4:10 صباحا:كرهت مريام عادة الاستيقاظ الباكر خاصتها، فحتى في صغرها لم تكن تنام اكثر من ساعتين ، كان السبب في ذالك بسيطا وهو والداها ( بالتبني) ، كان والدها يتأخر في العودة إلى المنزل بسبب عمله و والدتها المصابة بجنون العظمة كانت تشك فيه كثيرا .
كانوا دائما يتشاجرون في الساعة الرابعة صباحا ، مريام الفقيرة كانت مجرد طفلة في السابعة وكان عليها ان تتحمل ذالك كل ليلة ، إخوتها اللطيفون كانا سينامان بجانبها ، ويغني لها محمد و تهمهم لها ليلى الالحان حتى تنام يعانقونها ليعطوها الدفئ ويقبلون جبهتها بحب .
على الرغم من ضجيج شجار والديها ، احبت مريام اللحظة الحميمية بينها و إخوتها ، كانت تلك اللحظة تذكرها دائما بأنها محبوبة .
دفعت مريام الغطاء من على جسدها ، نهضت من فراشها و أمسكت هاتفها لتشغل ضوئه ، كانت تريد الذهاب للمرحاض الذي يوجد في نهاية ممر الطابق الثالث للاستحمام و الوضوء ، لان العاملين عندما كانوا يعدلون غرفتها حطموا المرحاض بالخطأ و الأن مرحاض غرفتها في حالة مؤسفة .
فتحت مريام باب غرفتها ، اقشعر جسدها عندما أصدر الباب ضجيجا عالي ، لعنت مريام الباب الغبي لاخافتها ، وتمشت في الممر المظلم .
في الوقت الحالي كانت الوحيدة التي تقطن في الطابق الثالث ، لايزال العجوز ( جدها ) مصرا على انها ليست من العائلة بعد ، لذا انتهى بها الأمر لتكون القاطنة الوحيدة في طابق الضيوف .
" خشش-سن " توقفت مريام مكانها ، شعرت بالبرد يسقط على جسدها ، كانت الوحيدة في الطابق ، اذا من اين آتى الصوت ؟!
استدارت مريام بالكاشف لم ترى ورائها سوى الفراغ المظلم ، " خششن-تس" ارتعشت مريام مرة أخرى لم يكن الصوت يأتي من ورائها بل كان من امامها .
نظرت للأمام و تابعت مسيرتها بمجرد ان تلتف حول المرآة في نهاية الممر كانت ستصل الى هدفها ، فجأة تملكها شعور بعدم الآمان عندما نظرت للمرآة ، كانت كبيرة وتغطي الجدار بأكمله ، لم تكن مريام من المحبين للظلام و خصوصا عندما تكون امام مرآة ضخمة في منتصف الليل .
' ما بال هذا القصر ؟ على أية حال ، كله مملوء بالمرايا ' واستنادا لأفكار مريام ، فالقصر حقا مليئ بالمرايا في اماكن عشوائية ، ستجد احيانا مرآة في السقف ، او في الأرضية او حتى في الشبابيك .
وصلت مريام لجانب المرآة ووضعت يدها على الواجهة كان عليها الاعتراف بشيئ واحد ، همست مريام بابتسامة دافئة " يالها من مرآة جميلة " تألق شعرها الأسود الطويل و تجانس مع ضوء القمر ناصع البياض ، تركت مريام المرآة ، غير مدركة انه على الجهة الأخرى من تلك المرآة وضع شخص ما يده في نفس المكان .
أنت تقرأ
علاقات فاسدة( متوقفة لأن الكاتبة لا تشعر بالالهام)
Werewolfفتحت عيناها وهي تعرف انها مغربية .... اذا لما بحق الجحيم وجدت نفسها في مصر ، ويقولون انها كانت الابنة الضائعة لاغنى عائلة في الوطن العربي ؟!