزي

عائلتي³: ميكاساحيث تعيش القصص. اكتشف الآن