قدر الأمير

قدر الأمير: البارت الرابعة وعشرون

قدر الأمير
البارت: الرابعة وعشرون
بسم الله الرحمن الرحيم

في الدار كانهُ يجلسون الفاتيات وأمامهم عائشة الذي أبتسمت لهم وقالت: كيفكم ياحوريات إنهاردة هنتكلم عن إزاي نتعلم من الأخطاء، ولكن مش أنا إللي هتكلم الشيخ محمود هو إللي هيخطب بعد صلاة العصر بإذن الله

أبتسمت قدر وقالت: مين الشيخ محمود
قالت بهدوء: دة شيخي إللي بتعلم منه كان مريض والحمدلله ربنا عفا وهو حاليًا تحت في المسجد

قطع حديثهم إيقامة الصلاة
حي على الصلاة حي على الفلاح وإقامة الصلاة وإقامة الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله

مكة بتوتر: قدر أنا مبعرفش أصلي جماعة

قالت بهدوء: منخافيش أعملي زي مأنا هعمل بضبط

وبالفعل قضوا فرضهم وإنهارت مكة في البُكاء فاشعرت إن يزول هم كبير من على قلبها تمنت إن الموت يأتِ الأن وهي بين إيدين ربها

الشيخ بدأ في الخُطبة وقال قائلًا: خطبه بعنوان

((متى نعترف بأخطائنا ؟))

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، لا فوز إلا في طاعته، ولا عز إلا في التذلل لعظمته، ولا غناء إلا في    الافتقار إلى رحمته...

أحمده سبحانه وأشكره، إذا أطُيع شكر، وإذا عُصي تاب  وغفر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يحب التوابين، ويحب المتطهرين، ويغفر للمخطئين  والمستغفرين، ويُقيل عثرات العاثرين، ويمحو بحلمه إساءة المذنبين، ويقبل اعتذار المعتذرين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، أمينه على وحيه،  وخيرته من خلقه، وحجته على  الخلائق أجمعين، صلى الله وسلم وبارك  عليه، وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين  أما بعــــد:-

عبــــــــــاد الله : - ليس على وجه الأرض بشر معصوم من الخطأ فقد أقتضت سنة الله عند خلقه لهذا الإنسان أن يكون الخطأ جزء من حياته وسلوك من سلوكياته وسمة بارزة في شخصيته قد يقع فيه في أي وقت من حياته  قال صلى الله عليه وسلم «كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ )

ولقد كان من التوجيهات القرآنية الرفيعة؛ أنه في حال وقوع الفرد المسلم في الخطأ سواء كان في معاملة العبد مع ربه أو في السلوك أو المعاملات أو حتى في التصرفات والأخلاق فإن عليه أن يواجه أخطــاءه وأن يعترف بها ولا يبررها، ولا يلتمس لنفسه الأعذار، ولا يهرب من المسؤولية  ..

ولعل هذا من أبرز الدروس التربوية الراقية؛ التي تعلَّمها الجيل الأول الفريد؛ بعد معركة أحد وهزيمة المسلمين فيها : قال تعالى {أَوَ لَـمَّا َأصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ إنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}  [آل عمران: ٥٦١].